(كوكتيل) التقت من خلال هذه المساحة بالعم (أبكر) الذي يعتبر من أشهر بائعي الشاي بسوق بحري، فهو رجل بسيط يتعامل بعفوية أمنياته في الحياة لا تتعدى حدود الستر ونعمة الصحة والعافية، التقيته منتصف النهار ومن حوله زبائنه الذين انهمك في إعداد طلباتهم بسرعة فائقة ما بين (القهوة والشاي السادة)، فجاءت إجاباته ما بين قدحه للشاي على الماء المغلي وما بين مقدار سكر يريد وضعه في الكوب وهو يسأل زبونه بابتسامة واسعة: (كم ملعقة).؟ (2) عن بداية امتهانه لبيع الشاي ابتدر العم (أبكر) حديثه ل(كوكتيل) قائلاً: (من سنوات طويلة وأنا أعمل في مهنة بيع الشاي وكانت الفكرة من واحد صديقي كان يعمل في نفس المكان ودعاني للعمل في مكانه ومن الوقت داك تعلمتها وأصبح لدي زبائن والحمدلله الحالة مستورة)، فيما كشف (أبكر) عن الطريقة التي تغلب بها على نظرة البعض له باعتبارها مهنة خاصة بالنساء قائلا: (ما خجلت أصلاً من مهنتي بالرغم من أن البعض ينظر لي باستغراب وأنا أضع (المنقد) وأدوات الشاي أمامي، لأنني مقتنع أن هذا رزق حلال من عرق جبيني وأفضل بكثير من أن أمد يدي للناس و أنا بكامل صحتي و عافيتي، والعمل أصلاً ما فيهو عيب بالعكس العيب السرقة و أكل مال ناس بالاحتيال والحرام). (3) وعن أكثر الزبائن ارتياداً لمحله المتواضع يقول: (الغالبية العظمى من زبائني هم رجال يأتون للاستمتاع بمذاق ونكهة الشاي الذي أقوم بإعداده، أما بالنسبة للنساء فهن بسيطات مقارنة بالرجال لأنهن (شنافات) وعندهن رأي في أي حاجة ويطالبن دوماً بأن يكون السكر زيادة، وأنا والحمدلله مرتاح من (نقتهن) و أغلبهن من زوار المستشفى و المستوصفات اللي بتقع أمامنا يعني (حُمى خفيفة) ما زبائن معتمدين.! (4) (أبكر) يضيف ويقول بأنه يعول أسرة بها عدد من الأبناء في مرحل مختلفة وأن ما يجده يكاد لا يفي بمتطلبات الإيجار والعلاج ورسوم الدراسة، ورغم ذلك ظل متوكلا على الله مضيفاً: (الإيجار غالي وعندي أولاد في المدرسة والجامعة ومصاريفهم زايدة ودا كلو طبعاً غير العلاج ومافي أي حل غير إنو نرفع أيدينا لي الله يسهلها علينا). (5) عن مواعيد عمله قال أبكر: (بطلع الصباح بدري لأنو ود البدري سمين وبلقى زبائني في انتظاري وبكمل بعدها لحدي نهاية اليوم لأني برجع بعد المغرب وأنا زول ساكن بعيد ولازم أحصل الأولاد آخد معاهم عشرة ونسة ونشوف الدنيا الحاصل فيها شنو؟ و عايزين شنو؟...فيما أكد (أبكر) بأنه غير مستعد لترك مهنته للعمل في مجال يتبع للحكومة -إن تم تخييره- وذلك حتى لا يتم تقييده بالزمن قائلا: (الحمدلله أنا لاقي نفسي في شغلي دا وبشتغل علي كيفي وبأخد إجازة على كيفي، وما داير لي شغل حكومي عشان ما اتقيد بيهو، أنا الحمد لله كدا مرتاح بس لو لقيت لي بيت ملك تاني ماداير أي شيء).