عقبات تعترض زراعة محاصيل العروة الشتوية بمشروع الجزيرة خاصة محصول القمح، أبرزها التمويل والري وارتفاع تكاليف التحضير ومدخلات الإنتاج، ما جعلت أصوات وصيحات مزارعي مشروع الجزيرة والمناقل ترتفع خلال زيارة النائب الأول لرئيس الجمهورية للمشروع مؤخراً.. كل هذه القضايا كانت حاضرة خلال طواف النائب الأول لقسمي ري الفخاخير بالمناقل وود النو بجنوب الجزيرة، وأيضاً خلال اجتماع اللجنة العليا لإنجاح الموسم الزراعي الشتوي بقصر الضيافة بود مدني، بحضور جميع الجهات ذات الصلة بالشأن الزراعي والاقتصادي بالبلاد لتلافي القصور وإنقاذ الموقف قبل نهاية مواقيت الزراعة المحددة من قبل الجهات الفنية بأن آخر موعد لزراعة محصول القمح الربع الأول من شهر ديسمبر القادم. إعلان حالة الطوارئ... اجتماع اللجنة العليا لإنجاح الموسم الزراعي تناول كل القضايا التي تعترض سير الموسم الزراعي الشتوي من خلال تقارير إدارة المشروع ووكالة الري وبعض مزارعي المشروع في وقت تعهدت فيه رئاسة الجمهورية بإزالة كل العقبات التي تعترض زراعة محصول القمح خلال الموسم الشتوي بمشروع الجزيرة بجانب الإعلان عن حالة الطوارئ بتكوين غرفة لزراعة 400 ألف فدان قمح خلال فترة أقصاها 20 يوماً. وقال النائب الأول للرئيس بكري صالح في اجتماع اللجنة العليا لإنجاح الموسم الزراعي بقصر الضيافة بودمدني إن الزراعة تمثل المخرج الوحيد للبلاد، مؤكداً اهتمام ومتابعة الرئاسة لمشروع الجزيرة بالأرقام قائلاً (جايين وورقنا مليان معلومات)، ووجه بتوفير التمويل لمحصول القمح في وقته المحدد إضافة لزيادة الإنتاجية من المحصول عبر التوسع الرأسي دون النظر للمساحات والتعامل بشفافية ووضوح. واعتبر القمح بأنه يمثل سيادة البلد وعرضها وقرارها قائلاً (حبة القمح دي الطلقة البنحمي بيها قرارنا وتدينا سيادتنا وعزتنا وبنحرس بيها بلدنا وعرضنا وعقيدتنا)، وطالب في الوقت الحاضر بالتركيز على حلحلة قضايا الري وطلمبات المياه وشدد على ضرورة وضع الخطط والاستراتيجيات وتوظيف العلم واستخدام التقانات لزيادة الإنتاج والإنتاجية. وتعهد صالح باستكمال مجلس إدارة مشروع الجزيرة. وطالب محافظ مشروع الجزيرة عثمان سمساعة بإزالة الأطماء والحشائش بقنوات الري وذلك بتوفير الآليات وصيانة الأبواب وتطهير المصارف واستعجال وصول التمويل، معتبراً إياها من أهم القضايا التي تواجه العروة الشتوية بالمشروع، داعياً لإعادة النظر في الأسعار التركيزية وتوفير الحاصدات ورفع سقف التمويل الأصغر ل50 ألف ج وتسهيل إجراءات الاستلام والوزن، وطالب بضرورة وجود ممثلين للمزارعين بمجلس الإدارة. تراجع بنيات الري.. ومن جانبه أقرَّ وزير الموارد المائية والري والكهرباء معتز موسى بتراجع بنيات الري بالمشروع بفقدان 120 باباً بقنوات الري أدت لإهدار كميات كبيرة من المياه. وشدد على ضرورة إجراء إصلاحات جوهرية تبدأ من الدورة الزراعية، داعياً لحلول علمية لمشاكل الري، مؤكداً بأن هدف وزارته إصلاح البنى التحتية للري وتوفير المياه في وقتها، معلناً التزام وزارته بري كل المساحات التي ستتم زراعتها خلال العروة الشتوية. تحديات.. وقال والي الجزيرة محمد طاهر إيلا إن اللقاء امتداد لكثير من الاجتماعات واللقاءات لإيجاد معالجات لإنجاح الموسم الزراعي بمشروع الجزيرة عبر توفير التمويل اللازم للتوسع في زراعة محصول القمح وتأهيل بنيات الري، ولفت إيلا إلى أن زيارة النائب الأول لرئيس الجمهورية للوقوف على مجمل القضايا التي تواجه الموسم الشتوي لإزالة كافة المعوقات والعقبات التي تعترض سير الموسم الزراعي ومعالجتها من أجل تحقيق واستكمال البرنامج الخماسي للدولة بزيادة الإنتاج والإنتاجية. وأشار وكيل وزارة المالية عبد الرحمن ضرار إلى أن استراتيجية الدولة تسير على أن يقوم مشروع الجزيرة بحمل نفسه ودفع تكاليفه من موارده الذاتية، وأرجع تأخر عمليات التمويل لعدم اكتمال جمعيات المنتجين وطالب بحل المشاكل المتعلقة بالتمويل، وأبان أن رهن أصول المشروع غير مألوف، مؤكداً أن التحدي يكمن في زيادة الإنتاجية وليس السعر التركيزي، ولفت لانخفاض السعر التركيزي للقمح عالمياً وقال (لما كنا بنشتري القمح ب(400) جنيه كان السعر العالمي 270 دولار، والآن انخفض إلى 230 دولار عالمياً). وطالب ضرار بضرورة استكمال تكوين جمعيات المنتجين لتسهيل عملية التمويل وانسيابه.