٭ الساحة الفنية أصبح حالها يرثى له، صراعات وحروبات خفية ومعلنة بين المبدعين، وعالم لا تعرف عدوها من صليحها!! وما يزيد (الطين بلة) انفتاح أبواب الساحة لكل من هب ودب من انصاف المواهب التي تسمم مسامعنا كل يوم بالغث من الغناء!! ليس هناك ضابط ولا رابط في غمرة انشغال المصنفات بالجبايات والاذاعة والتلفزيون بصراعات السلطة والمال و...!! مما أدى الى قفل الأبواب امام اصحاب المواهب الحقيقية!! وانتشار الاصوات المشروخة كالنار في الهشيم.. ومن الظواهر الجديدة التي تدعو لرفع حاجب الدهشة ظهور بعض المغنيات بلا موهبة ولا حاجة مجرد ادعاءات فارغة وزخم اعلامي وتقليد لنجوم الغناء في الوطن العربي في بعض الحركات والتصرفات والمدهش ان الفنانات يجدن مساحات في الظهور في الاجهزة الاعلامية وصور بحجم البوستال في بعض الصفحات الفنية و(جعجعة بلا طحين)!!. ومديرو اعمال و(نيو لوك) وكريمات ومساحيق تجميل لا تستطيع ان تغير قبح الاصوات وان غيرت لون البشرة ويتطوع مجموعة من المتشاعرين بكتابة كلمات ركيكة وسطحية وأحياناً سوقية لفنانات الغفلة، وأحد هؤلاء المتشاعرين يسرق الحان الاغنيات من الاغنيات القيمة ويركب عليها كلماته الرديئة!! وهذا المتشاعر كون لنفسه ثروة مالية ضخمة عن طريق بيع هذا الاسفاف الشعري وغالبا ما يحاول ان يشعل نار التنافس والغيرة بين فنانات الغفلة ليضمن لنفسه أكبر عائد مادي!! وطبعا سيضحك صاحبنا علينا ان ذكرناه بالمبادئ والمثل ومعايير الوسط الفني ورسالية الفن هذا كلام لا يسمعه!! ولأن نظرية الاحلال تقول في مختصرها ان البضاعة الرديئة يمكن ان تطرد البضاعة الجيدة فقد نجحت فنانات الغفلة في جعل الفنانات الموهوبات ان ينزوين في ركن قصي!! والراحل صلاح عبد الصبور يقول (وقد يعلو سقط القول بأجنحة من الترديد). هل انتهى زمن الفن الجميل الى غير رجعة وتسيد الساحة انصاف المواهب بأجنحة الترديد ام ان الظاهرة مثل فقاعات الصابون تزول سريعا!! اذا استمرت المؤسسات الفنية والاعلامية (نائمة في العسل) فلن تقوم للغناء الجاد قائمة وستظل أغنيات (الشمار كثير انا ما بجي) و(الطالبة الجامعية حابة مية) والحب كلام فاضي، او (ورا ورا) هي التي تتسيد الساحة وتصبح فنانات الغفلة نجمات زمن الغفلة!! فرق شاسع بين أغنيات البنات وبين ما يقدم تحت هذا العنوان المميز هذه الايام هذه ليست أغنيات بنات إنها اسوأ من (التم تم)... والأسوأ من ذلك ان اختلال معايير الذوق الفني وأسس الاختيار في عتمة هذا وذاك يجد فنانات الغفلة.. السبيل الى الادعاءات الجوفاء ويعشن النجومية الوهمية لعصر النكسة الفنية!! رغم كل شيء أقول لابد من وضع النقاط على الحروف ومواجهة موجة الغناء الهابط بكل الوسائل المشروعة، وتقديم المواهب الحقيقية وفتح الفرص للمواهب ورعايتها إعلامياً وفنياً لتنفتح الورود وترسم الجمال على الساحة الفنية وتكون هذه الأصوات بمثابة حائط صد بطرد كوابيس فنانات الغفلة التي تخيم على الوسط الفني هذه الظاهرة لا تحارب الا بحوار جريء ومصادم.. وحينها يمكننا ان نقول بعالي الصوت انتهى زمن فنانات الغفلة افتحوا الأبواب لنتنفس هواءً نقياً ونسمع غناءً رائعاً يطرب الاحساس. آه نسيت ان أقول ان هناك فنانات متميزات يقدمن أجمل الألحان (الله يجازي فنانات الغفلة اللائي أنسيننا كل الجمال)!! [email protected]