الصحفي القديم الأستاذ خوجلي الريح -الشقيق الأكبر للفنان حمد الريح- ابتدر الحديث بصورة عامة من خلال معاصرته لأجيال الفنانين القدماء قائلاً: (الفنان القدير عبد القادر سالم هو أكثر الفنانين مجاملة وأكثرهم حضوراً؛ حيث أنه يجعل المادة آخر اهتماماته؛ بل هو مُبادر لأبعد الحدود وأكثر ما يكون حضوره في حضرة الوطن)، ويصمت قليلاً قبل أن يضيف: (ما حصل طلبناه على الصعيد الشخصي إلا وكان أول الفنانين في كل المناسبات، وكذلك الراحل زيدان إبراهيم له باع كبير في هذه المسألة، وحسين شندي وعبد العزيز المبارك وياسر تمتام؛ هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر)، ويواصل: (أما عن جيل الشباب فالفنان جمال فرفور وأحمد الصادق هم شباب مميزون وحاضرون، كذلك عصام أحمد الطيب وعماد أحمد الطيب وبلال موسى، ومن الفنانات سمية حسن وندى القلعة وإنصاف مدني وإيمان لندن وهنّ لا يترددن في المجاملة والحضور رغم أنه قد يكون لديهنّ بعض الظروف الخاصة)، واختتم حديثه: (حتى العازفين لا يخرجون من هذا الأمر وعلى رأسهم المرحوم محمدية وإسماعيل عبد الجبار وأحمودي)، وعن الفنان حمد الريح يبتسم ثم يقول: (والله المجاملة كاتلاهو كتل، وأنا ما بتكلم عنو لأنو شهادتي فيهو مجروحة). (2) الفنان والعازف عوض أحمودي قال: (أولاً هنالك فرق كبير بين الفنانين والعازفين وأهل الموسيقى قديماً واليوم، فكل الفنانين قديماً كانوا يسعون للغناء من أجل الغناء والطرب والإسعاد لا من أجل المال، بل كانوا حضوراً في كل المناسبات يتقدمهم الأستاذ عبد القادر سالم)، ويتبسم قليلاً ثم يضيف: (ما داير أعدد عشان الناس ما تزعل مني، لكن الأستاذ حمد الريح هو الأكثر حضوراً في كل المناسبات وهو زول مجامل من الدرجة الأولى والحاجة دي بترجع لي أنه من مجتمع عائلي عشان كده الموضوع دا عندو عادي، ولا يفوتني أن أذكر بعض من رحلوا وفي مقدمتهم أحمد المصطفى وخليل إسماعيل وهم فنانين عظماء، أما الحديث عن الملك جمال فرفور فهو رجل يجامل بكثرة سراً وعلناً). (3) الفنان محمود تاور تحدث ل(كوكتيل) قائلاً: (الفن رسالة سامية في الأساس وليس مهنة تجارية؛ فالتطريب وإسعاد الآخرين وإدخال الفرحة في القلوب هي رسالتنا نحن كفنانين)، ويطلق ضحكات عالية ثم يقول (أول مرة أشوف لي زول بشكر نفسو بس الحمد لله أي زول قصدني في حفلة ما بتردد)، وأضاف : (الشاب عصام محمد نور شخص مجامل جداً وكثير الحضور خصوصاً في حضرة الوطن، أما الراحل محمود عبد العزيز فهو أكثر الفنانين مجاملة وآخرهم اهتماماً بالعائد المادي، فهو الفنان الوحيد الذي يقيم مجموعة من الحفلات الخيرية التي يغني فيها بنفسه، فقد كان محمود -رحمه الله- يدفع من جيبه الخاص في كل مبادراته وحتى فرقته الموسيقية كانت تأخذ أجرها منه، وكذلك لا يفوتني أن أذكر الفنانة حنان بلوبلو التي تتصدر قائمة الفنانات من حيث المبادرة والمجاملة، وأيضاً إنصاف مدني وهنالك العديد من الفنانين والفنانات الشباب والوجوه الجديد والواعدة يتصدرون عدداً من المحافل العامة، وبالمقابل هنالك مجموعة من الفنانين لا يهتمون بشيء غير العائد المادي، وبعضهم يتغنون فقط لطبقات معينة في المجتمع ويوصفون بفنانين الطبقات).