فضول كبير اكتنف الشارع السوداني خلال مرور طائرات الجو السعودية، ناثرةً ألواناً زينت السماء، وعلق الجميع حول كيفية إغلاق المجال الجوي؟ وما هي الإجراءات التي يجب أن تُتَّبع في حال إغلاقه؟ وكم عدد المرات التي أغلق فيها المطار تاريخياً؟. يذهب الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء ركن د. محمد العباس في حديثه ل(السوداني) أمس، إلى أن مثل هذه العروض في الغالب تتم بعيداً عن الطيران المدني لضمان سلامة الطيران في فترة التدريبات، مؤكداً أن أولى الخطوات في حال تم إقرار إغلاق المجال الجوي، هو إخطار جميع المطارات الجوية بما في ذلك التي تمر عبر المجال الجوي السوداني، وأضاف: "إن الصلاحيات كاملة لسلطة الطيران المدني؛ للإغلاق أو الإعلان عنه". وأشار العباس إلى أن إغلاق المجال تم كثيراً في السودان، وأن أبرز الأسباب التي يمكن من أجلها إغلاق المجال اضطراراياً تتمثل في الاضطرابات والهجوم على البلاد أو حدوث انقلاب. وفي حالة الطوارئ يتم تحديد خطوط الطول والعرض ويتم كذلك الإعلان. ويرى العباس أن إغلاق المجال الجوي ربما يُعرض السودان لعقوبات اقتصادية تظهر في نهاية العام حين يتم استخرج الشيك لجميع الدول بحسب الرحلات ورسوم المجال الجوي. تنظيم بالرادار الناطق الرسمي باسم الطيران المدني عبد الحافظ عبد الرحيم يذهب في حديثه ل(السوداني) أمس، إلى أن الإغلاق تم عبر نشرة جوية وزعت إلى المطارات في الزمن الذي حدد في النشرة، واضاف: بناءً على ذلك فإن أي رحلات قادمة أو سوف تغادر، تراعي هذا الزمن حتى لا تحدث مشكلة. وأوضح عبد الحافظ أن المجال الجوي تم إغلاقه أمس الأول، مرتين من الواحدة والنصف حتى الثانية والنصف، والمرة الثانية من الخامسة وحتى السادسة، قبل أن يُفتح أمام حركة الملاحة الجوية. وقال إنه تم اختيار وقت تكون فيه حركة الملاحة الجوية خفيفة. وأشار عبد الرحيم إلى أنه في حالة وجود حالة هبوط اضطراري يتم توجيه الطائرة إلى مطار إحدى الولايات، وأن التأخير لم يتجاوز الخمس إلى ست دقائق، وأنها كانت حوالي 11 دقيقة وتم تنظيم حركة الملاحة الجوية بواسطة الرادار، ويقول عبد الرحيم إنها ليست طيراناً عسكرياً إنما طيران، وإن دورهم كان القيام بالإجراءات الملاحية لتنظيم الهبوط، واختتم حديثه ل(السوداني) الطيران السعودي ليس عسكرياً إنما (أكروباتي) فقط للعرض ويعكس صورة جيدة عن الملاحة الجوية في البلدين. انقلاب 1989م فيما يرى اللواء مظلي (م) عبد الله أبوسن ل(السوداني) أن المجال الجوي يتم إغلاقه لفترة محددة، لأنه قد يتعارض في الطيران خاصة في التدريبات أو الاستعراض فليس هناك تحديد لارتفاع الطيران المدني، وأضاف: "لا بد من الإعلان عنها في كل المجالات الجوية الأخرى لسلامة الطيران، وإنه من حق سلطة الطيران المدني الإعلان باعتبار أنها المسؤولة كما أنها تتبع لوزارة الدفاع المدني"، وقال إن آخر إغلاق جوي كان في 1989 عند حدوث الانقلاب، وأن الإغلاق يحدث في حالة الشعور بخطورة على سلامة المواطن أو الطيران، وخاصة عندما يكون في خط سير الطيران. خلل الرحلات إغلاق المجال الجوي أثره قد لا يكون سياسياً ولكن ربما يقع أثر اقتصادي على البلاد باعتبار أن هناك رسوم تدفع للمجال الجوي. ويرى الخبير الاقتصادي محمد الناير في حديثه ل(السوداني) أمس، أنه قد يفقد البلاد قدراً من الإيرادات بالعملات الأجنبية كما أنه قد يؤدي إلى خلل في الرحلات العالمية، واستدرك بالقول أن القائمين بالأمر لا يمكن أن يتجاهلوا أمر اختيار الوقت حيث يتم اختيار توقيت تكون فيه حركة الطيران قليلة دخولاً وخروجاً وحتى بالنسبة للعابرين حتى لا تحدث ربكة في حركة الطيران، وأضاف: "إن إيقاف المجال لمدة خمس دقائق ربما يؤثر في المطارات العالمية الأخرى باعتبار أن حركة طيرانها حجمها كبير، وربما تكون الخسائر مهولة مقارنة بمطار الخرطوم". وأوضح أن الحظر شمل الخرطوم فقط فالأثر على الطائرات المقلعة أو هابطة معدلة قليل باعتبار الدائرة محدودة، واختتم حديثه بأن إيقاف الطائرات لمدة خمس دقائق قد يكون فيه 10 طائرات خلال ساعة وأثرها ليس بالكبير لأن مطار الخرطوم حركته قليلة.