تشير التقارير الاحصائية لمعدلات الجريمة بالسودان إلى أن هنالك انخفاضاً ملحوظاً لمعدلات الجريمة بالسودان بكل ولايات السودان، وتشير آخر احصائية قبل أيام إلى انخفاض معدلات الجريمة بنسبة تزيد عن (13%) بولاية الخرطوم، وعزت التقارير الشرطية أسباب ذلك الانخفاض إلى خطط منعية نفذتها شرطة ولاية الخرطوم خلال الفترات الماضية، في وقتٍ يشير فيه التقرير الكلي إلى انخفاض معدلات الجرائم بالسودان ككل حتى في ولايات دارفور. على الرغم من تباين الثقافات والأثنيات بالسودان الا أن ذلك لم يمنع من أن يحتل السودان المركز الأول أفريقياً، فقد شهدت الفترات الماضية عمل كبير وخطط مشتركة بين مختلف الأجهزة النظامية والأمنية أسفرت عن استقرار الأوضاع الأمنية، ولعل تقسيم القوات النظامية لإدارات متخصصة كان له دور كبير في ذلك الأمن، في وقتٍ يتجه فيه العالم للتخصصية لمزيد من تجويد الأداء، فعلى سبيل العمل الجنائي تقوم الشرطة من خلال إدارات المباحث وأمن المجتمع والعمليات والإدارات الموازية لتلك الإدارات بجهاز الأمن والمخابرات الوطني، بتنفيذ خطط منعية وأخرى كشفية أسهمت في القضاء على ظواهر التَّفلت والعصابات الإجرامية، وانحسار ظواهر السرقات والقضاء على ظاهرة النهب والظواهر الإجرامية. ضبطيات المخدِّرات أيضاً عملت إدارة مكافحة المخدرات على الحد من ظواهر ترويج المخدرات وقطعت الطريق أمام المروجين، بجانب مراقبة المداخل والمخارج المختلفة والقضاء على ظواهر الاتجار بالبشر والسلاح وسن القوانين الوطنية الرادعة، وتقديم عدد من المتهمين للمحاكمات، وصدور أحكام رادعة في مواجهة المتهمين، ولا زال آخرون قيد المحاكمات. تشهد ولايات دارفور الخمس استقراراً أمنياً، وانحساراً واضحاً في معدلات الجريمة والظواهر الإجرامية وخاصة جرائم النهب والخطف والسلب، التي انخفضت بشكل واضح، وذلك بفضل قوانين الطوارئ التي أطلقتها تلك الولايات والتي مكنت الشرطة من محاكمة معتادي إجرام، والزج بالمتهمين في الحراسات والسجون، وصدور عقوبات رادعة أسهمت كثيراً في الحدِّ من الجريمة بتلك الولايات. ولعل خطة جمع السلاح التي يجري تنفيذها، ستسهم كثيراً في انخفاض معدلات البلاغات واستتباب الأمن. هنالك تزايدٌ في مستوى ضبطيات المخدرات والذي ينعكس على احصائية البلاغات ويجعلها تبدو متزايدة الا أن ذلك التزايد يُعزى لتزايد أعداد الحملات والانتشار الشرطي وإحكام عمليات الضبط والرقابة للحدَّ من ذلك النشاط، أيضاً تزايد بلاغات الخمور يُعتبر نتاجاً للحملات المكثفة التي تشنها الشرطة. الوجود الأجنبي، هل هو المهدِّد؟ هنالك ظاهرة ستصبح مهدداً أمنياً حقيقياً لأمن واستقرار مواطني السودان، وهي ظاهرة الوجود الأجنبي والتي تتطلب حسماً سريعاً، وقرارات اسعافية عاجلة لمحاصرتها نسبة لتفاقم أعداد الأجانب وتزايد الجرائم المرتكبة من قبلهم، وما لم يتم تقنين أوضاع الأجانب وتقييد تحركاتهم لن ينعم السودان بالاستقرار المنشود، ولعل جرائم الأجانب كانت واضحة في المضابط الرسمية. يرى النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء الفريق أول بكري حسن صالح، أن الخرطوم أكثر عواصم العالم أمناً واستقراراً، على الرغم من أن عدد سكانها يصل إلى (7) ملايين مواطناً. وقال بكري: إن خمس سكان السودان يتواجدون بالخرطوم. مشيراً لاستقرار الأوضاع الأمنية بالعاصمة والولايات مشيداً بدور الأجهزة الأمنية والشرطية في بسط الأمن والاستقرار. من جهته، يقول والي الخرطوم فريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين، في تصريحات صحفية: إن الخرطوم من أكثر العواصم أمناً في العالم، لافتاً إلى أن الخرطوم تنعم باستتباب الأمن بفضل الأجهزة الأمنية والشرطية. تصريحات سابقة من قبله وقف الوالي السابق للخرطوم د.عبدالرحمن الخضر، في ذات الموقف معلناً خلو المضابط الأمنية من الجرائم الغريبة، ومؤكداً أن السودان من أكثر الدول التي تتمتع بالأمن والاستقرار بفضل الخطط الأمنية المرنة التي تتعامل بها الأجهزة الأمنية. وفي ذات السياق أكد وزير الداخلية الفريق شرطة حامد منان، في تصريحات عقب انقضاء عطلة عيد الأضحى، استقرار وهدوء الأوضاع الأمنية في البلاد، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية تسعى بكل مكوناتها لبسط الأمن وحماية المواطنية، وزاد قائلاً: "إن الوضع الأمني يشهد استقراراً كبيراً نتيجة للتدابير والجهود التي تضعها الشرطة لتأمين البلاد، في وقت عبر فيه الوزير عن رضائه التام لدور الشرطة الكبير في الحفاظ على الأمن والاستقرار ومحاربة الجريمة. مدير عام الشرطة الفريق أول هاشم عثمان الحسين، يؤكد في كل تصريحاته أن الأوضاع الأمنية والجنائية تشهد استقراراً بكل ولايات السودان. لافتاً إلى أن معدلات الجريمة تشير إلى الانخفاض المستمر، مشيراً إلى أن الخرطوم تُعتبر من أكثر عواصم العالم أماناً بفضل التجديد المستمر في خطط الشرطة والانتشار الشرطي والخطط المنعية التي تطبقها الشرطة بمختلف إداراتها مما كان له دور كبير في خلق الأمن والاستقرار بالبلاد. من جهته، كشف مدير شرطة ولاية الخرطوم في مؤتمر صحفي عقد في وقت سابق من العام، أن الخرطوم تُعتبر من أكثر عواصم العالم أمناً واستقراراً، موضحاً أن الشرطة تطبق أكثر من (20) خطة مختلفة لبسط الأمن والاستقرار، وأن إداراته المختلفة تنشط في مجالات منع وقوع الجريمة وترصد لها من الخطط ما يمكنها من دفع الأمن والاستقرار بالبلاد، بجانب الانتشار الشرطي وأنشطة إدارات المباحث في جمع المعلومات والحد من الأنشطة الإجرامية، وتحجيم الجريمة.