الخرطوم : تهاني عثمان محمد عبدالله – تصوير : الطاهر ابراهيم تاكسي عالق وسط المياه تحفظ الذاكرة للخريف في الخرطوم صورة تتباين والانطباع الجمعي لاهل السودان فالخريف من اوجه الخير فغالبية اهل السودان يستمدون سعدهم بالخريف الهطال غير ان صورة موسم الامطار عند اهل الخرطوم ومختلف البنادر ترتبط بالغرق وتصدع بعض المنازل والمرافق العامة وانقطاع التيار الكهربائي وركود المياه التي تسد الطرقات لايام قد تطول خاصة في الاحياء التي تفتقر للتصريف مع توالد الناموس والذباب ، وعلي الرغم من الاستعدادات التي تتحدث عنها حكومة الولاية فإن المواطنين أبدوا تخوفهم من خريف هذا العام وبين مخاوف الاهالي و اصوات المسؤولين التي تبعث الاطمئنان تباين عريض . حكومة الولاية و محلياتها السبع اكدت اكتمال أستعدادها لمجابهة فصل الخريف الذي بدأت تباشير أيامه الاولي وهي كفيلة ببذر الخوف وسط المواطنين الذين يخشون من تجربة الاعوام السابقة ، في وقت انتقد فيه البعض عدم الالتفات للمصارف والمجاري داخل احياء الخرطوم علما ان هنالك مناطق لم يتم فيها فتح مصرف واحد و لا تزال (المجاري) مغلقة بقمامة العام الماضي وهو ما يجعل احتمال تكرار الغرق هذا العام حضورا في أجندة الخرطوم إذا أرتفع معدل هطول الأمطار بنسبة متوسطة فقط ولم تتم معالجة خاطفة في بقية الأيام . الخرطوم جولة الصحافة : في الخرطوم ( 2 ) عند تقاطع حديقة اشراقة و حتي منتصف النهار مازالت المياه راكدة في منتصف الطريق وتحيط بالحديقة وماحولها ، الذاهب الي منطقة الصحافة شرق يري بام عينيه حال الطريق في أول أختبار لولاية الخرطوم الذي يعبر عن الحال ، وحالة من الضجر لمسناها بين السكان بسبب تكدس المياه في الطرقات ولا سيما داخل الأحياء وفي الميادين والساحات العامة خصوصا تلك التي بالقرب من مستشفي ابراهيم مالك التعليمي الذي تم تأهيله اخيرا بعد ان انتقلت له اغلب الاقسام الحيوية التي كانت تتبع لمستشفي الخرطوم . بالقرب من ابراهيم مالك في مدخل المستشفي الشرقي وجد المرضي وذووهم صعوبة في الدخول للمستشفي اذ تجاوزت المياه المدخل الي داخل بعض العنابر ، وكانت وسائل التواصل الاجتماعي قد سبقت الجميع الي نشر تلك الصور في الفيس بوك والواتساب . المدينة الرياضية المركزي وعبارات الطوب : في السوق المركزي لجأ المواطنون الي وضع (كسار) الطوب وسط المياه كعبارات للجهة الاخري وأخرون اتخذوا من اطراف الجدران ممرا لهم وفي منتصف السوق بالقرب من منطقة متاجر الفاكهة لا يجد المرء طريقا الا (خوض) المياه وحتي في طريقك الي موقف سوبا وبتري لا تجد الا العربات التي اصطفت علي اطراف الطريق بعد ان غمرت المنطقه المخصصة المياه و طالت صفوف العربات لتبلغ ملعب المدينة الرياضية الذي اصبح جزيرة في وسط البحر. بحر عبيد ختم في المحطة المخصصة لمواصلات الكبري في المركز الاسلامي كانت المياه تغطي الشارع واختفي الاسفلت تماما قبل ان تبدو معالمة في (لفة) جوبا وعلي طول الشارع تجد العديد من المركبات التي تعطلت او توقفت وبعضها وقع في مجرى التصريف اركويت الناس والأمطار في أركويت الخروج من اركويت مربع ( 56 ) كان في غاية الصعوبة إذ يجب علي المارة تحسس الطريق قبل عبور العربات التي تحتاج الي فترة زمنية ليست بالقصيرة أما المواطنون فبعضهم إلتزم المنازل والأخر أختار السير علي حافة الطريق للذهاب الي عمله ولن تجد سوي المياه التي جعلت الطريق مستقرا لها . المدارس أعطال بسبب الأمطار : وقبل ان يكتمل الاسبوع الدراسي الاول في مدارس ولاية الخرطوم وعلي الرغم من الاستعدادات التي كشفت عنها وزارة التربية والتعليم المتمثلة في تهيئتها للفصول والمدارس في الاجازة التي امتدت لاربعة اشهر فإن العديد من المدارس اضطرت الي تعطيل يومها الدراسي واعادت الطلاب والتلاميذ الي منازلهم حرصا علي سلامتهم وتحوطا من حدوث اي عوارض تؤثر علي الطلاب سواء في تحصيلهم الاكاديمي او سلامتهم . محطة بص في شارع عبيد ختم محلية الخرطوم: الموقف مطمئن : المدير التنفيذي لمحلية الخرطوم محمد علي الكليس في حديثه ( للصحافة ) قال ان الموقف في محلية الخرطوم مطمئن للغاية لان المحلية كانت قد بدأت منذ شهر مايو الماضي في فتح المصبات النيلية كما تم تأهيل كل الطلمبات ، واضاف : (من خلال تعاون المحلية مع وزارة البني التحتية تمت عمليات نظافة المصارف الرئيسية وتم فتح مصارف رئيسية في 15 وحدة بطول 370 كيلو متر ، وتم تأهيل 50 طلمبة 4 بوصة و14 طلمبة ثابتة في توتي و8 طلمبات في الرميلة 2 بوصة ، وفي منطقة العزوزاب طلمبتين وطلمبة في اللاماب وآخري في ود عجيب هذا بالاضافة الي طلمبة كبيرة متحركة سعة 6 بوصة في منطقة سوبا ) . وفيما يخص العمال فإن محلية الخرطوم اكملت استعداداتها للخريف بضم 300 عامل مؤقت بالاضافة الي 25 عاملا فنيا و20 من المهندسين المتخصصين . واضاف الكليس ان المحلية اعدت طلمبات شفط وعربات شفقط تحسبا الي اي طوارئ واضاف ان امطار امس الاول قد تم تصريفها في كل المناطق ، واوضح ان بعض الاحياء المنخفضة قد شهدت تراكمات مياه تتم فيها عمليات الشفط بالتناكر . لفة جوبا واكد الكليس عدم حدوث اي اضرار وان التصريف قد اكتمل وفق الخطة المرسومة له ، الا انه استدرك بالقول ان المواطنين داخل الاحياء يعملون علي ردم المصارف من خلال رمي النفايات في باطنها ما يوقف سريان مياه التصريف بالمجاري ولاجل الوصول لمعالجات في هذه القضية قال الكليس ان المحلية عمقت اتصالاتها مع اللجان الشعبية بالمحلية من اجل متابعة المحافظة علي نظافة المجاري . أمبدة متابعات معتمد : معتمد محلية امبده عبداللطيف فضيلي تفقد المصارف الرئيسية للوقوف على كفاءة عمل المصارف فى تصريف مياه السيول والامطار والجهود المبذولة لمواجهة تحديات فصل الخريف مطالبا غرفة الطوارئ الرئيسية والغرف الفرعية بالوحدات الادارية بتكثيف عمليات متابعة عمل المصرف وزيادة العمالة لنظافة العبارات وازالة تراكمات مخلفات السيول من المصارف كما وجه اللجان الشعبية برفع تقارير يومية عبر منسقي الوحدات عن موقف الامطار وعمل المصارف واوجه القصور بالاحياء المطلوبة معالجتها بالتركيز على المناطق المنخفضة بالاحياء باعمال الردميات للمدارس والمؤسسات الخدمية وتفعيل دور المواطن فى فتح مصارف جديدة والعمل علي ازالة الانقاض وتأهيل وتوسعة المصارف الرئيسية والفرعية مبينا ان خريف هذا العام يشهد استقرارا كبيرا بفضل الجهود التى بذلت فى تأهيل المصارف وربطها بالمصارف الطبيعية ومتابعة ازالة المخلفات التي تحد من انسياب مياه التصريف بصورة طبيعية وتقلل من كفاءة المصارف مشيرا الي اكتمال خارطة المصارف بالمحلية مطالبا بضرورة تكامل الجهد المجتمعى في نشر الوعي المطلوب فى كيفية التعامل مع المصارف بالارشاد والتوعية بالقرارات التخطيطية لمواقع تجمع المياه مناشدا مواطن المحلية بأن يكون السند الداعم لمواجهة تحديات فصل الخريف . شفط مياه إبراهيم مالك : وزارة الصحة ولاية الخرطوم اكدت استقرار الأوضاع بمستشفى ابراهيم مالك التعليمي بعد امتلاء بعض العنابر بالمستشفى بمياه الامطار التى هطلت مساء امس الاول ، وكانت الوزارة قد هرعت الي المستشفي بقيادة وزير الصحة ولاية الخرطوم البروفيسور مأمون حميده برفقة مدير الادارة العامة للطب العلاجي وعدد من قيادات العمل الصحي بالوزارة وقام وزير الصحة باستجلاب تناكر من جامعة العلوم الطبية اضافة الي عربات شفط من وزارة البني التحتيه لشفط المياه في العنابر واكد دكتور زهير عبد الفتاح عودة الحياة الي طبيعتها بالمستشفى واستمرار العمل وتقديم كافة الخدمات الصحية والعلاجية للمرضى بالمستشفى .