1/ زوج أختي الأولى يداهمنا كل أربع سنوات، ويلتقي بأختي.. فأفرح أنا وأموت من الفرح، وزوج أختي الثانية يغادرنا في كل رمضان.. فأفرح أنا وأموت من الفرح.. وما بين الفرحة الأولى والفرحة الثانية نسيت أزعل. 2/ من رُدهة المطار هاتفني: تَصّور يا عبده، ملامح الصورة التي في جيبي تطابقت تماما مع ملامح زوجتي القادمة من وراء البحار، تَصّور... ومن فرحتي فتحتُ الإسبيكر، وصرختُ بأعلى صوتي: ألف مبروك، واللهم احفظها نعمة. 3/ عبر شراكة ذكية ذكاء جد، افتتح صديقي محلا تجاريا مع جاره، ومن شِّدة فرحي اقترحتُ عليهما أن يكتبا على لافتة المحل المضيئة «أعمال الجار الغَّدار التجارية» تكريما للخضار الذي مضى. 4/ بقدرة قادر أقنعني بأن ما بين الأربعاء والسبت يومان.. دس حزمة من الجنيهات في جيبه الخلفي واختفى.. ومن شِّدة فرحي واعجابي بمهارة الاختفاء التي يتمتع بها، شطبتُ كلمة السبت من دفاتر الاسبوع، واتخذت من الأربعاء عطلة رسمية. 5/ ببراءة المُحتار ظهر أمامي فجأة، حكى لي قصته من الألف للياء، راجيا أن أجد له حلا.. وبفرحة كبيرة تحاكي فرحة الأطفال بالعيد، حكيتُ له قصة موازية. 6/ بسبب غباء البارحة اللعين، تفقدت هذا الصباح ذاكرتي.. وحينما وجدتها خمسة قيقا، مُت من الفرح قبل أن أكتب وصيتي الأخيرة. 7/ هاجس الهجمات المرتدة لم يترك له سانحة كي يكون شاهقا من الفرح وهو يزف آخر كريماته.. لملمتُ حزمة من الفرح المُبعثر، وبعود ثقاب محروق أشعلتها في وجهه.. ابتسم دون أن يموت من الفرح. 8/ على الصخرة القابعة بين ارتعاشة الوطن الأم وكمالية الأم المنفى، أسندتُ مؤخرة رأسي، وعلى مسندة حُبلى بريش الفرح دفنتُ وجهي، ونمتُ كما لم أنم من قبل، رغم أنف ريش النعام. 9/ بإنحناءة بلهاء سألتني، وهي تمشط ابتسامتها أمام الكاميرا: أيّ من الجبايات الكتيرة دي تُحبْ.. قفزتُ من الفرح وأنا أشير بإبهامي جهة المطار.. نعم أحب، وأحب جدا تلك التي تكشف عن مفاتنها في صالة المغادرة وتدعوني للبقاء. 10/ حالما أدركتُ أن الرُعب الذي تبثه أحراش المستقبل في تجاويف عقول الأجيال المتراكمة والمتزاحمة، ما هو إلا قُطر يمد لسانه خارج دائرة الانتخابات، أكلتُ حزمة أفراحي، وأغلقتُ كل ثقب في جسدي، ولزمتُ الصمت.