أصبح الهاتف السيار بمثابة القنبلة القاتلة التي تهدد حياة الآلاف من المواطنين ، لم تقف خطورته عند تلك البحوث العلمية التي اكدت بان الموجات الكهرومغنطيسية الصادرة عن الموبايل تصيب ضربات القلب بصورة مباشرة وليس لانها تنشط الخلايا السرطانية وحسب بل صار الموبايل احد اهم الاسباب المؤدية للموت بصورة مباشرة تحت حطام السيارات او تحت اطاراتها .وتصدرت حوادث المرور مسببات الموت في السودان وفاق عدد الوفيات الناجمة عن المرور عدد حالات الوفيات الناجمة عن الملاريا التي ظلت تحتل المرتبة الاولى بين مسببات الموت في السودان طيلة الحقب الماضية . الهواتف النقالة التي تجاوز عدد مستخدميها السبعة مليون مشترك باتت سببا مباشرا في زيادة عدد حوادث المرور والوفيات الناجمة عنها لدرجة ان مدير حوادث احدى المستشفيات بالعاصمة قطع بان ضحايا الحوادث من الموتى بات يفوق عددهم من ضحايا الملاريا وبعودة لمسببات الحوادث كان القاسم المشترك هو عدم تركيز السائقين او المشاة وانشغالهم بالحديث عبر الهاتف . يقول محمد عبدالرحمن الذي كان يعمل بشرطة المرور قبل احالته للمعاش ان استخدام الهاتف اثناء القيادة بات من الظواهر المألوفة في المجتمع وهذا السلوك يشكل تهديدا على حياة هؤلاء السائقين وعلى المواطنين معا لان عدم انتباه السائق اثناء الحديث عبر الهاتف يؤدي في معظم الاحيان الى الوقوع في الحوادث التي يروح بسببها عدد من الضحايا وهذه الظاهرة وضعت لها عقوبات رادعة ،وقال عبدالرحمن ان الحديث عبر الهاتف اثناء القيادة يحدث حالة من التشويش وعدم التركيز وبالتالي الوقوع في الحوادث وقال عبدالرحمن ان القواعد المرورية كانت تحظر الحديث مع السائق اثناء القيادة ولم يأتِ ذلك الحظر اعتباطا فها هو الهاتف النقال يأخذ دور المواطنين وكثر عبره الحديث وكانت النتيجة مضاعفة عدد الموتى في الحوادث المرورية . واختتم الشرطي السابق بادارة المرور حديثه قائلا بان القانون الذي يلزم أي سائق بربط حزام الامان تحسبا لاي طارئ وتخفيفا لاي حادث يجب ان نفعل نصه الخاص بحظر الحديث عبر الهاتف اثناء القيادة . محمد الماحي الطيب سائق تحدث قائلا انه ورغم استخدامه للجوال اثناء القيادة فانه يدرك بمخاطره الجمة اثناء القيادة التي تقود الى الحوادث المرورية الكارثية وبرغم ان الضحية رقم واحد هو السائق نفسه فان مراجعة الامر تبقى امرا ضروريا وسيبقى الهاتف النقال صورة سالبة لجهة ان السائق يتسخدمه مستعجلا سواء في الحديث او القيادة او اللامبالاة في بعض الاحيان . ويرى الماحي بضرورة تنفيذ القانون الخاص بحظر استخدام الهاتف اثناء القيادة وتشديد الرقابة والعقوبة معا لحماية السائقين ومن معهم من ركاب ابرياء ، اما المواطن ابراهيم طارق فيرى ان الجوال وسيلة تقنية متطورة دخلت في حياة الناس واستخدامه بالشكل الصحيح يؤدي الى سلامة الفرد وهذا من صوره الايجابية غير ان صورته السلبية واردة خاصة عند استخدامه بواسطة سائقي العربات فاستقبال المحادثات وما يصاحبها من انفعالات قد يؤدي الى خطر يتجاوز السائق لمن معه من الركاب ويجب على السائقين عند استقبال المحادثات الحيوية استئذان الركاب و التوقف الى جانب الشارع حتى انهاء المهاتفة ومن ثم العودة لقيادة المركبة مرة اخرى ويؤيد ابراهيم وضع الضوابط الصارمة بحق المخالفين ومراقبتهم لضمان سلامة الركاب ونشر الوعي بين كافة الشرائح الاجتماعية لان اجراء المكالمات سواء للسائقين او مستخدمي الطريق من المشاة أمر خطير.