وزير الكهرباء والموارد المائية الاتحادية معتز موسى كان حاضراً في تدشين المحطة الإسعافية الجديدة لكهرباء مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور ل(15) وحدة تنتج (15) ميقاواطاً. الوزير تعهد بالمضي قُدُماً مع الولاية لتحقيق التنمية والاستقرار، مهنئاً المواطنين بحل أزمة الكهرباء. وقال إن الوحدات الجديدة ستدخل في الخدمة خلال أسبوعين، مُعلناً أن العمل سيكتمل في تركيب أربع وحدات جديدة بمحطة نيالا بطاقة (30) ميقاواطاً في شهر نوفمبر المقبل، داعياً إلى توجيه الكهرباء إلى الإنتاج والإنتاجية إلى حين وصول الشبكة القومية، مؤكداً التزام وزارته بتنفيذ كافة الالتزامات الخاصة بمشاريع المياه والكهرباء حتى تكون ولاية جنوب دارفور نموذجاً لكل ولايات السودان. وأشاد معتز بحكومة الولاية بقيادة المهندس آدم الفكي محمد لما تقوم به من تجارب كبيرة ورائدة في مجال التنمية والخدمات. من جهته قال والي ولاية جنوب دارفور المهندس آدم الفكي إن نيالا ستشهد استقراراً في الإمداد الكهربائي بوصول (15) ميقاواط، مبشراً المواطنين بدخول المحطات الخدمة مما يسهم في استدامة الكهرباء. الوالي أكد أن الوابورات الجديدة ستجعل نيالا تُودّع الكهرباء المتقطعة إلى الأبد، ودعا المواطنين إلى الصبر قليلاً حتى تدخل المحطات الخدمة مشيراً إلى أن نيالا ستصوم رمضان المقبل دون أي قطوعات في الكهرباء. وأضاف الفكي قائلاً: (نطمئنكم الولاية في أمن واستقرار، مافي تمرد، والصراعات القبلية انتهت، وتوجهت الولاية نحو التنمية). ولفت محمد محمد الراجل مدير التوليد الحراري بالسودان، إلى أن تدشين محطة توليد كهرباء نيالا الجديدة على المسار السريع جاء بهدف التغطية الشاملة لفصل الصيف وشهر رمضان إلى حين اكتمال المحطة الكبرى في نوفمبر الماضي. وكشف الراجل عن تعاقدهم مع شركة (aksa) التركية لتركيب (4) وحدات تعمل بالوقود الثقيل لتوليد ثلاثين ميقاواطاًَ تفتتح في نوفمبر المُقبل. ولفت مدير التوليد الحراري إلى أن الشركة ستقوم بتوفير توليد إسعافي سريع بوحدات (15) ميقاواطاً تعمل بالجازولين لسد فجوة التوليد الآن. وأضاف أن الوحدات ستدخل الخدمة بالتدريج وأن آخر وحدة تكتمل منتصف مايو 2017، مؤكداً أنه بدخول محطة توليد كهرباء نيالا الجديدة ستشهد المدينة إمداداً كهربائياً مستقراً ومستداماً إلى حين وصول الشبكة القومية. فلاش باك لفت مولانا عبد المتعال الربيع، إمام وخطيب المسجد الكبير بنيالا، إلى أن مشكلة كهرباء نيالا ظلت تؤرق مواطن الولاية لنحو (20) عاماً دون أن تجد كل الحكومات المتعاقبة الحلول للخروج من ظلمات انقطاع التيار الكهربائي وتضرُّر المواطنين من الانقطاع المتكرر وتذبذب التيار بالإضافة إلى تقسيم المدينة إلى (3) قطاعات شمال وجنوب ووسط، منوهاً إلى وجود شرائح ضعيفة تعتمد في معاشها على الكهرباء مطالباً بضرورة حل المشكلة نهائياً محملاً في ذات الوقت حكومة الولاية مسؤولية حل مشكلة كهرباء نيالا التي تعد