تصوير: نزار عباس نص الخبر أوردت (السوداني) في صدر صفحتها الأولى يوم أمس الأول (الأحد) الخبر التالي: (أبلغ المركز القومي لخدمات نقل الدم المؤسسات العلاجية الخاصة بإيقاف طلبات نقل الدم للحالات الباردة والتعامل مع الحالات الطارئة فقط, وعزا ذلك لعدم وجود أكياس دم. وقال المدير الإداري لبنك الدم المركزي د.عصام حسن ل(السوداني) إن البنك يعاني من عدم وجود أكياس دم جاهزة للاستلام ولانعدامها في الإمدادات الطبية، وأشار إلى خطورة نقص الإمداد وتأثر حالة المرضى بسبب عدم توفر الدم عند الحاجة إليه وطالب الجهات المعنية بمعالجة الأزمة حتى لا تتوقف الخدمة بالمستشفيات الحكومية والخاصة – حسب قوله). جوله واسعة.. قامت (السوداني) بجولة واسعة في عدد من المستشفيات الخاصة حول نقص أكياس الدم الصالحة للاستخدام, وقد استطلعت عددا من مرافقي المرضى حول نقص أكياس الدم وخطورة ذلك الأمر على المرضى والذين يعانون من نقص الدم ويحتاجون له بصورة يومية. وجاء حديث (ندى) طبيبة في قسم الأطفال بقولها: "المشكلة الرئيسية الآن هي مشكلة نقص في أكياس الدم وقد يؤدي ذلك إلى مخاطر وخيمة بسبب الحاجة إلى الدم, وما يعانيه بنك الدم بمعمل استاك يتطلب تدخلاً سريعاً من أجل معالجة المشكلة, حتى لا يستفحل الأمر ويتوقف إمداد الدم بالمستشفيات، وقد لاحظت في هذه الفترة قلة حركة عربات التبرع الطوعي بالدم والتي كانت تجوب الشارع وتجد التجاوب ولكن أن تتوقف بعدم وجود أكياس دم صالحة للاستخدام فهذا خطأ إداري فادح لا بد من تصحيحه ونحن كقسم أطفال نحتاج للدم في حالات فقر الدم وسط الأطفال الذين يعانون من هذا المرض". حالة ترقُّب وجاءت إفادة أحمد مصطفى بقوله: "كنت في حالة ترقب وانتظار من أجل أن يتم التبرع لأبي بالدم وحين حضر معي عدد من المتبرعين وتطابقت فصيلة الدم مع فصيلة والدي وفوجئنا بعدم توفر أكياس دم للاستخدام، وطلب منا الانتظار حتى تحل المشكلة وهذا ما حدث لنا من قبل". وفي اتجاه آخر التقينا ب(آدم أحمد) وقد كان يتكلم معنا بصعوبة شديدة إثر علة ألمت به, وأفادنا بقوله: "إن الأمر صعب جدا، نحن مرضى ونعاني أشد المعاناة من الوصول إلى نقطة دم. من المفروض على بنك الدم أن يوفر أكياس الدم من أجل المرضى وقد يموت كثير من المرضى بسبب نقص الدم وإن الحاجة للدم تظل مستمرة وعلى معمل الدم أن يوفر الدم لأن هناك حالات لا تحتمل التأخير وإذا حصل قد يودي الأمر بحياة الشخص أو تدهور حالة المريض الصحية على الأقل، وقد يؤدي هذا النقص بأصحاب النفوس المريضة, إلى أن يبيعوا الأكياس في السوق الأسود بأسعار غالية جدا والمواطن همه الأكبر هو أن يتعافى". حالة أخرى ووسط أحد المستشفيات الخاصة استقبلنا صوت صراخ ودموع تسيل من مقلتي إحدى السيدات لأن طفلها يحتاج إلى نقل دم عاجل وحالته تسوء يوما بعد يوم، ولكن المستشفى قام بنقله إلى مشفى آخر بحجة عدم وجود عنبر خالٍ، وهي في هذه الحالة تمسك بطفلها والدموع تنهمر ولسان حالها يقول: "قد يضيع طفلي وأنا أبحث عن ما يساعدني"، وقالت: "نحن نقضي نصف يومنا في بنوك