وشارك مندوب الرئيس الروسي فلادمير بوتين نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف، ومبعوث الرئيس الصيني، وممثلين للمنظمات الدولية والإقليمية وسط حضور ومشاركة كبيرة من القوى السياسية والحركات المسلحة والشخصيات القومية، وتسلم رئيس الجمهورية توصيات الحوار والوثيقة الوطنية التي تمت إجازتها بتوافق تام في الجلسة الإجرائية أمس من قبل المؤتمرين. المؤتمر العام للحوار الوطني ملامحه كانت الرضاء التام حول الوثيقة الوطنية، وأكد بيان صحفي من المؤتمر الالتزام المطلق بها وحمايتها بوصفها ملك لكل أهل السودان دون استثناء، وأكد الالتزام الكامل بالعقد الاجتماعي الذي أرسته الوثيقة، ولفت البيان إلى أن المتحاورين أفلحوا في التوافق على التوصيات وصياغتها في وثيقةٍ وطنية أصبحت هي العَقد الاجتماعي الذي يُصاغ من مضامينه الدستور الدائم، وتُبنى عليه استراتيجية وطنية وقومية للنهوض بالسودان العظيم. أبرز ما جاء في خطاب البشير أعلن الرئيس عمر البشير، عن تمديد وقف إطلاق النار في إقليم دارفور ومنطقتي جبال النوبة والنيل الأزرق إلى نهاية العام الجاري 2016، إضافة إلى تكوين آلية قومية جامعة من أجل إعداد دستور شامل ودائم للبلاد، وتكوين آلية لمتابعة تنفيذ توصيات الحوار الوطني، وعمل دستور دائم للبلاد، وقال البشير لدى مخاطبته المؤتمر العام إن الوثيقة الوطنية ستظل متاحة لكل من أراد التوقيع عليها من الأحزاب والمعارضة والحركات المسلحة التي لا تزال تمانع في الانضمام للحوار، معتبراً أنه وبختام مؤتمر الحوار تكون البلاد أكملت فصلاً مهماً وأساسياً من مشروع (الوثبة) في مسارها المتصل بإصلاح البيئة السياسية، وجدد البشير التزامه الكامل بتنفيذ الوثيقة الوطنية، وقال إنه لا مجال بعد إقرارها لأي شكل من أشكال توظيف العنف في الممارسة السياسية، وأشار إلى أن الحوار اتسم بالموضوعية والعلمية وشمولية موضوعاته، وسعة حرياته ولم يُحجر فيه على أحد المشاركة في إبداء الرأي وطرح الأفكار والخيارات والبدائل. موسيفيني: حضرت مهنئاً البشير والشعب بهذا الإنجاز جدد الرئيس اليوغندي يوري موسفيني دعم حكومته للسودان وتقدم كل ما بوسعها، لتحقيق السلام والاستقرار، وقال إنه حضر ليهنئ الرئيس البشير والشعب السوداني بهذا الإنجاز الذي تحقق والتوافق الوطني، وقال موسفيني، في كلمته أمام الجلسة الختامية لأعمال المؤتمر العام للحوار الوطني :"إن ما يعانيه السودان منذ ستين عاماً من مشاكل، تعاني منها يوغندا والدول الإفريقية الأخرى والتي تتمثل في الهوية وغيرها" ونوه موسفيني، إلى تجاوز مرحلة سوء التفاهم بين كمبالا والخرطوم، وقال إن بعض السودانيين أسهموا في تقريب وجهات النظر بين البلدين، وأضاف "نحن في يوغندا ضيعنا الكثير من الفرص بسبب الحرب في السودان"، لأن بلاده ليست مقفولة، وإنما تربطها بحيرة فكتوريا والتي قال إنه لا يمكن استغلالها بسبب تلك الحرب. السيسي: مصر مستعدة لبذل كل الجهد لدعم السودانيين أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حرص بلاده على تحقيق الأمن والرخاء للمواطنين السودانيين كافة، وأشاد بتوقيع السودان على خارطة الطريق المقدمة من آلية الواسطة الإفريقية في مارس الماضي وحرصهم على الاستجابة للمساعي الإقليمية والدولية الهادفة لتحقيق الأمن والاستقرار في أنحاء السودان كافة، قائلاً إن مصر مستعدة للقيام بكل مسعى وبذل كل جهد لدعم السودانيين، وحرصها الدائم على نشر التنمية والازدهار في ربوعه، وأشاد السيسي بشجاعة عمر البشير كرجل دولة في اتخاذ القرارات المصيرية التي يكون من شأنها الحفاظ على مصالح السودان العليا، والعمل على وحدة الصف السوداني. وأضاف: "أثق أن حكمتكم المعهودة