الحذر من الصعود التنازلي إلى الهاويةwarning ! قلمي المترع وجدانه بعشق الوطن لن ينكسر أبداً، ولن يجف مداده، ولن تلن له قناة ولن تفتر همته إلا والوطن معافى هانئاً.قلمي يفيض أسى وهو يحدق اليوم ملياً في وطن تحتضنه غرفة العناية المكثفة متوسداً الهموم والنكبات المفجعة دون وجيع. أربعة وستون عاماً عجافاً أي منذ بزوغ فجر استقلاله، والوطن يتدثر بثوب الإهمال والانكسار، ذارفاً دموع الحزن، ويئن من إعصارات ومخاطر الصراع الفكري…intellectual conflict , التناحر الايديولوجي، والخصام القبلي والإثني والمكاسب الذاتية المعيبة والفساد بشتى ضروبه. واليوم انبثق نور فجر جديد، وأشرقت شمس ثورة ديسمبر العظيمة وفي ثناياها طموحambition وآمال hopes شعب جريح مكلوم. ،أليس من حق الوطن أن نضع هذا الطموح في لوحة من ذهب ونعض عليها بالنواجذ؟ مايدونه قلمي الآن هو البوصلة لتحقيق ما ذكرت وهو أمل وأمنية الشارع السوداني. ليأذن قارئي المشفق على الوطن لقلمي الحريص الحائر أن يبعث برسالته"رقم خمسة": إلى كل مواطنة ومواطن يعشق تراب الوطن الحبيب بالداخل والخارج، إلى كل حكامنا العسكريين والمدنيين، إلى كل شباب "قحت"المناضلين، إلى كل زعماء الأحزاب السياسية المترهلة، إلى كل قادة الجبهات الثورية، إلى كل رجال الدين والمجتمع، وإلى كل علمائنا، حكمائنا وعقلائنا أبعث لكل هؤلاء القوم برسالة عاجلة صادقة صاخبة تنضح بحب الوطن، وبالحذر والإشفاق والحنو على وطن قد تنقبض أنفاسه في أي لحظة. رسالة تنطلق من لسان كاد أن يسكت صوته. هي رسالة أجبرني لبثها حسي الوطني وعدم انتمائي لأي حزب غير ‘حزب الوطن" أن أفصح عنها" ولا خير فينا إن لم نقلها". الوطن يا"جماعة" يغازل شفا حفرة الموت، وقلبه الدامي يئن لاهثاً من جراح عميقة قديمة. فهل نرضي نحن فلذات أكباد وطن عظيم نبيل، أرضعنا من ثديه لبناً صافياً نقياً هل نرضى أن نتركه يصارع الموت الزؤام؟ ونرى على الرصيف الآخر الشامتين الحاقدين يسخرون، يتبادلون البسمات المرتعشة، والهمسات الحائرة، وتتقاذف من وجوههم المتجهمة الخائفة ومضات حقد دفين وفرح زائف بالولادة المتعسرة والانزلاق الوشيك كما يعتقدون ! كلا ولا فإن قيمنا السمحة تنبذ ذلك.فلا بد من أن نتوحد وتأتلف القلوب صفاء ونقاء ووداً من أجل الوطن دون غيره، وأن نشهر سلاح الوأد والبتر لكل من يقف حجر عثرة وكان قد فقد بريق سطوة أو سلطان زائل، وكل الساعين لغرس بذور البغض والكراهية والفتنة والشتات بين أبناء الوطن الواحد، وبث أكاذيب الواتس الملعونة لتعويق مسار الثورة. تجلدوا يا أبناء الوطن بالصبر الجميل من أجل هناء الوطن إن "مشوار الميل يبدأ بخطوة".كونوا بجانب حكومتكم الانتقالية حتى تتمكنوا معها من اجتياز العقبات الكأداء التي ورثتها من عهد بائد. وحمدوك يا جماعة لا يملك عصا موسى أو يداً مخضبة بالسحر، فتذرعوا بالصبر" وما تسمعوا كلام "ديلك" المضللين. وإنتو ماصبرتو تلاتين سنة مالكم هسه؟" غضوا الطرف عن الضغائن وصغائر الأمور. كفواً عن حب الذات والنفس "الأنانية" selfishnessوليعلو صوت حب الوطن على صوت حب الذات. لنترك الكسل والاتكالية والتنظير والتسرع والحسد. وعلى حكومتنا الانتقالية المثقلة بالهموم وجراح الماضي أن تسرع الخطى في التنفيذ، وتنأى عن التلكؤ وسلحفائية القرار النائمة والتباطؤ. عليها مكاشفة الشعب من وقت لآخر.ابعدوا عن المخاصصة عند تعين الولاة، نريد والياً قوياً أميناً نزيهاً طلق اللسان ومن المنطقة. المخاصصة نراها اليوم تحط برحاها."وعلى عينك ياتاجر" كفوا عنها. نريد قانوناً أو ضوابط تحكم أداء لجان المقاومة"المقاومة اسم منفر، غليظ القلب مقاومة من من؟ على أي حال اسم لا يشبه قيمنا السمحة ولا هيبة الثورة .سموها لجان الحرية والتغيير مثلاً، ويختارها مواطنو الحي أو المرفق العام.من الشباب الثائر. وخلاص. إن جهاز حماية المستهلك الذي كون يحتاج من الحكومة أن تمد له اليد البيضاء والإرادة القوية حتى يطبع البسمة العذبة على الوجوه العابسة والمغلوبة على أمرها .على شباب "قحت"الوفاق والاتفاق "وأن يقضوا حوائجهم بالكتمان " حتى لا يصابوا بالإحباط والإخفاق.. نصائح غالية نأمل أن نضعها جميعاً في لوحة ذهبية زاهية، ولتعلوها كلمتا"الحصة وطن " والوطن أولاً. فهي النبراس المنير والبوصلة التي تضيء الطريق لسودان الغد المشرق.علينا أن نضع تلك النصائح في حدقات العيون، ولنشمر عن سواعدنا جميعاً كل في مجاله لبناء الوطن. وإن تقاعسنا عن الاقتداء بهذه النصائح ،سنبقى بالمربع الأول، وربما يحدث الانزلاق ثم الصعود للهاوية. وربنا يكضب الشينة…حفظ الله الوطن الحبيب. خبير تربوي