انطلق العام الدراسي لمرحلتي الأساس والثانوي بالخرطوم وبغيرها من الولايات حيث التوقيت الزمني المحدد.. والطالبات والطلاب من الصغار خاصة في مرحلة الأساس يشكون من حالة المغص والنزلات المعوية، وربما التسمم الغذائي، وهو أمر يتوجب أن يفحص الطعام المعد من البيوت أو بائعات الطعام بالمدارس، أوالوجبات الجاهزة.. ان حالات التسمم كثيراً ما انتشرت يدعونا ذلك للحيطة والالتزام بالاجراءات السليمة. يتم التسمم الغذائي اما عن طريق تلوثه بالبكتيريا وتشاهد هذه المشكلة بكثرة عند تناول السلطات غير النظيفة وأصناف أخرى من الطعام الملوث غير المطهي. أو قد يكون سبب تسمم الطعام هو سوء تخزينه أو عدم مراعاة الشروط الصحية عند نقل الطعام مما يؤهل وبشكل كبير لنمو البكتيريا وتكاثرها وبشكل خاص في اللحوم والبيض والدواجن والأسماك حيث ارتفاع درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية يؤدي إلى سرعة تكاثر البكتيريا وتشاهد هذه الحالة غالباً عند تناول المعلبات واللحوم غير المطهية بشكل جيد. وكذلك يعتبر البيض من أحد أهم أسباب التسمم الغذائي وخطورته تنشأ من تناوله غير مطبوخ. كما هو الحال عند صنع صلصة المايونيز أو شرب البيض نيئاً ويكون التسمم غالباً نتيجة وجود جرثومة السالمونيلا التي تدخل جسم الدجاجة من الأغذية التي تتناولها. ان الأطفال دون الخمس سنوات هم الأكثر عرضة للتسمم الغذائي حيث ان جهازهم المناعي يكون في مرحلة التطور وتؤدي التسممات الغذائية إلى الاسهال الشديد المترافق مع القيئ الحاد ولتجنب حدوث التسممات الغذائية تجب مراعاة غسل الخضروات والفاكهة بشكل جيد بعد نقعها لفترة في الماء النظيف وطهي الطعام وبشكل جيد خاصة اللحوم والدواجن إلى أن يتم نضجها تماماً. ومراعاة الشروط الصحية في حفظ الأطعمة من حيث شروط التبريد وعدم ترك الطعام خارج الثلاجة في درجة حرارة الغرفة لفترة تزيد على ساعة وغسل السكاكين والأطباق التي تم تقطيع اللحوم والدواجن بها بشكل جيد وغسل الأيدي قبل وبعد تقطيع اللحوم والدواجن النيئة بشكل جيد. كذلك تؤدي جرثومة السالمونيلا للاصابة بالتيفوئيد وهو مرض واسع الانتشار في الكثير من دول العالم وتتم العدوى نتيجة تلوث الطعام أو الشراب وتكون فترة الحضانة من 1-3 أسابيع وذلك حسب كمية الجراثيم التي تلوث بها الطعام ويؤدي التيفوئيد إلى أعراض متباينة. ففي الرضع والأطفال الصغار يكون على شكل اسهال يرافقه قيئ حاد وتكون الحرارة مرتفعة وقد تصل إلى 40 درجة مئوية مترافقة مع فقدان الشهية بينما يحدث عند الأطفال الكبار آلاما عضلية شديدة مترافقة مع صداع وآلام بطنية حادة مع ارتفاع في الحرارة ويحدث الاسهال في 50% من الأطفال المصابين. لذلك وفي حالة السفر إلى بعض المناطق التي ينتشر بها التيفوئيد فإن الطبيب قد يوصي بإعطاء لقاح التيفوئيد والذي يعطى عن طريق الفم في شكل كبسولات للأطفال أكثر من ست سنوات وهو متوافر أيضاً على شكل لقاح يحقن عضلياً للأطفال أكثر من سنتين من العمر ويعطى حسب تقديرات الطبيب. ومن أهم الأمراض التي تصيب الأطفال النزلات المعوية وهي اصابة الطفل بإسهال شديد يرافقه قئ شديد وأن هذه النزلات المعوية غالباً ما تكون فيروسية المنشأ ولكن قد تكون أحياناً نتيجة الجراثيم. إن استمرار الاسهال الشديد المترافق مع القئ الشديد يؤدي إلى فقدان الجسم لكمية كبيرة من السوائل والأملاح مما يؤدي إلى الجفاف ويكون ذلك على صورة ضعف عام وجفاف الجلد مع فقدانه لحيويته وأن الجفاف قد يشكل خطورة على حياة الطفل لذلك يجب علاج الطفل فوراً وقبل حدوث الجفاف فإن أهم شيء يفعله الأهل هو اعطاء الطفل الماء النقي وسوائل الارواء الفموية وهي عبارة عن محلول مكون من الجلوكوز والملح وهذا المحلول معد بصيغة معينة تعوض الجسم عن المفقود من السوائل والأملاح بشكل دقيق وكذلك يتم الامتصاص من الأمعاء بشكل جيد وكذلك يجب الاستمرار في الرضاعة الطبيعية من الثدي إذا كان الطفل يرضع من أمه والاستمرار بشكل عام في تغذيته بالغذاء المناسب. ويستحسن مراجعة الطبيب لتقييم وضع الطفل حيث ان بعض الحالات تحتاج إلى المحاليل الوريدية أو بعض الأدوية الأخرى وذلك حسب شدة الحالة وتقديرات الطبيب. إن اعداد الطعام للطفل مع مراعاة النظافة التامة يقلل من فرص الاصابة وعلى الأم غسل اليدين قبل اعداد الطعام وقبل اطعام الطفل واستعمال الماء المغلي في اعداد الطعام.