ستمكنكم مجددًا من استكمال الطريق باتجاه تحقيق ما تم التوافق عليه في إطار الحوار الوطني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تستأنف تصحيح الأوضاع الاقتصادية وتحقيق آمال الشعب السوداني في الأمان والاستقرار". دبي: الحوار بديل العنف دعا الرئيس التشادي إدريس دبِّي رئيس الاتحاد الإفريقي، كل الذين لم ينضموا للحوار أن يأتوا ويساهموا في هذا العمل الوطني وتحقيق السلام، لافتاً إلى أن بلاده التي ترتبط بقدر مع السودان، مؤكداً أن الحوار مهم، وهو البديل لكل العنف في كل الخلافات، ونادى كل أبناء القارة الإفريقية لتبني الحوار والتسامح والتعالي فوق المشاكل، وأعرب عن سعادته بحضور ختام مؤتمر الحوار السوداني الذي وصفه ب(الإنجاز الوطني)، ووصف دبِّي، الحوار بأنه عمل ممتاز كشف لحمة ووحدة الشعب السوداني، وأنه يمثل ديناميكية للتعاون والتقدم والأمن القومي، لأنه ارتفع فوق كل الجراحات. محمد ولد عبد العزيز: الحوار سيعطي دفعة قوية لمسيرة السلام قال الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز إن موريتانيا تعتز بمشاركة الأخوة في السودان فرحة هذه المناسبة وتتوجه إلى جميع الأشقاء والشركاء بمؤازرة السودان في هذه اللحظة الفارقة، قائلاً إنه على يقين من أن نتائج الحوار الوطني في السودان ستعطي دفعة قوية لمسيرة السلام والتنمية في ربوع البلاد، مشدداً على أن المؤتمر يمثل نجاحاً، واعتبر ولد عبد العزيز في كلمته أمام الجلسة الختامية للمؤتمر في الخرطوم، أن القوى السياسية والحكومة آمنت بقضية الحوار وانخرطت بجدية صوناً للوطن ووضع استراتيجية لمستقبل الأجيال الصاعد. مبعوث الصين: شربت من ماء النيل لذا عدت للسودان قالت الحكومة الصينية على لسان ممثلها في الجلسة الختامية للحوار الوطني السوداني المنعقد في قاعة الصداقة بالخرطوم، إن السودان صاحب حضارة عريقة ومقبل على مستقبل أكثر إشراقاً، بفضل قيادة الرئيس عمر البشير والحكومة وجهود أبناء الشعب السوداني. وقال المسؤول الصيني خلال كلمته، الإثنين، إن بلاده تحرص على مواصلة تقديم الدعم والمساندة للسودان لما يحقق الأمن والأمان والازدهار والمصالحة الاجتماعية، وأعلن دعم الصين للحوار الوطني الذي سيسهم في استدامة السلام والاستقرار في البلاد وتحقيق المصالحة الوطنية بين الأطراف السياسية المختلفة. وقال إن بلاده تنظر بعين الرضاء لهذا المؤتمر باعتباره وسيلة لحل المشكلات بين مختلف ألوان الطيف السياسي السوداني، مؤكداً دعم بلاده لكل ما من شأنه تحقيق السلام والاستقرار في السودان. وأشار ممثل الحكومة الصينية إلى أن السودان بلد عزيز إلى قلبه، حيث كان سفيراً لبلاده في الخرطوم في الفترة من عامي 2007 إلى 2011 م، وأضاف أنه شرب من مياه النيل لذلك عاد إليه وقال إن بلاده تربطها علاقات شراكة اقتصادية مع السودان أسهمت في إنجاز العديد من مشاريع التنمية في البلاد، مؤكداً استعداد بلاده لمزيد من التعاون مع السودان لمصلحة وخدمة الشعبين. الأمين العام للحوار.. كلمة السر قال الأمين العام للحوار الوطني بروفسور هاشم علي سالم، إن الحوار الوطني خرج بتوافق كامل حول كل القضايا السياسية والاجتماعية بصورة لم يشهدها السودان منذ ستين عاماً، جسدته قيادات خرجت من الحزبية الضيقة إلى مصالح البلاد العامة، وأضاف سالم، لدى مخاطبته، الإثنين، بقاعة الصداقة الجلسة الختامية لأعمال المؤتمر العام للحوار الوطني، أن الحوار شهد مشاركة 90 حزباً و34 حركة مسلحة و75 شخصية قومية لها أثر فكري واجتماعي، وأوضح سالم، أن أعمال وجلسات الحوار اتسمت بالشفافية الكاملة والجدية، الأمر الذي أدى إلى الخروج بتوصيات فاعلة وبناءة لمعالجة كل القضايا وتحقق التراضي الوطني.