فضت السلطات في النيجر بالقوة اعتصاما نفذه لاجئون سودانيون خارج مكتب المفوضية السامية للاجئين، في حين أشعلت بعض العناصر النار في المخيم الذي أعيدوا إليه قسرياً. ودخل مئات اللاجئين السودانيين في النيجر في اعتصام خارج مقر مكتب مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين منذ 16 ديسمبر الماضي، احتجاجاً على الأوضاع السيئة في المخيم. وألقى المعتصمون باللوم على مسؤولي المفوضية لإهمالهم، مشيرين إلى التباطؤ في البت بطلبات لجوئهم. وطلب المسؤولون الدوليون من اللاجئين إنهاء الاعتصام، والعودة إلى معسكراتهم أولاً قبل معالجة مطالبهم لكن السودانيين الفارين من الظروف الأمنية السيئة في الجوار الليبي رفضوا الانصياع لمناشدات المسؤولين أو العودة لمخيمهم. وصباح السبت، حاصر المسؤولون المحليون وضباط الشرطة والأمن المعتصمين، وطلبوا منهم الركوب في سيارات معدة لترحيلهم إلى معسكرهم الكائن على بعد 15 كيلومتراً من أغاديز. ووفقاً للاجئين تحدثوا ل"سودان تربيون" فإن قوات الأمن قامت بضرب اللاجئين ودفعتهم إلى المركبات عندما رفضوا أوامر إخلاء الموقع. وقال عمال إغاثة في المنطقة إن السلطات المحلية أبلغت مفوضية حقوق الإنسان قبل ثلاثة أيام بخطتها الرامية لتفريق الاعتصام. وبمجرد أن نقلت السلطات بالقوة أول مجموعة من المتظاهرين إلى المعسكر، شب حريق ضخم في مخيم اللاجئين. ولدى سؤالهم عن مشعلي الحريق، أنحى بعض اللاجئين اللائمة على زملاء لهم يائسين، أضرموا النار في المكان احتجاجاً على العودة القسرية إلى المخيم. وقال عمال الاغاثة إن الخيام كانت تشتعل بسرعة. من جانبه، قال المبعوث الخاص للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الإقليم المتوسطي فينسنت كوشيتيل،، في تغريدة إن اللاجئين السودانيين دمروا المخيم لأنهم يطالبون بإعادة توطينهم في أوروبا. وقال كوشيتيل: " دمروا حوالى 80 % من مركز الاستقبال المعد لهم، إنهم أقلية من اللاجئين من دارفور في أغاديز يريدون فقط أن يحصلوا على فرصة إعادة التوطين في أوروبا". وأضاف "إن تدمير مكان مخصص للجوء في النيجر أو أي مكان آخر أسهل من بنائه وحمايته. إّنه يوم حزين لحماية اللاجئين في النيجر".