معاش الناس أصبح محل إجماع ومطلب رئيسي ينتظر حكومة الوفاق الوطني الجديدة وتحديداً طاقمها الاقتصادي، هذا ما أمن عليه عدد من الخبراء والمهتمين بالقطاع الاقتصادي الذين شددوا على أهمية تحقيق الأمن الغذائي وزيادة الصادرات وإحلال الواردات، مشيرين إلى اهمية الاستفادة من الانفتاح الاقتصادي بعد رفع العقوبات الأمريكية عن السودان بإكمال مشروعات التنمية. قال أمين أمانة الزراع والرعاة بالمؤتمر الوطني د.التجاني السفوري إن المطلوب من وزراء القطاع الزراعي الجدد إجراء تنفيذي سريع ذلك بالاستفادة من الانفتاح الاقتصادي الحادث الآن على محيطنا العربي والأمريكي والاستغلال الأمثل لهذا الواقع من أجل تنفيذ ما تبقى من البرنامج الخماسي الذي يستهدف زيادة الصادرات وإحلال الواردات وتحسين معاش الناس. وأضاف السفوري في حديث ل (السوداني) أن المطلوب من وزراء القطاع كذلك - كل في مجاله - استغلال هذه السانحة لصالح الاهتمام بزيادة الإنتاج والإنتاجية وتحقيق رفاهية المواطن الذي صبر على السياسات الاقتصادية وأن يساهموا في تخفيف أعباء المعيشة. وذكر السفوري أن الوقت قد حان بعد رفع الحصار لإكمال مشاريع التنمية التي بدأت، موجهاً رسالة خاصة إلى وزيرَي الزراعة والثروة الحيوانية بالسعي لتوطين التقانة التي ستساهم في زيادة الإنتاج والإنتاجية والاهتمام بالقطاع الحيواني وصحته وتوفير المرعى والمياه ومعالجة البيئة المحيطة به، مؤكداً على ضرورة تنفيذ البرنامج الخماسي الداعي لتحرير الاقتصاد الكامل وإشراك القطاع الخاص، وأضاف: "على وزارة الري والموارد المائية زيادة الرقعة المروية وتأهيل بنيات الري بمشروع الجزيرة ومشاريع الأيلولة وتنفيذ ترعة كنانة والرهد وترعة سد مروي، وأن المطلوب من وزارة المالية حتى يتم تطبيق التقانة بالصورة العلمية الموصى بها، توفير الضمانات للتمويل الزراعي واستجلاب الآليات والمعدات الحديثة وتوفير الضمانات وزيادة رأس مال البنوك المتخصصة خصوصاً البنك الزراعي. فيما أشار الخبير الاقتصادي الأستاذ بجامعة الزعيم الأزهري بروفيسور فتحي سيد أحمد إلى أن أهم الملفات التي تنتظر وزراء القطاع الاقتصادي تحقيق الأمن الغذائي بجانب إحلال الواردات وزيادة الصادرات، مشيراً إلى أن من أكبر التحديات التي تواجه وزارة المالية هي وضع السياسات الكلية وتحديد سعر الصرف والتمويل بجانب وضع التوجيهات وعلى وزارة التجارة زيادة الصادرات وإحلال الواردات، وأضاف: "أما أكبر التحديات التي تواجه وزارة الزراعة والغابات هي إدارة مختصة في وضع السياسات الزراعية"، لافتاً إلى غياب إدارة مختصة بوضع السياسات الزراعية بوزارة الزراعة، بجانب ضرورة وضع قانون لحماية الأراضي من التغول السكني بجانب أهمية زيادة المساحات الزراعية وزيادة مساحة محصول القمح في الولاية الشمالية ذلك لجهة أن الولاية الشمالية بها البيئة المناسبة لزراعة القمح. وأكد الخبير الاقتصادي د.سليمان سيد أحمد على أن القيادة التي تم اختيارها للقطاع الاقتصادي الجديد مدركة لمتطلبات القطاع الاقتصادي، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً منها عمل بمختلف القطاعات الاقتصادية، وأضاف ل(السوداني) أن وزير المالية الفريق محمد عثمان الركابي له صلة كبيرة بالاقتصاد ذلك لعمله الطويل في قطاعات مختلفة في إدارات الاقتصاد ما أهله لنيل هذا المنصب، وهو مستوعب لكافة القضايا الاقتصادية والتعامل مع معها بذكاء وبالتالي يستطيع أن يحقق التنمية. وعن وزير الزراعة عبد اللطيف العجيمي قال سيد أحمد، إن العجيمي عمل بالقطاع الزراعي لفترة طويلة في عدد من الإدارات خصوصاً في قطاع الاستثمار وهو إداري مميز وعمل وكيل للوزارة وإن كان تم إبعاده من وزارة الزراعة في وقت سابق ولكنه مستوعب لكافة القضايا الزراعية والوسائل التي يحتاج إليها القطاع الزراعي مثل التمويل والتأمين، بجانب استيعابه إلى كافة القضايا المتعلقة بزيادة الإنتاج وبالتالي يعتبر من أميز الوزراء وأنسبهم لوزارة الزراعة، مشيراً إلى أن أهم التحديات التي تواجه العجيمي هي استخدام الميْكنة الزراعية، إلى جانب أهمية مواعين التخزين وأن لا يكون القطاع الزراعي معزولاً عن القطاع الحيواني وقطاع الغابات والقطاعات الاقتصادية الأخرى حتى لا يكون منفصلاً عنها، وقال: "على وزارة الصناعة ضرورة تطوير الصناعات وزيادة الإنتاج والصادرات", متوقعاً أن يشهد عهده تغييراً كبيراً في الزراعة بزيادة الإنتاج والإنتاجية وأن يرتبط الإنتاج بالصناعة التحويلية والبيئة. من جانبه يرى الخبير الاقتصادي الشيخ الريح السنهوري أن السودان يتمتع بموارد طبيعية وأراضي زراعية كبيرة وبالتالي أهم التحديات التي تواجه وزراء القطاع الاقتصادي هي دعم القطاع الزراعي لأهمية الزراعة بالسودان ذلك لجهة أن نسبة 70 في المائة يعملون بالزراعة، "وبالتالي تعتبر الزراعة هي الأمل الوحيد لخروج السودان من الأزمات الاقتصادية". وطالب السنهوري بتحسين الصادر لكافة المنتجات مع القيمة المضافة، مشيراً إلى ضرورة تطبيق الحزم التقنية، مؤكداً وجود كوادر بشرية مؤهلة ولكن هنالك مشكلة في عدم وجود معدات وأجهزة لضبط الإنتاج ودعم الإرشاد الزراعي والأبحاث الزراعية بجانب أهمية الإعلام الزراعي.