الدم من أجل أن يأتي متبرع لكي يساعد طفلي الذي يعاني من سوء تغذية حاد ولكن دون جدوى". وسيدة أخرى وجدناها على جانبي سور أحد المشافي تضع يدها على خدها في انتظار من يحمل لها نبأ وصول الدم من البنك الدم كي يتم غسل كلية صغيرتها (10 أعوام) تحدثت إلينا والألم يعتصرها بقولها: "طفلي يعاني من فشل في الكلية اليمنى ويحتاج لغسل كلوي في الأسبوع مرتين ولكن الآن تأخرنا في الغسل لأن هنالك (زحمة) في بنك الدم بسبب عدم توفر أكياس الدنم, كما قالت لي أحد الممرضات فلا بد من أن تنتهي هذه المشكلة سريعاً لأ ننا لا نستطيع الانتظار أكثر من ذلك". أسباب واهية "التبرع بالدم واجب على كل مواطن قادر صحيا، فكل كيس دم يتم التبرع به ينقذ حياة إنسان، لذلك لا يمكن أن تكون ثقافة التبرع بالدم (ضعيفة) عند المواطنين لهذا الحد وأيضا لنشر الوعي بأهمية التبرع بالدم ونفي المعتقدات الخاطئة بأن التبرع بالدم له نتائج سلبية على الصحة". هذا ما دار بيننا وعدد من الشباب ولكن جاءت انتقاداتهم عنيفة تجاه السلطات الصحية بالبلاد مستنكرين عدم توفر أكياس الدم قائلين: "لا يمكن مواجهة هذا النقص بالحديث عن حالات طارئة وأخرى باردة لنقل الدم لأن الحاجة ملحة في الحالتين" - حسب قولهم- وأشاروا إلى أن هذا النقص قد يؤثر على ثقافة التبرع بالدم. مشاهدات حقيقية ونحن نتجول داخل معمل إستاك حيث بنك الدم المركزي, حيث امتلأت ساحته تماماً بعربات نقل الدم المخصصة والتي على غير العادة وجدناها طوال فترة الدوام في موقفها هذا على غير ما كانت عليه في السابق مما يشير إلى وجود أزمة حقيقية يعني ببساطة (أكياس ما في)، ولا داعي أن تتحرك في الطرقات والجامعات بحثاً عن القيام بوظيفتها الحيوية, وكان هذا المشهد هو محل تعليق حي وصورة شاهدة على وجود أزمة وعندما دلفنا إلى مباني إدارة بنك الدم حتى الذين عرفتهم (السوداني) وعرفوها تواروا هذه المرة والعنوان الأبرز في صحيفتنا يوم الأحد الماضي (مسؤول ببنك الدم: قرار بإيقاف نقل الدم إلا للحالات الطارئة) جاء كاشفاً المأساة التي يعيشها بنك الدم والذي ربما هو الآخر يحتاج لعملية نقل دم من نوع آخر. وتحفظ كل من التقيناه في ذلك اليوم على أن يصرح بأي شي وقد جاءت تعليمات عليا فيما يبدو بعدم التصريح هذه المرة وعدنا أدراجنا والحال تغني عن السؤال. اتهام صريح يرسل د.أحمد علي - طبيب بأحد المستشفيات الخاصة - اتهامات صريحة للجهات المختصة بتوفير معينات نقل الدم مثل توفير الأكياس الى وزارة الصحة وإدارة الإمدادات الطبية بقوله: "كل المسؤولية تقع على الجهات المختصة ولا بد من أن يكون هنالك فائض موجود احتياطي في البنك لحالات الطوارئ ولا بد من إيجاد حل سريع وجذري لهذه المشكلة, لأنه ليس هنالك بديل للدم إلا الدم نفسه". من المحرر: تقدمنا بخطاب من الصحيفة إلى وزارة الصحة الاتحادية (الأحد الماضي) يحوي العديد من التساؤلات حول أزمة المعينات ببنك الدم, ونأمل أن تجد تساؤلاتنا إجابات مقنعة تحمل في طياتها توفير كافة المعينات لأن حاجة المريض للدم تظل أقوى الاحتمالات. :::