كشفت ندوة حول العلاقات السودانية اللبنانية ارتفاع عدد السودانيين المقيمين في لبنان الي 7000 شخص. وبلغ حجم الاستثمارات اللبنانية بالسودان ملياري دولار، بما يعادل 17% من الاستثمارات العربية، بينما بلغ الاستثمار السوداني هناك 65 مليون دولار. وناقشت الندوة التي نظمها مركز دراسات افريقيا والشرق الاوسط بالخرطوم امس تداعيات حادثة حي الاوزاعي ببيروت التي اعتدت فيها قوات الامن اللبناني على سودانيين نظموا حفلا خيريا دون اذن السلطات وأدت لتوتر العلاقات بين البلدين. وقال السفير سيد احمد البخيت انه آن الأوان للانتقال من حالة النزاع لحالة التعاون والتنمية ما بين البلدين كاشفا عن زيادة كبيرة في حجم السودانيين المقيمين في لبنان والذين زاد عددهم من 352 شخصا في عام 2002 الى 7000 مقيم حاليا مؤكدا ان الظروف السياسية والاجتماعية السائدة في السودان ساهمت في هذا التدفق. وحذر السفير الجانبين من الدخول في اي نزاع وبذل الجهود من اجل تعزيز علاقات التعاون المثمر. من جانبه كشف القائم بالاعمال اللبناني في الخرطوم فؤاد خزام، تميز العلاقات بين البلدين واكد الدور الكبير الذي لعبه السودانيون في التاريخ اللبناني وخصوصا في المجالات الثقافية مشيرا الى جامعات لبنان التي احتضنت قادة الفكر والثقافة من السودانيين وزاد «يكفينا ان الزعيم الراحل اسماعيل الازهري كان من الدارسين في لبنان». وكشف خزام ان حجم الاستثمارات اللبنانية في السودان يقدر بملياري دولار وقال ان 17% من الاستثمارات العربية بالسودان لبنانية وكشف عن اتفاقية لمبادلة الفاكهة اللبنانية باللحوم السودانية تم التوقيع عليها من قبل الحكومتين الا ان الانتخابات بالسودان عطلتها. ووصف الاجواء الاستثمارية بالسودان بغير المواتية بعد ان اشتكى الكثير من المستثمرين اللبنانيين من «ضرائب ظاهرة وخفية» بجانب عدم ثبات قوانين الاستثمار ومنافسة القطاع العام. واشار الى ان تدفق الاستثمارات بعيدا عن المعوقات يتطلب وبشكل اساسي تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين البلدين. وتحاشي القائم بالاعمال اللبناني الحديث عن مشكلة الاوزاعي الاخيرة. ورفض القنصل السوداني السابق بلبنان السفير محمد حسب الرسول القاء اللائمة في الاحداث وتحميلها للامن اللبناني دون معرفة اسبابها الحقيقية والسعي لتشويه صورة لبنان بقدر الحاجة الى العمل في اعادة الصورة الزاهية للسوداني بلنان التي تغيرت بفضل الهجرات الاخيرة المتزايدة لتسهيل الحصول على حق اللجوء السياسي لاوروبا. واكد ان المهاجرين يمارسون مهنا هامشية بجانب ممارسة النهب والسلب. وقال ان المبررات التي ساقتها وسائل الاعلام حول حادثة الاوزاعي بشأن الحفل الخيري غير صحيحة وقال «هي مجموعات كانت تسعي لتسويق نفسها عبر وسائل الاعلام ومن ثم ايجاد فرصة للجوء لاوروبا. واوضح ان المشكلة بدأت حينما رفضت السلطات الامنية منحهم تصريحا بقيام حفل جاءت الدعوة اليه بهذا النص «الحفل الكبير السوداني الاثيوبي والشراب مفتوح» ما ادي لاختلاف بينهم ومتعهدي اقامة الحفلات حول مصالح خاصة الامر الذي فاقم الموقف وتدخلت قوات الامن. واضاف «ما حدث لا يمكن ان نطلق عليه سلوك لبناني شائع وانما هي تصرفات فردية تحدث في كثير من دول العالم» وقال ان ما حدث للسودانيين في لبنان حدث في مناطق اخرى ولم يتم التعامل معه في هذا الاطار وتم تجاوزه الامر الذي يجب ان تقوم به الدولتان الآن للحفاظ على العلاقات الثنائية.