في موكب مهيب ودعت مدينة شندي قبل أيام خلت أستاذ الأجيال المغفور له بإذن الله تعالي محمد أحمد الحاج عبدالله بعد رحلة طويلة استمرت لاكثر من نصف قرن بالتعليم وعلى أياديه الطاهرة تخرجت أجيال ثم أجيال فقد تخرج سيادته من المدرسة التجارية الثانوية بالخرطوم وإلتحق بمهنة التدريس والتي هي خير مهنة أخرجت للناس في ذلك الزمان الجميل بجمال أعمال رجاله والنبيل بنبلاء أبنائه حينما كان للتعليم نكهة علمية خاصة أحلى من شوكلاتة الأطفال وأروع من روائع قصائد الشاعر أحمد شوقي أمير الشعراء.. فالتحق الراحل ود الحاج كمعلم بمدرسة طوكر الوسطي عام 1958م، وكان يومها كاتب هذه السطور تلميذاً بالمدرسة الشرقية الأولية ببورتسودان وكان المرحوم ود الحاج من وقت لآخر يأتي إلينا قادماً من طوكر وطوكر يومها كانت تنتعش بزراعة القطن "الذهب الأبيض" وكان المرحوم محمد حامد الجمري من أبناء شندي يعمل مفتشاً للحكومات المحلية، بمدينة طوكر وأذكر وقتها ان اللواء محمد طلعت فريد وزير الاستعلامات والعمل جاء زائراً لمدينة طوكر في أوائل الستينات وقاد هو ومعه المرحوم الجمري قادا حملة جني القطن وفي عام 1964م، ثم نقل الأستاذ محمد أحمد الحاج إلى المدرسة الأهلية ببورتسودان فسكب عصارة جهده التعليمي على تلاميذ ثغر السودان وكان من طلابه وتلاميذه ببورتسودان كابتن عيسي كباشي عيسي نائب الوالي السابق بإقليم البحر الأحمر، وفي عام 1970م تم نقله إلى مدرسة الرنك الوسطي بالجنوب بعد أن ترك بصماته التعليمية على ثغر السودان ثم عاد إلى الشمال فقام بتأسيس مدرسة المتمة المتوسطة الشعبية وترك بصماته العلمية على مدارس المتمة ثم تم انتدابه معاراً لسلطنة عمان لخمسة أعوام وبعد إنتهاء الانتداب عمل في العديد من مناطق السودان كمعلم أجيال في أبو جبيهة وتلودي ورشاد وعاد بعد ذلك موجهاً بالريف الشمالي بمحلية شندي وأصبح مديراً للمرحلة المتوسطة بمحلية شندي حتي تقاعد للمعاش فكان استاذاً لعلوم الانجليزي والرياضيات والجغرافيا كذلك جمع بين كل هذه المواد العلمية في قالب واحد وطيلة عمله بمهنة التدريس قام باعمال خيرية كثيرة كما قام بتخطيط مدارس ريفي شندي كما كان يقوم بتوزيع امتحان الشهادة بالاقاليم ولقد ظل طيلة فترته وعمله في مهنة التعليم ظل يقدم المساعدة والعون للأسر الفقيرة فكان يساعد أبناء هذه الأسر في الإلتحاق بمهنة التعليم وكان باراً بأهله وعشيرته وأهل شندي عامة فما من مشكلة واجهت أحداً إلا وقام سيادته بحلها والكثير من المعلمين الذين يعملون الان بمهنة التعليم بمدينة شندي ومحلياتها العديدة اكثرهم دفع بهم الراحل الأستاذ محمد أحمد الحاج إلى مهنة التعليم وكان له الفضل في ذلك بعد الله سبحانه وتعالى بل وكان من المؤسسين لجامع طيبة مربع 7 بمدينة شندي هكذا كان راحلنا العظيم الذي خرجت جماهير شندي تودعه في موكب مهيب بكاه الجميع الرجال والشباب والشيوخ والنساء والأطفال فطبت حياً وميتاً "أبا سيد أحمد وإخوانه". إنا لله وإنا إليه راجعون عبدالمنعم عبدالقادر عبدالماجد