يرى ممثل أسر شهداء الحجيرات عثمان التوم أن الحركة الشعبية تفادت مهاجمة أي من معسكرات الجيش أو القوات النظامية الأخرى قبل أن تهاجم سبعة أطفال قصر على بعد 3 كلم من كادوقلي حاضرة جنوب كردفان، وتقوم باغتيالهم أثناء نومهم ومن ثم نهب أبقارهم، ويشير التوم إلى أن سلوك الشعبية يتسم برؤية عنصرية تهدف لطرد القبائل العربية من المنطقة عبر تدمير مواردها الاقتصادية لإنهاكها ودفعها لمغادرة ولاية جنوب كردفان. يبتسم ممثل أسر الشهداء بسخرية قبل أن يقول إنهم درجوا على الدعاء عقب كل صلاة ضد الشعبية، ويزيد: "يبدو أن الله استجاب لدعائنا بأسرع مما تصورنا لتصيب لعنة الحجيرات الشعبية بالشقاق". ويمضي التوم في حديثه ويلفت إلى أن محاولات الشعبية لنكران ما حدث لم تصمد أمام معلوماتهم الدقيقة حول حادثة النهب والقتل، ومسار الأبقار المنهوبة من المنطقة حتى المناطق الواقعة تحت سيطرة الشعبية. وأشار التوم إلى أن الحركة أعادت الجمعة قبل الماضية 460 بقرة من جملة نحو 1200 بقرة تم نهبها في منطقة شرق كادوقلي. ولفت التوم إلى أنهم ارتضوا التعامل مع هذا الملف بشيء من الحكمة إلا أنهم يحذرون الشعبية من أي اعتداء مستقبلي، وأضاف: "ستكون المواجهة القادمة الطلقة بطلقتين، والقتيل باثنين". تجاوز الأزمة في السياق ذاته لفت عضو مجلس شورى الحوازمة الرواوقة مصعب التوم إلى أن الشعبية إذا كانت جادت في تجاوز الأزمة معهم فعليها إكمال عودة بقية الأبقار المنهوبة، وتقديم القتلة للعدالة سواء عبر آلية الحكومة أو آليات الشعبية نفسها، وسعى عضو مجلس شورى الرواوقة إلى تخفيف حدة خطابهم بقوله: "نعتقد أن رؤية الشعبية لا تقوم في الأساس على قتل الأطفال القصر، ونهب الأبقار والأموال". من جانب آخر يلفت أمير الرواوقة عثمان بلال إلى أن الأزمة الأخيرة ليست قبلية لذا أرادوا أن يتعاملوا مع الحادثة بحكمة دون أن يورطوا أي طرف آخر في الأمر، وزاد: "لم نأخذ بريئاً بجريرة الجناة، أو نتجاوز الجناة". ولفت بلال أنهم مضوا في الملف عبر القانون ضد الجناة. وختم حديثه بالقول: "لقد انقضت حياتنا، ونريد أن نضمن للأجيال القادمة أن تعيش في سلام". من جانبه يقول رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل إن ما حدث في الحجيرات لديه أثر نفسي ومادي، وأشار في كلمة تعزية أمام الأهالي إلى أنهم أداروا ملف الأزمة بحكمة وضبط نفس عالٍ وفعالية إعلامية ومعلومات دقيقة، وأشار إلى أنه أرسل معلوماتهم للامين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان؛ إلا أنه أنكر بعد تواصله مع القائد العسكري جقود مكوار؛ قبل أن يأخذوا الأمر على محمل الجد بالمعلومات الدقيقة عن مسار الأبقار المنهوبة مما جعلهم يتراجعون قليلا ويعدون بالتحقيق حول الحادثة، ويقرون بها ويبدأون في إعادة جزء من الأبقار، ويضيف الفاضل: "نحمد للشعبية اعترافها بالمسؤولية عما حدث، وهو ما يستلزم إعادة بقية الأبقار، ودفع الديات ومحاكمة الجناة". تبدو خديجة منهارة تماماً وهي تغادر مجلس العزاء؛ عينيها محمرتين كقطعتي جمر، وذهنها مشوش، فهي لم تعد تعي جيدا ما يحدث حولها إلا بمجهود كبير، كما أنها لم تتذوق طعم النوم منذ ليالٍ، لا تدري خديجة ما تقول أو ما تفكر فيه بذهن مشوش سوى أن تفوض أمرها لله ولمجلس شورى قبيلتها وتعقيدات سياسية لا تفهمها قد تأتي بمن قتلوا ابنها في مقبل الأيام كمسؤولين كبار في الدولة.