حزمة من الاتفاقات الفرعية قد أنجزت بالفعل.. ثم وضعت على الرف.. على غرار نيفاشا.. فالاتفاق أصلاً بين طرفي التفاوض في أديس أبابا.. إن أي ملف يتم الاتفاق حوله لن ينفذ إلا في إطار حزمة كاملة يتم التوصل إليها بموجب الاتفاق على الملفات كافة.. الاتفاق هذا هو الذي دفع الخرطوم لقبول مبدأ فتح كافة المسارات للتفاوض بدلاً من التخندق في ملف الترتيبات الأمنية.. وجعل الاتفاق حوله شرطاً للمرور إلى بقية الملفات.. وأيضاً.. هذا هو الذي مكن المفاوضين من إنجاز اتفاقات رئيسية في مجالات النفط والتجارة والحريات الأربعة وحتى عملية ترسيم الحدود التي ظلت المعضلة الأكبر على طاولة المفاوضات.. ثم بدأ التقارب في المواقف.. مما عزز فرص الاقتراب من اتفاق بين البلدين. قبل ساعات من مغادرته الخرطوم متوجهاً إلى أديس أبابا للقاء الفريق سالفا كير قال الرئيس البشير لمقربين منه.. إنه متفائل.. ولكن بحذر.. والحديث لم يكن للنشر بالطبع.. ومنذ بدء القمة يبدو جلياً أن التفاؤل الحذر هو الذي يسيطر على الموقف هناك... ولكن.. وقبيل بدء الجولة المسائية بالأمس كان مفاوض بارز من الوفد السوداني يبدي هو الآخر تفاؤلاً حذراً... ولكن رنة التفاؤل ظلت عالية.. قال ما معناه.. الآن يمكن القول أنه يمكن أن يكون هناك اتفاق.. فالملفات التي حسمت عديدة تصلح أن تشكل (عضم) الاتفاق... تماماً كما أسلفنا أعلاه... ويزيد المفاوض البارز.. حتى مسألة 14 ميل والمنطقة المنزوعة السلاح نتوقع أن يحدث فيها اختراق في أي لحظة.. سواء في هذه الليلة.. يعني ليلة أمس.. أو غداً.. أي اليوم.. وفي حال حدوث ذلك الاختراق.. يقول المفاوض البارز.. فإن الطريق يصبح سالكاً أمام الوفدين للتوقيع على اتفاق.. حتى لو كان ذلك بالأحرف الأولى.. يرجح أن يوقع على الاتفاق حال التوصل إليه إدريس وباقان وليس الرئيسان... المفاوض البارز يضيف أيضاً.. أن ذلك من شأنه أن يمكن السيد ثامبوأمبيكي من رفع تقرير إيجابي لمجلس الأمن.. يقول فيه.. إن الطرفين تمكنا من الوصول إلى اتفاق حول مجمل القضايا الأساسية المختلف حولها... كما اتفقا.. أيضاً إثباتاً للجدية.. على تشكيل آلية مشتركة تستمر في البحث في بعض القضايا التي لم تحسم بعد...! إذن.. هذا هو سيناريو المتفائل المتوقع أن نشهده اليوم.. حال سارت الأمور.. كما كانت تشير التوقعات.. حتى بدء الجولة المسائية للقمة الرئاسية ليلة أمس... ولا نزيد.