رغم حرص شرطة المرور على ضبط المخالفات التي تصدر من قبل سائقي المركبات، الا ان دخول المركبات العامة الى محطات الوقود مخالفة صريحة، ويبدو انها مادة مجمدة ليست ضمن المخالفات التى تتم المحاسبه عليها بصور فورية، برغم انها تعرض حياة الركاب الى الخطر.. «الصحافة» رصدت العديد من الحالات يدلف فيها سائقو المركبات الى محطات الوقود دون مراعاة للخطر وصيحات الاستهجان الصادرة من الركاب. «مع الناس» التقت بمجموعة من المواطنين وسائقي المركبات الذين تباينت آراؤهم حول دخول المركبات الى محطات الوقود وهي تحمل الركاب، حيث قال المواطن محمد أحمد إن هذه العملية تعرض المواطنين الى خطر جسيم جدا، اذ يكون عادم المركبة على درجة عالية من الحرارة، وتعرضه الى رشح البنزين اثناء عملية تعبئة خزان الوقود يؤدي الي حريق يقضي على المحطة بأكملها. وبالرغم خطورة الامر الا ان السائقين لا يبالون بالأمر، ولا يولون صيحات الرفض ادنى اهتمام. وناشد محمد احمد الجهات المختصة الحد من هذه الظاهرة التي تزعج المواطنين، فيما وصفت آمنة عثمان العملية بأنها غير حضارية وانتهاك لحقوق الانسان، لأنها تعرضه للخطر، بينما كان على سائق المركبة ان يكون اكثر حرصا على ملء خزانه قبل التوجه الى العمل حتى لا يعرض الركاب للمخاطر. كما ان هذه المواقف دائما ما تؤدي الي المشجارات. وحكت ايناس قصتها مع دخول المركبات العامة الى محطات الوقود، وقالت انها مصابة بمرض الازمة، وعندما تشم رائحة البنزين لا تعي بنفسها الا وهي داخل المستشفى الذي اسعفت اليه، اما محمد المجتبى فيرى بأن هذا السلوك مرفوض ولا يقتصر على سائقي المركبات وانما يمتد لكل اوجه الحياة، وهو حال البلد، فالعشوائية تخيم على كل شيء، واسلم حل لهذا المشكلة وفقا لرؤية مجتبى تتمثل في ان يملأ السائق خزانه قبيل بدء يوم العمل، وان لم يستطع ذلك فقبل أن يذهب الى الموقف لأخذ الركاب. فيما حاول سائقو المركبات تبرير الموقف بأن ظروفهم المادية تحول دون ان يملأوا خزاناتهم بالوقود، وان هذا التوجه يعرضهم الى الملاسنات مع المواطنين، ولا ينكرون انها عملية مزعجة ويجب على المواطن مراعاة ظروفهم خاصة انهم مضطرون الى دخول محطة الوقود بالركاب. ومن جانبه شنَّ السائق علي بابكر هجوما عنيفا على المواطنين، مشيرا الى أنهم لا يقدرون الظروف ويخلقون مشاكل من أبسط الاشياء، برغم أن شريحة السائقين تتحمل الكثير من الاشياء التي تصدر عنهم، علي الرغم من طبيعة عملهم الشاقة والمرهقة، الامر الذي يجعلهم في حالة توتر. وهو يري ان عملية ملء الخزان لا تستغرق اكثر من ثلاث دقائق، وان المواطن السوداني لا يكترث الي الزمن، وانما هو حب المجادلة التي عرفنا بها نحن السودانيين. وتحدث عمار الذي يقود عربة «هايس » عن مدى حرصه على راحة الركاب وعدم دخوله في اية مشجارات معهم، وبما ان الراكب اختار عربة الهايس فهي عربة سريعة تكسب الزمن، فهذا دليل كافٍ على استعجاله، فبامكانه ان يستقل الحافلات.