بعد أن شكل رئيس حكومة الجنوب حكومته التي جاءت إليها وجوه جديدة بخلاف القليلين كباقان أموم وكوستا وألور، وبعد ان شغل مناصرو سلفاكير المناصب الهامة ترك وزارتين عطية مزين للمؤتمر الوطني وزارتين هامشيتين ليثبت ان الحركة الشعبية تفتح باب المشاركة على مصراعيه، وانا اشك في نوايا الحركة بحيث انها تعطي الفرصة للوزراء الذين يتم اختيارهم من الوطني بالعمل بحرية دون وصاية او تضييق للخناق وكتم لأنفاس الحرية وبالتالي يدب اليأس في نفوس الوزراء المغلوبين على امرهم ،ولا يبقى امامهم الا طريقين الإستقالة او الإنضمام للحركة الشعبية هذا اذا كان ولاؤهما ضعيفاً مثل مسؤول الوطني باحدى ولايات الجنوب الذي سارع بالإنضمام للحركة بعد تعيين آخر في مكانه الذي ظل يشغله لأكثر من سبعة عشر عاماً، وهذا يطرح سؤالاً آخر هو هل الإنقاذ تسببت في مثل هذا الأمر بمعنى آخر هل جعلت المناصب التنظيمية والدستورية وظائف يتسابق الناس اليها ويتهافتون وبالتالي انتفى فقه التكليف وحل بديلاً له فقه التشريف المنصبي ام ماذا في الأمر؟ المهم في قضية إختيار وزراء للوطني بالجنوب يجب ان تمحص جيداً هذا ان لم يكن الإختيار عليهم وتسميتهم قد تمت بالفعل (وعني فإنني ارشح مسؤولي قطاع الجنوب بالوطني الذين تسببوا في تلك النتيجة المخجلة ثم لم يتواروا حياءاً بل ساقوا التبريرات الواهية ليصدقهم الناس)، لأن العمل في الجنوب في ظل الأجواء الغائمة قبل الإستفتاء لا تبشر بخير ويبقى إحتمال عرقلة أي عمل وارد، الغريب في أمر التشكيل الوزاري بالجنوب هو تعيين باقان أموم وزيراً للسلام فهل تريد الحركة ان تثبت أنها تمسك بمقاليد قضايا الإختيار ( وحدة او انفصال) وذلك بتعيين أحد صقورها المعادين بل والمجاهرين بعدائهم لكل ما هو شمالي وبالتالي ينادون بالإنفصال ويعملون له منذ الآن ثم ما هي مهام هذه الوزارة الدخيلة وكما ازداد عدد الوزارات بالشمال زاد العدد بالجنوب ايضاً كيما يثبت الجنوب بأن الشمال ليس أفضل منه وهكذا يرى المراقب للأحداث ان الجنوب يسير في ركاب الشمال بحيث لا يستطيع الفكاك عنه ولا التفكير بمعزل عنه، وهذا يدحض نظرية بعض الجنوبيين الذين ينادون بالإنفصال عن الشمال فقط لأشياء في نفوس بعضهم وليس لأن الشمال سيئ او عنصري كلا. الجدير بالذكر هو غياب نجم الإعلام بالحركة ياسر عرمان الذي صنع منه الإعلام شخصية محورية وعامة فصار كالبالون يزداد انتفاخاً حتى صدق نفسه لكنه انفجر سريعاً وأصبح الآن خارج لعبة الإستيزار بحكومة الجنوب الا اذا كانت الحركة تدخره لإحدى الوزارات بالشمال عموماً يبقى عرمان ظاهرة تحتاج لدراسة متعمقة. استحدثت الحركة وزارة بلا حقيبة وزارية وهذا في تقليد غريب لبريطانيا وبعض دول اوروبا التي تعين بعض الوزراء بلا اعباء وزارية فما هي الرسالة التي ارادت الحركة ارسالها للشمال بهذا الأمر، وما هو مصير وزراء الحركة بالشمال حال انفصال الجنوب، هل يكون ثمة تعاون بين البلدين بحيث تتم إعارة للوزراء للدولة المجاورة؟ ربما الأيام المقبلة تحمل معها كثيراً من الإجابات لبعض الأسئلة المبهمة والغامضة والتي لا إجابة لها. مرايا أخيرة: ما هو مصير قادة وأثرياء الجنوب الذين يقطنون في أرقى مناطق الخرطوم في منازل فخمة هل سيعتبرونها إستثمارات أم سيتخلصون منها أم سيصوتون للوحدة من أجل مصالحهم فقط؟