الشرطة تلقي القبض على مجموعة من الشباب والشابات في عرض أزيا مختلط بالخرطوم ولم تسجل لهم الشرطة بلاغات في حينها وقد يكون الامر بسبب الغرابة في الموضوع منذ البداية باعتباره لا يتواكب وطبيعة وتركيبة الرجل السوداني الذي يعرف الخشونة ويرفض التمسح باعتباره عا دة نسائية وثمة فرق شاسع مابينه والاهتمام بالنظافة. وبالرغم من ان الشرطة عادت لتفتح بلاغات لاحقة في مواجهة المتهمين تحت مواد النظام العام فالامر من ناحية اخرى يثير مجموعة من التساؤلات التي تتعلق بعملية التحولات الاجتماعية بالبلاد وتثير تساؤلا آخر يتعلق بمعايير الرجولة نفسها والتغير في نمط القيم السائدة. حالة من الهجوم وجدته هذه الظاهرة والتي ربما تكون امتدادا لظواهر اخرى فقبل فترة تم افتتاح مركز للتجميل للرجال بالخرطوم واثار نفس ردود الافعال الغاضبة ولكنها قد تكون اقل حدة. الصور التي تصدرت صحف الخرطوم لهؤلاء الشباب كانت مصدرا لتعليقات كثيرة استمعت الصحافة لجزء منها وتحصلت على اخرى من خلال اسئلتها. ففي احد الحافلات المتجهة لمنطقة الفتيحاب بامدرمان ابتدرت احد الحاجات الحوار مع من يجاورها المقعد والذي كان يحمل احد الصحف (دي صورة شنو ياولدي لم يجد اجابة وانما مد اليها بالصحيفة فتفرست فيها مليئا وقالت انتوا جادين ديل رجال قبل ان تضيف بحصل والله ديل ما رجال آخر زمن ياحليل زمن الرجال الكانوا بهزوا ويرزوا )حديث الحاجة كان مدخلا لحديث شارك فيه جميع الركاب وكان للسواق فيه نصيب الاسد حوار دار مابين الامس واليوم وحفل بتعليقات شيقة هو الموضوع ما امتداد لمواضيع اللبس المحذق والضيق هسع عليكم الله في فرق بين الاولاد والبنات ما كلهم بقوا واحد ودة كلوا من الفضائيات والقنوات البقت مالية البلد دي وتساؤل آخر هسع عليك الله البلد دي منتظرة من زي ديل شنو؟ انتهى حوار الحافلة بوصولها لآخر محطاتها وان بقيت هنالك مجموعة من التساؤلات حول هذا الامر. سيد كوكو احد الطلاب الجامعيين علق قائلا ديل ما بشبهونا او في الحقيقة نحنا الما بنشبهم وهو امر يناقض العادات والقيم والتقاليد السودانية ولكن ماذا عسانا ان نقول سوى انه عهد الروج والميكب والماسكرة الرجالية وما خفي اعظم . ريم قالت ان الموضوع ليس في هؤلاء فقط وانما هناك عدد كبير من الشباب اصبحوا يتعاملون مع ادوات التجميل وقد لا تخلو الشنط الرجالية من البودرة وكريمات الترطيب وغيرها والامر اصبح ظاهرة تحتاج للتعامل معها من اعلى المستويات دون الحديث عن تأثيرات القنوات الفضائية وغيرها، فالقنوات الفضائية بجانب انها تقدم مثل هذه المواد فهي تقدم مواداً اخرى والسؤال لماذا تؤثر مثل هذه القنوات وينعدم تأثير الاخرى. أحمد عبد الرحيم بدأ افادته انا المأمون على بنوت فريقوا دي اشياء وقيم قد عفى عليها الزمن وبقي ود الفريق زي بت الفريق وزي ما بقولوا الغريق قدام عشان كدة مفروض الناس تجد المعالجات الناجعة للحفاظ على ماتبقى من أولاد الفريق