ثاني مدينة في السودان من حيث السكان والحركة التجارية. فيما أطلق نواب المجلس التشريعي بنيالا في مداولات المجلس لكهرباء نيالا اسم (كهرباء الأممالمتحدة) لجهة أن محطة كهرباء نيالا تم استجلابها من عدة دول من بينها (فرنسا, التشيك, ألمانيا, الصين)؛ لكنها كثيرة الأعطال و(أعيت من يداويها). من أبرز المحاولات التي تمت لإنهاء أزمة كهرباء نيالا كانت في فترة الوالي الأسبق ووزير المالية علي محمود محمد عبد الرسول الذي قام باستجلاب وابور كهربائي إسعافي من فرنسا، ولكن كانت المحاولة فاشلة بحسب أعضاء المجلس وكيلت الاتهامات للرجل بأنه ذهب لاستجلاب الوابور دون اصطحاب مختصين وأن الوابور لم يكن يلائم أجواء نيالا ومن ثم جاء دور كاشا بترحيل عدد (5) وابورات من كريمة أسهمت نوعاً ما في استقرار التيار الكهربائي؛ ولكنَّها كانت كثيرة الأعطال ولحقت بالبوابير السابقة. ومن ثم كانت آخر المحاولات من نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن، في لقاء جماهيري في العام 2015م وعد فيه بحل نهائي لمشكلة كهرباء نيالا باستجلاب (5) وابورات سعة (5) ميقاواط بالطائرة إلى نيالا عندها وجد النائب تصفيق وهتاف حار من الجماهير بساحة الشهيد السحيني وبالفعل وصلت الوبورات ال(5) لتنتج (5) ميقاواط لكن كانت النتيجة بعد وصولها أن اكتُشف أن (3) منها متعطلة. آخر مشكلات كهرباء نيالا تفاقماً كانت في شهر مارس الماضي حينما اشتكى المُواطنون من تكرار الانقطاعات وتزامنها مع امتحانات مرحلتي الأساس والثانوي لحوالي (20) سنة مما شكل قناعة بعدم اهتمام الحكومة بحل المشكلة القديمة المتجددة. آمال جديدة ولفت مدير التوليد الحراري بالولاية بحر الدين يحيى الشريف لدى زيارة وزير التخطيط العمراني الوالي بالإنابة الطيب حمد أبوريدة لمحطة التوليد بنيالا إلى أنهم فوجئوا بتعطيل (7) وابورات من جملة (14) وابوراً عاملاً، وأن لديهم اتصالات مع المركز لحل المشكلة، مُطالباً بضرورة تدخل الوالي وبالفعل تدخل الوالي آدم الفكي واستجلب إسبيرات لإعادة العمل للمحطة من ألمانيا عبارة عن "إنجكترات"، فيما أشار الوالي بالإنابة أبوريدة إلى أن المنتج حالياً (12) ميقاواطاً بينما المطلوب (28) ميقاواطاً فيما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي والأسافير وقتها أن أحد المهندسين الذين يعملون في المحطة خريج كلية التربية قسم الكيمياء وليس خريج هندسة كهربائية لذلك كثرت الأعطال والمشكلات، ووصف المواطن عبد الله إبراهيم خروج المواطنين بالهتافات والنساء بالزغاريد والأطفال بالابتهاجات أمام البيوت لاستقبال وابورات الكهرباء الجديدة بنيالا بأنها تدل على حجم المعاناة الكبيرة التي عاشها المواطنون مع تذبذب التيار الكهرباء والتأخر الكبير لمدينة مليونية مثل نيالا عن رفيقاتها بالسودان بها ثاني أكبر قاعدة صناعية شهدت تعطل أكثر من 80% من مصانعها بسبب الكهرباء الأمر الذي تسبب في تشريد أسر وفقدان فرصة جذب الاستثمارات بنيالا.