إخوتي ولاة الأمر: سلام الله عليكم،،، بالأمس نثرنا كنانتنا، وعجمنا عِيدانها عوداً عوداً، فوجدناكم الأصلب والأقوى والأنقى والأكفأ لقيادة سفينة الوطن المُتهالكة وهي تَئِن مِمّا تَحمل من أثقالٍ وتَسعى لاهثةً لترسو آمنةً بمرفأ الأمن والسعد والرفاه. نحن معكم على متن سفينة الأمل الأخضر والتفاؤل الباذخ.. نحن رجال الشارع المَغلوب على أمرنا، ولا يُخفى عن أذهاننا أنكم تتوسّدون الألغام، وتمتطون صهوة الخراب والدمار والهَم والغم، وشعبكم كادت أنفاسه أن تنقبض من الفقر المُدقع والمَسغبة وضِيق ذات اليد.. وكلها جراح ورثناها من العَهد البائد.. وتسلّمتم زمام أمر السُّلطة برضاءٍ وقُبُولنا نحن شعبكم وانقضت ستون يوماً وأنتم تسعون لاهثين لضمد الجراح.. صبرنا وصبرنا ومازلنا نبحث دُون جدوى للقمة عيش تسد الرمق "البصلة بعشرة جنيهات"! وتعثّرت الخُطى، والآن أقولها صادقاً: توجّسنا خيفةً من إعصار الإخفاق بل الانهيار.. وطائر شؤم حلّق في سماء الوطن تحمل جناحاه إحباطاً وخذلاناً وتوتُّراً حلّت بنا.. وحتى تنقشع هذه السحب القاتمة الشعب يُريد: أولاً: البدء فوراً وبخُطىً عملية جادّة وحازمة وحاسمة دُون تلكؤٍ أو إبطاءٍ Slowness ودُون وُعُودٍ مُسَكِّنةٍ لدرء المُعاناة المعيشية الطاحنة. ثانياً: أين رقابة الأسعار التي وعدتم بها؟ "مائة ألف شاب للمُراقبة" وعدٌ زائف.. لا بُدّ من قانون عاجلٍ وعادلٍ ورادعٍ لوضع الأمور في نصابها. ثالثاً: الثورة المُضادة هي سبب الإحباط والفتن وترويج الشائعات وتثبيط الهمم.. لا بُدّ إذن التحفُّظ السريع دُون وجلٍ على هذا النوع من المُحبطين وفلول عهد المخلوع بعد الإدانة الدامغة. ثالثاً: لم تتم حتى يومنا هذا مُحاكمة من دُوِّنت ضدهم بلاغات فساد أو جُرم "غير مُحاكمة البشير" لماذا؟ هذه سلحفائية وتَراخٍ يَصف الحكومة الانتقالية بالهشاشة وسُوء الإدارة وعدم الاِكتراث والعواقب وخيمة، "اعملوا حسابكم" والشارع يُراقب. رابعاً: تجنّبوا التصريحات الضبابية المُسكِّنة، والوعود الكاذبة التي أطَاحت بالنّظام السّابق.. نُريد عَملاً وفِعلاً وليس قَولاً سراباً. خامساً: نُريد مناهج دراسية مُتّزنة تحكي عن تقاليدنا وعاداتنا، ومثلنا الأعلى محمد صلى الله عليه وسلم.. وقيمنا السمحة ومبادئ ديننا الحَنيف وإشراقات سلفنا الصالح.. لن نقبل بمناهج مُلوّثة بأفكارٍ لا نرضاها ويبغضها مُجتمعنا السوداني النبيل. سادساً: نُريد مسؤولاً عفيف اليد واللسان وأن يحكم الخطاب الذي يدلي به ويتقن قراءته دُون تعثر.. والله بَحّ صوتي وأنا أُكرِّر كل ما ذكرت.! بنو وطني: "لوكوا" الصبر وهو مفتاح الفرج، والعافية درجات، واعملوا سوياً مع الحكومة لنُحقِّق الطُموح الوطني.. "وحمدوك" لا يملك عصا سحرية بها تنقشع سحائب التّركة المُثقلة المَوروثة، ولكن علينا جميعاً أن نجتهد معه، وألا ننصت للشائعات ومُروِّجي الفتنة.. هل ينتمي هؤلاء للوطن؟ أشك في ذلك.. هذه فترة انتقالية نبني خلالها حكومة ومُعارضة وآخرون، وطن الغد المُشرق.. فلماذا المُضايقات ووجع الدماغ ووضع المتاريس والعثرات؟ الوطن أولاً يا جماعة.. وجهِّزوا أنفسكم لتولي السلطة "أملكم المُرتجى"، عبر الطريق الديمقراطي والانتخابات والحَشّاش يملأ شبكتو.. خلُّونا من الجراحات.! (لله درك بروفيسور فدوى)…. بالأمس هَمَسَ في أُذني مُغتبطاً ومُبتهجاً صديقي و"عديلي" الدكتور سر الختم خلف الله عبوده الأستاذ المُشارك بكلية الزراعة بشمبات قسم الهندسة الزراعية.. قال لي ووهج الفرح الصادق يتقاذف من عينيه الفَرِحتين: هل تعلم أخي "حسين" أنّ البروفيسور "فدوى عبد الرحمن علي طه" مدير جامعة الخرطوم قد اختارت عقداً نضيداً من الشباب الأكفاء والأقوياء والأمناء والأنقياء عُمداءً للكليات.. هذا الاختيار حُظي برضاءٍ وقُبُول واستحسان الأساتذة ومنسوبي الجامعة كافّة.. وأثلج صُدُور الجميع، فهو إشارة لأمن واستقرار الجامعة ولبى نداء الثورة.. وأصحاب المصلحة الحقيقيّة.. حفظكِ الله أختي "فدوى" وأعانك ذخراً للوطن وجامعته العريقة.