وكيل وزارة الخارجية السفير عبد الغني النعيم قال إن الحوار مع الوفد البريطاني تداول في جملة من الموضوعات المهمة على رأسها الدور البريطاني في تحقيق السلام بمناطق النزاع في السودان، فضلاً عن مناقشة الجهود البريطانية لإعفاء ديون السودان الخارجية، النعيم بدا واثقاً من أن الموقف البريطاني صار أكثر مرونة، ويمكنه في ظل هذا الحوار أن يكون أكثر فعالية لمعالجة ملف الدين الخارجي خاصة وأنها من الدول الكبرى ولها تأثير.. النعيم قال أيضاً إن الحوار ناقش موضوع بعثة اليوناميد حيث سبق وأن قدمت بريطانيا مشروع قرار بموجبه تم التمديد للبعثة، كما أنها صاغت القرار الأخير الذي بموجبه أيضاً مدَّد للبعثة لعام آخر ينتهى في يونيو المقبل. ويشدد وكيل وزارة الخارجية عبد الغني على موقف بلاده المطالب بخروج البعثة، موضحاً أنها قضت عشر سنوات، مؤكداً أنها لن تستمر أكثر من ذلك. هموم لندن وكيل وزارة الخارجية البريطانية السفير سايمون ماكدونالد وصف حوارهم مع الخرطوم بأنه كان مثمراً وممتازاً، وأضاف بأن جولة جديدة سوف تستضيفها الخرطوم في مارس المقبل، ونوَّه إلى أن السودان وبريطانيا تربطهما علاقات تاريخية، وبلاده تبني حوارها على هذه الأسس والإطار العام لهذه العلاقات والتي تشمل كل المجالات وليس فقط الجانب السياسي وإنما الجوانب الاقتصادية والثقافية والتنموية والتعليمية، لكن ما كان لافتاً في حديث "ماكدونالد" التركيز بصورة أساسية على الأوضاع في دولة الجنوب، حيث أشار "ماكدونالد" إلى أن بلاده تساهم بشكل فاعل من خلال البعثة الأممية (اليونميس)، ونوه إلى أن بلاده تنوي هذا العام زيادة مساهمتها في البعثة في إطار زيادة مساهمتها العسكرية في كل العالم، وفيما يتعلق بدور بلاده في دارفور قال إنهم زاروا دارفور وأجروا مباحثات مع مسئوليها، مشيراً إلى أن عملية السلام التي تجري بشأن دارفور أخذت وقتاً طويلاً (رغم أن هناك الكثير ما يجب فعله)، لكنه قال إن هناك تطوراً كبيراً للوضع على الأرض بدارفور. زيارات بوث: زيارة وكيل الخاريجية البريطانية سبقتها زيارة رئيس وحدة السودان بوزارة الخارجية البريطانية، كريستوفر تروت بصفته مبعوث بريطانيا إلى السودان، وعلى الصعيد الأمريكي فقد توالت كذلك الزيارات؛ فقد كانت زيارة المبعوث الأمريكي للسودان وجنوبه الدبلوماسي دونالد بوث علامة فارقة ومهمة في علاقة واشنطون والخرطوم، فالزيارات الماكوكية لبوث إلى الخرطوم أسهمت في تراخي حالة العزلة التي فرضتها الإدارة الأمريكية على الخرطوم، فالرجل منذ استلام مهامه في أغسطس العام 2013، قاد نهجاً مختلفاً عن سلفه بريستون ليمان، بوث الذي يشكل الوسيط ما بين الخرطوم ومعارضيها من جهة وبين الخرطوم وحكومة الجنوب من جهة أخرى، قيل إنه كان سبباً مباشراً في رفع الحظر عن البنوك السودانية والأفراد؛ إذ يرى البعض أيضاً أن تلك الزيارات أسهمت في رفع الحظر الأمريكي عن شركة (رينكي) -أكبر شركة أمريكية تعمل في مجال تكنولوجيا الري الزراعي- للعمل في السودان، وسمحت الإدارة الأمريكية لوكيل الشركة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (وايرا قروب) للعمل في السودان وإدخال التكنولوجيا الأمريكية للبلاد. وكل تلك الزيارات تأمل فيها الخرطوم أن تنتهي برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه منذ نوفمبر 1997م، فضلاً عن أملها في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وهي القائمة التي وضعت فيها منذ العام 1993.