لأن أمانينا في عودة المسرح السوداني لسابق عهده، صارت (غريقة) تتعلق بأي (قشة)، لبينا الدعوة التى وجهتها لنا كلية البيان للعلوم والتكنلوجيا لحضور حفل تدشين مهرجان البيان الدولي للمسرح الجامعي في دورته الاولى والذي جاء تحت شعار (المسرح يعود لبيته)، ذلك المهرجان الذي تنظمه كلية البيان بالتعاون مع الورشة الجوالة المسرحية والذي ستشارك فيه عدد من الجامعات الاجنبية والمحلية في تلاقح ثقافي كبير نتمنى أن يلقي بظلال إيجابية على المسرح السوداني الذي (خرج ولم يعد حتى الآن). مجرد المحاولة لإنعاش المسرح السوداني ولو عبر بوابة الجامعات إشادة تستحق البيان أن نزين جيدها بها، في زمان دفنت الجهات المسؤولة (رسمياً) عن هذا المسرح عنقها في رمال الصمت والإهمال، واصبحت تتحجج بالامكانات التى قصمت ظهر مسرحنا ودرامتنا وفننا، فبتنا نستحق أن يطلق علينا لقب (دولة الشماعات العظمى). ما لفت نظري خلال حفل تدشين المهرجان هو حضور السادة في وزارة التعليم العالي في شخص الاستاذ محمد علي فضل، ووزارة الثقافة ممثلة في الاستاذ عبد الإله ابو سن، وهي خطوة جيدة أن تهتم هاتان الجهتان تحديداً بذلك الحدث، فوزارة التعليم العالي من الوزارات التى تلعب دوراً مهماً في رتق الكثير من نسيج المناشط المتهتكة في هذا المجتمع، والمسرح من ضمنها، فالوزارة هي المسؤولة عن شباب الغد وطلاب الجامعات والذين نعول عليهم كثيراً في التقدم بهذه البلاد الى الأمام، أما وزارة الثقافة فهي الجهة المناط بها (رسمياً) إدارة شؤون الثقافة في البلاد والمسرح جزء أساسي كذلك من مهامها، وأعجبني جداً التفاعل الكبير من هاتين الجهتين تجاه الحدث وتعهدهما برعايته والوقوف بجانب البيان حتى الوصول لكل الاهداف المطلوبة، ونتمنى ذلك، خصوصاً أننا بالفعل نحتاج لوقفة حقيقية مع كل المبادرات التي من شأنها أن تعيد لنا مسرحنا من جديد. جدعة: لو سئلت عن رجل معطون بموهبة ابداع فطرية في مجال المسرح السوداني لقلت بلا تردد أنه سيد عبد الله صوصل، ذلك الممثل الضاج بالموهبة والغارق حد الإبداع في محيط الدراما، والذي جاء مشاركاً للبيان خلال حفل التدشين، من خلال فاصل درامي مميز، قام بأدائه على طريقة (مسرح الرجل الواحد)، ذلك النمط الصعب جداً من أنماط الدراما المسرحية والذي لا يستطيع أي ممثل تجسيده إلا إن كان بمواصفات وموهبة و(جنون) صوصل..فالتحية لذلك العبقري بقدر ما ادهشنا خلال تلك الأمسية المتفردة. لسعة: لا عزاء (للمتخاذلين) عن الوقوف بجانب كلية البيان في مشروعها القادم والذي يمكن أن يعيد القليل من الحياة لمسارحنا المتجمدة طوال السنة، وشكراً مذهباً لكلية البيان على مبادرتها تلك في زمان (تتقازم) فيه المبادرات، وتكثر فيه (الشكية) من الامكانات. شربكة أخيرة: أعطني مسرحاً...أعطك شعباً طيب الأعراق.