(قولة خير، والخطوبة، وسد المال، والحنة، ثم عقد الزواج، والحفلة، وبعدها الجرتق وطقوسه المختلفة)، كل هذه الأشياء خيوط رئيسية وعادات وتقاليد متعارف عليها بشكل عام عند معظم القبائل، فمثلاً زاوية (قولة خير) هذي ربما تكون زاوية قديمة قابلة للتجديد ولكن الأصل فيها أنها جلسة يجتمع فيها أكِابر العائلة من الطرفين بقصد التعارف والتأكد من أصل وعراقة كل من الأسر الأخرى، أما زاوية الخطوبة فلم تكن بهذا الانتشار في السابق، لأن الزواج في السابق في كثير من الأحيان لم يكن يخرج من نِطاق الأسرة أو الجيران وهذه المرحلة تتوج علاقة المخطوبين بشيء من القبول من المجتمع والأسرة الممتدة، وهنالك زاوية سد المال أو ما يسمى بالمهر وتدخل فيها ما يسمى ب(الشيلة) وهي مجموعة من المستلزمات يقدمها أهل العريس حسب الاستطاعة، وخطوة سد المال هذه هي الخطوة الفِعلية التي يعقبها عقد القِران. (2) من أغرب ما يميز بعض القبائل عند الزواج أن العريس أحياناً لا يمكنه الأكل في منزل أهل زوجته إلا بعد أن يقدم عدة تنازلات، وهو تقليد يطلق عليه محلياً اسم (كسر الخشم)، وهناك بعض الأزواج يقدمون (عِجلاً) لوالدة العروس تقديراً لها على إرضاعها لزوجتهم في صغرها! (3) في بعض قبائل شمال السودان لا يرى العريس عروسه حتى اكتمال مراسم الزواج وإن استغرقت التجهيزات سنوات عدة، ويظل طيلة تلك الفترة في خدمة أهل الزوجة في الزراعة والبناء هو وعائلته، كما يحرّم على العريس والعروس أن يناديا بعضهما باسميهما، فإما كناية أو عبر الإشارة، إلى أن ينجبا طفلاً فيتناديا باسمه (أم كذا) و(أبو كذا)، وفي كثير من الأحيان لا يعرف المولود اسم والدته ولا حتى والده إلا عندما يتم تسجيله في المدرسة، أما أصعب الطقوس التي تمارسها إحدى قبائل الوسط هي أن تستوقف عمة العروس أهل العريس الذين يأتون إلى منزلهم حاملين (الشيلة) ملفوفة على قطع قماش أبيض اللون ومعهم خروف ملفوف كذلك بقماش أبيض رمزاً للخير والصفاء، وتستوقفهم وتقوم بنشر بذور حبات من السمسم والذرة على الأرض، وتطلب من الحاضرين في الموكب جمعه حبة حبة، وهو نوع من اختبار قوة التحمّل والصبر لدى أهل العريس، ويحدد هذا الاختبار القبول بإدخال الشيلة، مما يعني إكمال الزواج، أو رفضه!