° القيادة الخلفية (الزي مكنة الفلكسواجن دي) لو تم تأسيس قيادة حقيقية متفق عليها ستنتهي وتتلاشى، لذلك أنتم تقاومون مقترح الإمام الصادق المهدي بتكوين الجسم القيادي لقوى الحرية والتغيير حفاظا على القيادة الخلفية والخفية. ما سبق عزيزي القارئ وعزيزتي هي كلمات التوم هجو القيادي بنداء السودان التي ساجل بها الكادر الشيوعي الذي كان يتحدث باسم تجمع المهنيين في برنامج حواري بإحدى الفضائيات السودانية في الفترة الماضية، وأردف هجو بالتعليق: لو بعضكم متخوف من قيادة الإمام للتحالف فنحن على استعداد لترشيح من لا يتجاوز عمره الخمسين ليكون في سدة القيادة لكن اعلموا أن استحقاقات الراهن والعملية السياسية برمتها تتطلب وجود قيادة تعبر وتنسق وتنفذ . ° إبرازي لجانب هذه المقارعة ليس من باب مدح طرف أو ذم آخر ولكن ما طفح من إسهام بعض مكونات قحت في تعقيد المشهد الراهن – الذي هو ملك للجميع ويتعلق باستقرار البلد وخروجها من عنق زجاجة الانتقالية – والذي أصبح بائنا وظاهرا للدرجة التي سمى فيها أحد المحللين السياسيين بإحدى الفضائيات تحالف الحرية والتغيير ب(تشاكس) قحت هو ما يجعل التناول واجبا مهما وحقا لا يقبل التنازل لكل مناحي الراهن المأزوم وبكافة تفاصيله. ° الآن ظهرت هذه الأخطاء الجوهرية في هيكلة قحت التي كان يتخوف منها الإمام الصادق المهدي وكتلة نداء السودان، والتي تجسدت في هذه الهشاشة البائنة لكل مراقب، ومثال على ذلك النشوز والنشاز الذي بدأت تظهر به بعض المكونات في الاتفاق الأخير الذي قاده الاتحاد الإفريقي بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير الذي يتضمن الاتفاق السياسي والاعلان الدستوري لإدارة الفترة الانتقالية. ° معلوم أن التحالفات تقوم على قضايا عامة هي بالطبع داعي جمع المتحالفين ويتم التعبير عنها باسم الجميع، والتحرك نحو تحقيق اهدافها بتفويض من الجميع، وفي إطار هذا الالتزام تنتفي القضايا الخاصة بأي حزب أو طرف من مكونات التحالف أو نظرياته التي يعبر عنها، وإن كان التعبير عن الخاص داخل التحالف يعلو على العام فما الذي يجمع أصلاٰٰ حزب شعاره الصحوة الاسلامية بآخر ماركسي وأحزاب قومية عربية (عفى عليها الدهر) بأخرى سوداناوية قطرية، ومهنيين بعضهم واجهات لاحزابهم مع حركات (إن صح التوافق) ذات مطالب خاصة؟ ° قحت قبل غيرها تعلم علم اليقين أنها لن تستطيع أن تدفع برئيس وزراء رجل دولة قوي يستطيع أن يبسط نفوذه على سلطة الدولة بالداخل، ولا أن تأتي بوزير خارجية (دسيس) يستطيع خلط أوراق العلاقات الدولية الحالية للبلد بما فيها تحالفها العربي الاستراتيجي وعلاقتها المتميزة مع مصر وتفاهماتها مع أمريكا والغرب؛ أو أن يجر بعض المنظمات الدولية لإيقاع البلاد تحت بنود العقوبات الدولية (كيتآٓ في المجلس العسكري).. ولن تستطيع العثور على وزير عدل (هراش) يجعل من (القطط السمان) فئرانا تبحث عن جحورها، ويقدم مرتكبي الجرائم للمحاكم.. لن تستطيع حتى تحقيق أهداف بعض مكوناتها القصيرة النظر في ظل هذه (الصناجة). ° بعض مكونات قحت الآن عينها على السلطة وعينها الأخرى على الشارع، ورغم أن النزاع حول الاتفاق الحالي والصلاحيات هو نزاع سلطة بامتياز إلا أنها أدركت أن كرسي الحكم في هذه المرحلة ساخن جدا (نار منقد) لأن الشباب الذين خرجوا للشوارع والذين ارتفعت سقوف آمالهم بعيدا عن النظر المرتد سيكون عدوهم الأول هو من يجلس على (عرش المدنية) دون أن يحقق لهم المطالب بسرعة عفريت سيدنا سليمان ولن يفهموا لماذا لا يملكون عصا سيدنا موسى، كما أن السلطة الانتقالية (غير المنتخبة) هي الحلم الجميل الذين انتظروه طويلا ليهندسوا بها الواقع ويبنوا بها الجسور التي سيعبرون لها إلى فترة حكم أحادي أقلّها خمسون عاما لا ثلاثون. ° لن يستقيم أمر الفترة الانتقالية إلا بأمرين، ذلك بعد أن تقوم قوى الحرية والتغيير بما يلزم من تغيير واقعها الداخلي بما يتناسب مع اشتراطات التحالفات غير (المائلة) الذي قلنا بأنه يؤثر على جميع منسوبي الوطن كحالي (حامل المسك ونافخ الكير) الأمر الأول: أن يحل المفهوم والنظرة القومية لإدارة الفترة الانتقالية بصدق النوايا في الشراكة الحقيقية التوافقية بين كل المكونات الوطنية والأهلية والعسكرية مع التمييز الإيجابي للحركات المسلحة.. وثانيها: أن من يتقدمون لشغل هياكل الحكم الانتقالي عليهم أن يتحلوا بالشجاعة الواجبة واللازمة التي تجعلهم يتحدون الوقائع الماثلة بجسارة ويواجهون الشباب الثائر بالصدق والصبر والثبات مع التجرد من الذاتية وقصر النظر الذي يشبه العمى.. وإلى الملتقى.