(1) في يوم الأربعاء أستدان مني حِزمة من الجنيهات ودسها في جيبه الخلفي، على أن يعيدها يوم السبت، ومن شدة إعجابي بمهارة الاختفاء التي يتمتع بها، شطبت السبت من دفاتر الأسبوع، واتخذت من الأربعاء عطلة رسمية. (2) تململ أحدهم «نادرا ما يتململ» في فراشه، قرر أن يدس هذا الصباح في ضميره حفنة ضمير، ويسدد بعضا من ديونه المتراكمة ويحتفظ بالباقي، حتى لا يغادر ذاكرة الرجال بلا عودة. (3) ببراءة الحائر بيهو الدليل..»وهم كُثر». ظهر أمامي فجأة، حكى لي حكايته من الألف للياء، وبكثير من التفاصيل، راجيا أن أجد له حلا في الحال، وبفرحة كبيرة تحاكي الفرحة التي كانت للأطفال بالعيد، حكيت له حكاية مكسيكية موازية. (4) مع إنو يا عبدالدافع شكلك دافع دافع، ولا مفر، إلا أن محصل الجبايات مصمم تصميما على أن يشرطك بمشرطه كم شرطة في الحواس، وأنت لا تريد شاهدا ينبثق من رحم مرارة هذه اللحظة .. على كيفك. (5) أيام أركان النقاش الملتهبة، وصور الأسلحة البيضاء منها والحمراء العالقة في حبال الذاكرة منذ أيام الجامعة، أفضت جميعها إلى نكتة سمجة ولزجة وبايخة، لم تستطع أن تنتزع ولو ابتسامة طفيفة من أحد. (6) الإدعاء، المكابرة، الإستعراض المجاني، سياسة تبخيس الأشياء، الإيهام بالحماية، الثراء وانطباع الشكل، والتجاوزات، جميعها سمات لا يتسع لها أكبر جامبو في سوق الشاحنات. (7) الرجل الذي بلا أوراق مالية تستر عاهته، كلما رآني أتسول في المسجد يرميني ببقايا فمه ويقول : (كيف تسول لك نفسك الأمارة بالسؤال أن تسأل في بيت الله غير الله ..؟!) (8) ليلة البارحة التي كانت ذابلة بعض الشئ، حلمت فيها بأني صحيت .. جمعت صحف المدينة صحيفة .. صحيفة، تلمست كلماتها كلمة .. كلمة، و لم أر في قبضتي جملة واحدة مفيدة تدعوني لأجمعها غدا. (9) شاايفك أمس تبحلق في التوب، وخليتها على راحتها تلوك في الحروف، وتبلع في المخارج مخرج..مخرج، لامن السهرة انتهت. كويس إنو الحرامي كسر التلفزيون، وصلح الريموت. (10) مع إنو تقاطع زقاق الأمل مع زقاق العمل مضلم ضلام جد، ولا إنارة واحدة فيهو، إلا أننا كلما نركب لمبة بكرة يسرقوها مِننا الليلة.. تصور..!