لازمت الظهور بعدد من ( كروت ) المناسبات عبارة ممنوع اصطحاب الاطفال - التى لا تتناسب وطريقتهم فى ( نط الحيط ) وجررت المتاعب لذويهم حتى ( ينهد حيل) اصحاب المناسبة مما حدا بهم كتابة عبارة ( ممنوع ) على رقاع الدعوة التى حتما هى فى طريقها لبيوت مكتظة فى الغالب بالاطفال، وبالرغم من ان الاطفال هم زينة هذه المناسبات ( بعد الهدوء طبعا ان وجد ) وبما ان هذا الشرط صعب توافره فان فرص ضمان مشاركتهم فى هذه المناسبات ضعيف على ما يبدو ان لم يكن مستحيل ... ولكن الا تتفقون معى بان الاطفال ( شايلين حسهم ساكت ) واذا استثنينا الاطفال فان هنالك قائمة للكثيرون ( الغير ) مرغوب في حضورهم بعض المناسبات وتتطول القائمة واخرها السيارة التى رغم فائدة استطحابها الا انك تصل الى مكان المناسبة فلا تجد مكانا ( لتوقيفها ) فيه ،والا فان منتظريك من حضور المناسبة سيقفون ممتعضين لساعة ويزيد ريثما تعود من تهنئة العريس وبالطبع من فرض استعجالك لم تتمكن من تهنئة العروسة التى تاهت فى الزحمة ولم تجد ( طريقها ) الى العريس ( المقرش مع اصحابه قرب الفنان ) ، وهذا التحول المستجد والذى جعل السيارة من مصدر للتباهى الى ضيف لا مكانة له ( جغرافيا طبعا ) يخشاه المستضيفين فى كل مكان من فرط عدم توفر الاماكن المخصصة والمنظمة لاستقبالهم فى بلاد المليون ( باركن ) ... ظريف المدينة اقترح شرطا ان يقوم من يريد سيارة بتوفير الطريق ? على ان يكون زى الزفت - قبل السيارة التى يجب ان لاتشغل حيز جغرافى يتجاوز المتر المربع ( يعنى تقيف بالطول او سيافى ) ... ظريف المدينة الذى لم يعد يشرف المناسبات ( بسبب تعليب النكات على اشرطة الكاست ) استنكر جوائز السيارات فى الفضائيات السودانية واقترح استبدالها بجوائز ( شوارع ) يعنى فلان فائز بشارع ( طوله كدا ويقعد لى جنا جناك ) واذا ما نحج هذا الاقتراح فان الشركات ستعلن بدورها عن توفير متر لسيارتك ( امان من الفقر ) وتتحول وكالات العقارات لبيع ( شوارع ) بس دى ما فيها ( ناصية ) لانو اى شارع فاتح فى شارع اخر... وهكذا فان تجارة جديدة تجتاح سوق المدينة المتشابه فى نشاطاتها التجارية ( وتبقى بدل سلفنى عربتك سلفنى شارعك دا اصل بيهو ناس فلان ) وتسمع زغروة ( فى نص الحلة بت ناس فلانة جابو ليها شارع فى الشيلة ) ويلتزم العريس بتوفير اماكن لسيارات الضيوف ... هذه مناسبات خاصة نحرص نحن فى السودان على حضور المدعوين جميعا والمشاركة بها الا ان مناسبة اسبوع المرور ( مناسبة تستدعى التهنئة للاخوة بادارة المرورعلى جهودها المتواصلة ) وهى مناسبة عامة تجمعنا كلنا ما دمنا ( شركاء الطريق ) ولا احد يستطيع ان يتخلف عن الحضور الى الطريق ( حتى الاطفال ) الذين يتقدمون نحو المستقبل بخطى راسخة ،ولكننى احتفى بهذه المناسبة على طريقتى الخاصة التى تجعلنى اتامل السيارات الناقلة للناس وكذلك تهتم بكتابة بعض العبارات الجميلة التى كثيرا ما نجد بين ثناياها الحكمة وان كنت احد الذين يهتمون بملاحقت هذه العبارات بين الحين والاخر الا ان كثرة السيارات التى تحمل ( رسوم ونقوش ) لغات اسيوية جميلة جعلت عادتنا اصطياد هذه العبارات تفتر فمنذ ان ادهشتنا العبارة التى كتبت على ( دفار زمانو ) فى الليلة ورسم ( ديك ) بجوار الكلمة لتصبح ( فى الليلة ديك ) الرائعة التى يشدو بها ( العندليب حقنا ) الاغنية التى تعجبنى حقا فيها صورة ( الدموع المقرشة خلف الرموش ) منذ ذلك التاريخ الذى صاحب ظهور لافتات ( افراج مؤقت ) لم تستفزنى الا عبارة قراتها قبل ايام باحدى شوارع الخرطوم على صفحة ( امجاد ) راحت تبحث عن طريق يباعد بينها وبين وسط الخرطوم وتحمل عبارة ( ماذنبو جلد الطار اكان غنو بيهو شتر ) تاملنا العبارة ليس لاننا وثيقى الصلة بالايقاع ولكننا تعاطفنا مع ( الطار ) الذى كثيرا ما ناله ساخطنا وتوبيخنا وكنا نظن انه يحتاج الى ( تحميس ) حتى يتمكن من اصدار الايقاعات المطلوبة منه كما ينبغى ، فلا هو راض عن ايقاعاته ولا هو مرتاج جلده من ( رصعات ) جلادى الطار وموقعيه ... ترى هل جلد الطار يحس بالشتر ويعترض احيانا او دائما على هذه ( الرصعات ) الجائرة، وماذا يحدث لو ان طار ابدى اسفه لقسوة حلاديه ونعتهم بابشع النعوت ... العم عكاشه والذى ظل لاربعين عاما يضرب ايقاع ( المخبوت ) قال ان الطار من شده حنقه على الشتر بنشطر بين يديهم واجزم انه لا يستطع اشر ان يوقع بالطار... ولكن احسسنا بصموده جعلنا نقرر ان نعذر جلد ( الطار ) الذى لا نسمع احيانا الا صوته ( لما يغنو معاه الشتر طبعا )، اما ( الشتر ) الذين يقودون السيارات ( الايقاعات ) فى طرقات المدينة ( الاغنية ) فاننا نقول لهم نريد ان نعزف لحنا انيقا على طرقاتنا الملونه بشارات الالوان الثالثة فرجاء اما ان تقودوا بحكمة وذوق وايقاع واما ان نضمكم الى قائمة الذين لا نرغب فى اسصتحابهم معنا الى المناسبات ... وتحية لصديقى الذى كتب هذه العبارة الجميلة جمال صوت ( الطار ) وجمال قرار منع ( الشتر ) من تعكير صفونا بالقيادة باستهتار على طرقات هذه المدينة التى احوج ما تكون لايقاع منتظم. كلية الموسيقى والدراما