أكد عدد من المزارعين تعرضهم لخسارة كبيرة ستؤثر على مقدرتهم في الزراعة، الأمر الذي قد يهدد الموسم المقبل بالتراجع في المساحات الزراعية في حال تمسك الدولة بالسعر التركيزي المعلن منذ العام 2012م. رئيس اتحاد الزراعة الآلية السابق بولاية القضارف أحمد أبشر كشف عن تراجع أسعار محصول الذرة في الموسم الصيفي المنصرم 2016 م – 2017م بالرغم من الزيادة الكبيرة في أسعار كافة المدخلات الزراعية، مؤكداً على أن هذا الوضع يشكل تهديداً للزراعة والمنتجين، وأضاف: "إن الوضع الماثل أمامنا أن المزارعين تعرضوا لخسارة كبيرة وسوف تؤثر بصورة كبيرة على مقدرتهم في مواصلة العملية الإنتاجية، الأمر الذي قد يهدد الموسم المقبل". تذبذب أسعار: وأشار أبشر إلى أن تذبذب أسعار المحاصيل، هبوطاً وارتفاعاً امر قد يدفع معظم المزارعين لخارج دائرة الإنتاج، واضاف: الامثلة علي ذلك كثيرة فسعر محصول السمسم استمر فترة طويلة ما بين 450 – 500 جنيه للقنطار ليقفز إلى أكثر من 800 جنيه للقنطار بعد خروج هذا المحصول من ايدي المزارعين، لتستفيد منه جهات أخرى لم تبذل أي جهد. وقال أبشر "في هذا الوضع الاقتصادي المتدهور لابد للدولة أن تحمي المنتج، ذلك لجهة أن الزراعة تمثل العمود الفقري لاقتصاد السودان". فيما أكد رئيس لجنة التسويق باتحاد المزارعين السابق بولاية القضارف حسن زروق عدم تغطية الإنتاج لمنصرفات الحصاد، وقال ل(السوداني) إن تكلفة حصاد محصول الذرة تقدر بالكميات المنتجة من المحصول وبالتالي يخرج المزارع دون هامش أرباح وقد يدخل معظم المزارعين في ديون تعرضهم إلى إعسار، لافتاً إلى أن كافة المزارعين بالولاية لديهم التزامات تجاه البنوك. ويرى زروق أن الموسم الذي يشهد إنتاجية عالية تزيد فيه تكلفة العملية الزراعية، وبالتالي يعتبر الموسم الذي يشهد تدنياً في الإنتاجية يقلل من المنصرفات ولا يحدث به إعسار للمزارعين ذلك لجهة أن زيادة الإنتاج تزيد من التكلفة.. وأكد الرجل تخوف المزارعين بولاية القضارف من الجهات الدائنة، مؤكداً على أن هذا العام شهد إنتاجية في محصول الذرة غير مسبوقة في المواسم الماضية، مشيراً إلى أن وارد الذرة إلى أسواق المحاصيل في اليوم لا يقل عن 50 الف جوال، واضاف بأن سعر اردب الذرة يتراوح ما بين 410 – 450 جنيه، وسعر الجوال يتراوح ما بين 205 - 225 جنيه، مؤكداً على أن تكلفة حصاد الجوال حوالي 200 – 300 جنيه وأن السعر التركيزي الذي حددته الدولة 250 جنيه للجوال، ووصف زروق هذا السعر بأنه لا يتناسب مع التكلفة إلى جانب أنه ليس به هامش ربح للمزارع، وبالتالي فإن عدداً كبيراً من المزارعين مهددون بالدخول إلى السجون بسبب الإعسار. زيادة إنتاجية فيما أكد رئيس اتحاد مزارعي الحدود الشرقية السابق المزارع أحمد عبد الرحيم العوض زيادة إنتاجية محصول الذرة في الموسم الصيفي 2016م – 2017م، وقال ل(السوداني) إن هذه الإنتاجية غير مسبوقة وأن الأسعار متدنية، مشيراً إلى عدم إيفاء الدولة بالتزامها لحماية المنتجين، لافتاً إلى أن السعر التركيزي الذي حددته الدولة لجوال الذرة 250 جنيه هذا السعر غير مجزٍ ودون التكلفة، مؤكداً على أن تكلفة جوال الذرة تقدر بحوالي 367 جنيه، وأضاف: "الدولة أعلنت سعر التركيز قبل رفع الدعم وهذا السعر منذ العام 2012م"، مشيراً إلى أن سعر جوال الذرة حالياً بمبلغ 210 جنيهات وهذا السعر يسبب إعساراً المزارعين ويقودهم إلى السجون، معتبراً هذا السعر بمثابة دمار للزراعة ومحاربة للمنتجين، مؤكداً عدم رضا المزارعين بسعر التركيز، وأضاف: "إن غياب جسم يمثل المزارعين تسبب في خسارتهم، وأن المزارعين تراجعوا عن زراعة محصول الذرة في الموسم المقبل ذلك لجهة أن الزراعة أصبحت تهدد بالإفلاس والدخول للسجون لالتزام المزارعين تجاه البنوك"، وقطع بأن السعر المناسب للمزارع لجوال الذرة أن لا يقل عن 400 جنيه. فيما أكد المزارع بولاية القضارف معاوية عثمان الزين على أن التكلفة الحقيقية لجوال الذرة تقدر ب367.88 جنيه، وأن تكلفة الأردب تساوي 735.76 جنيه، وقال معاوية إن سعر التركيز الذي أعلنته الدولة لجوال الذرة 250 جنيه بينما سعره حالياً 225 جنيه، وأن سعر الأردب 450 جنيه. وأشار إلى أن هذه التكلفة معدة من اللجنة الزراعية بالمؤتمر الوطني، مؤكداً تعرض المزارعين بالولاية للإعسار بسبب ضعف أسعار التركيز وارتفاع تكاليف الزراعة خصوصاً تكاليف الحصاد، وقال: "بعد التصريحات التي صدرت مؤخراً من وزارة المالية قد يتراجع المزارعون عن زراعة محصول الذرة".