تسعة وزراء دفعت بهم الحركة الشعبية لتحرير السودان في الحكومة المركزية الجديدة ، اغلبهم من الوجوه غير المعروفة من قبل باستثناء اربعة اسماء ترددت كثيرا وتولت حقائب دستورية خلال الخمس سنوات الماضية أبرزهم « عبدالله تية ، بيتر أدوك ، جورج بورينق ، لوكا بيونق « الثلاثة الاوائل حسب الترتيب عملوا بالشمال والاخير هو وزير شئون الرئاسة بحكومة الجنوب ومن المقربين لرئيس حكومتها سلفا كير ميارديت دفع به للمنصب الوزاري الاول بالحكومة الجديدة التي ستؤدي اليمين الدستورية نهار اليوم امام رئيس الجمهورية ليبدأ بعدها لوكا بيونق مهامه كوزير أول بوزارة مجلس الوزراء ذات المنصب الذي احتفظت به الحركة الشعبية ضمن حقائبها الوزارية منذ التوقيع على اتفاق السلام وشغله من قبل ابرز قادة صفها الاول على رأسهم امينها العام باقان اموم ووزير الخارجية السابق دينق الور الا ان اسناد المهمة في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد والتي ينتظرها عقد استفتاء لشعب الجنوب بعد سبعة اشهر او اقل بقليل يترك باب التساؤلات مشرعا على مصراعيه . فالدكتور لوكا بيونق وزير شؤون الرئاسة بحكومة الجنوب السابق ووزير وزارة مجلس الوزراء الجديد هو أحد ابناء السلطان دينق مجوك سلطان عشائر دينكا انقوك التسعة والأخ غير الشقيق لفرانسيس دينق وصهر نائب الامين العام بالحركة ياسر عرمان، ويعتبر لوكا خازن اسرار رئيس الحركة سلفاكير ميارديت واكثر القيادات قربا من رئيسها ، ويتحدث الكثيرون بأنه رجل يعرف كل شئ عن الحركة بحكم قربه وملازمته اللصيقة لرئيسها النائب الأول لرئيس الجمهورية، فسلفا يثق فيه الى حدٍ بعيد، لذا هو من الممسكين بأخطر الملفات حساسية داخل الحركة الشعبية، ويقف على رأس عدد ليس بالقليل من الملفات الشائكة والمعقدة كما هو احد الكوادر التي تظهر مع حلول الازمات وكان سطوع نجمه وبروزه بشكل لافت ابان ازمة تجميد الحركة لوزرائها المشاركين في الحكومة في العام 2008م، وظل احد نجوم السياسة خلال قضية أبيي وتحكيمها في لاهاي ، واخبرني احد المقربين من مطابخ صناعة القرار بالحركة ان ظهور لوكا شمالا قبل ان يلاقي ارتياح الشارع الجنوبي فهو يعني الكثير ويكشف اتجاهات الرياح بالحركة في الفترة القادمة، فحسب القيادي الذي فضل حجب اسمه وهو يتحدث من جوبا نهار الامس اخبرني ان لوكا ملم بكل الملفات التي تهم قضية الاستفتاء بالاضافة الى مقدرته على تحريك المجتمع الجنوبي بالشمال ومناداته المستمرة لاشراك المجتمع المدني في قضية الاستفتاء ، وطرق المصدر امراً آخر يعني الكثير ولم يوافقني الرأي ان وجود لوكا شمالا يعني ان سلفا سينكفئ جنوبا خلال الفترة القادمة التي تسبق الاستفتاء لافتا الى ان الامر يعني عكس ذلك تماما واضاف « لوكا قادر على ترتيب تحركات سلفا بشكل اكثر فاعلية فهو مقرب جدا ويمتاز بثقة عالية من قبل الرئيس» ، لكن ثمة تساؤل آخر فالحركة ظلت تردد انها ستدفع بصفها الاول جنوبا وهو ما ظهر جليا بعد اعلان الحكومة الاتحادية فما الذي جاء بلوكا شمالا. بلا تردد قال محدثي ترتيبات الاستفتاء هي ما يهم الحركة الشعبية في الفترة القادمة ، اذن الاستفتاء هو ما جاء بلوكا شمالا في المنصب الاول الذي تنتهي وتبدء منه كل تحركات وملفات الحكومة المركزية الا ان لوكا بيونق لازالت ميولاته في امر الوحدة او الانفصال غير واضحة بشكل كبير على الرغم من بعض الاشارات التي تضعه في خانة الداعين للانفصال مطلع يناير القادم فتصريحاته الاخيرة يمكن ان تأخذنا الى ذلك الجانب فهو في الآونة الاخيرة ظل يردد ويطالب باتفاق للحريات الاربعة بين الشمال والجنوب حال الانفصال وينادي بتقوية العلاقات بين الشعبين بالاضافة لتصريحه المثير حول عائدات النفط في حوار اجرته صحيفة ال فاينانشيال تايمز الامريكية اكد فيه ان حكومه الجنوب تهتم بالاستقرار الاقتصادي ووحدة الشمال واضاف ان استقلال الجنوب بكافة عائدات النفط سيؤدي الى حرب اهلية مجدداً مشيراً الى ان قسمة البترول بين الشمال والجنوب يحمي اقتصاد الشمال من الانهيار وزاد لو خير الجنوب بين خيار الاستقلال بالدم او شرائه بالنفط سيختار الاخير واوضح في مرة ثانية حسب صحيفة آخر لحظة ان استخدام البترول في الوقت الحاضر من اجل الهبوط الآمن والاستقرار الاقتصادي والتعاون مع الشمال ملمحاً لامكانية تغيير هذه السياسات في المستقبل . وهناك شئ آخر تحدثت فيه مع ذات المصدر امس فهو يؤكد ان ظهور لوكا بالشمال يعني الكثير فترتيبات الاستفتاء هي الجانب الاكبر من مهمة وجوده بوزارة رئاسة الوزراء واضاف ان الامر الآخر يعني ان سلفا لن يكون غائبا عن كل حدث وسيطلع على كل تفاصيل ما يدور شمالا مشيرا الى ان الفترة السابقة كان فيها عدد من الوزراء غير الفاعلين وكانت بعض المعلومات تضل الطريق الى رئيس الحركة وهو ما لن يحدث بعد اليوم .