انتهى الموسم الكروي، ولم يكن ختامه مسكا كما كنا نتمنى ونأمل إذ خلت المباراة النهائية بين العملاقين، من اللقطات الفنية- والتابلوهات التي تثير إعجاب الجمهور الوفي للعبة- ولم أرصد من جماليات اللعبة، ومحسناتها البديعية إلا تلك التمريرة السحرية من (سيدا) إلى خليفة طالباً منه وضع المستديرة في أقصى شمال (يس) إلا أن خليفة، كان له رأي آخر. التاريخ يعيد نفسه ، ففي نهائي أبطال الأندية التي التقى فيها فريق الهلال بالأهلي المصري في ثمانينات القرن الماضي- أحرز الثلعب هدفاً أسطورياً في مرمى يور الذي كان يحرس مرمى فريقه.. لم يمتلك يور إلا أن يصيح في وجه الثعلب (أنا معاك تجيب فيني قوون)؟ يا ترى ماذا قال المعز محجوب لأتير توماس الذي حول كورة الدافي المسرجة إلى داخل شباك فريقه؟ كان الدكتور سعيد الرازقي يستقبل المرضى السودانيين بعيادته بشارع القصر العيني بالقاهرة.. وكن يبادر المريض بسؤالين قبل أن يجلس أمامه: عما إذا كان يتناول (يشرب) المشروبات الروحية السودانية المعروفة أو عما إذا كان يسف صعوط !! رحم الله دكتور سعيد الرازقي الذي رحل عن دنيانا هذه منتصف الثمانينات، وتبعه كذلك المرحوم الدكتور جمال مجاهد وكلاهما تخصصا في علاج المرضى السودانيين الذين يفرون القاهرة .. وكانا على دراية ومعرفة بالكثير من العادات السودانية في المأكل والمشرب.. ومن حيث إن المعدة بيت الداء - فقد اعتمدا هذه المعرفة والخبرة في علاج السودانيين. ويا حبذا لو اتبع أطباؤنا النطاسي هذه الطريقة في علاج المرضى على النحو التالي: مرضى القلب والسكري وضغط الدم- يسألون عما إذا كانوا من المداومين على قراءة ما يسمى بالصحف الرياضية خاصة العناوين البارزة، مرضى الكاروشة والقاوت عما إذا كانوا يدمنون أكل الفول في الوجبات الثلاثة -آسف أقصد الوجبتين- فقد راحت وجبة العشاء بين سندان النوم ومطرقة شاي اللبن إذا وجد. مرضى تضخم الطحال وتخشب الرقبة- عما إذا كانوا يدمنون مشاهدة المسلسلات التركية وهكذا- إذا عرف السبب بطل العجب! الربكة التي صاحبت تصريحات مولانا جعفر الصادق الميرغني- عقب أدائه القسم، حيث اختلط عليه الأمر بين شمال وجنوب كردفان، ووضع النيل الأبيض في مكان النيل الأزرق حدث شيء مماثل لأحد أعضاء مجلس رأس دولة الانتفاضة حيث كان في طريقه لرومانيا عن طريق القاهرة- وفي لقائه بالصحفيين، ووكالات الأبناء بمطار القاهرة تملكه بعض الارتباك، ولما كان هذا اللقاء يبث على الهواء مباشرة فقد تابعه الرئيس الأسبق نميري من مقر إقامته بقصر العروبة بمصر الجديدة، ويقال إنه قال لمن كانوا يتابعون معه اللقاء: (شابكني المخلوع المخلوع هسي المخلوع منو في ذمتكم؟) من جذورهما أما الحديث عن إجراء إصلاحات وتحول ديمقراطي ومش عارف إيه، فهذا ضحك على الذقون وإهدار وقت ودماء شهداء أبرار تغمر ساحات الحرية. بعض الأخبار التي تنشر في الصحف السيارة وفي الصفحات الأولى بالمنشيتات العريضة تذهب بما تبقى من توازن نفسي يحتفظ به الإنسان بالكاد، نظراً لما يواجهه من منقصات بل إن الخبر الأسود الذي نشر بالحبر الأبيض بعنوان (برلمانيون يتهمون نافذين بالدولة بتلقي رشاوي من مستثمرين) بعدد "السوداني " الغراء بتاريخ 29نوفمبر، ثم ما أعقبه من تفاصيل على صدر الصفحة الأولى وباقي هذا الخبر الأليم بالصفحة الثانية يدعو للاكتئاب واليأس، ومن حيث إنني أصبت بالاكتئاب واليأس وفقدت توازني النفسي فإنني أدعو من هذا المنطلق الجهات المختصة لسن قانون العيب كتلك القوانين التي سنها عمنا المرحوم الرئيس المصري السابق أنور السادات في وجه معارضيه- عقب اتفاقية كامب ديفيد.. ودعا المصريين إلى التحلي بأخلاق القرية حيث عرف القرويون بسمو الخلق والكرم ونكران الذات، وكنا سندعو لشيء من هذا القبيل إلا أن قرانا أصبحت في خبر كان، أو بالكثير أصبحت شبه قرى بعد أن رأت النور، وتنعمت وترفهت بالفضائيات ومياه الشرب المفلترة. اغتبط معاشيو التأمينات الاجتماعية وهم يقبضون شيك الدعم لشهر نوفمبر بمبلغ فيأتي جنيه بدلاً عن المائة التي كانت تدفع لهم، وبأن السرور والرضا على محياهم، ولسان حالهم يقول إن شاء الله دايما وعلى طول. ودامت أفراحكم.