الأخ الأصغر سنا دكتور عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء: السلام عليكم. مازال الشعب السوداني الأبي يطوق عنقك بقلائد ذهبية يعطرها الحب الباذخ، الثقة المفرطة والقبول التام، وهم معك حتى يومنا هذا على متن سفينة الثورة. كما وضعوك في حدقات عيونهم دون غيرك، ومنذ أن وطأت قدماك دهاليز مجلس الوزراء . ومنذ الوهلة الأولى كان ظهرك قد أثقلته هموم وهواجس عهد بائد كوارث ونكبات مفجعة خلفتها الإنقاذ جعلت الوطن يشكو حمى التأقزم، وغثيان التمزق واللا وجود، وظل طريح السرير الأبيض بالعناية المكثفة.والشعب الآن قد ضاق ذرعا ومازال يتجمل بالصبر رغم الإحباط وطائر الشؤم الذي حلق فوق سمائه .الشعب يريد منكم ان يكون همكم الأول إزالة الغبن،وتضميد جراحه الدامية وكبح جماح طاغوث الغلاء ،لماذا لا نلزم التجار بوضع قائمة بأسعار المواد الاستهلاكية متفق عليها تراقب وتتابع عبر "الجهاز القومي لحماية المستهلك"الذي حظي بثقتك ؟ لماذا لا ننشئ محاكم للأسعار بقانون عادل رادع يسكت الأصوات ؟لماذا لا ننفض الغبار عن ثقافة التعاون وضوابطها؟ أليس هذا علاجا سهلا وميسرا؟ يريد من وزرائكم الكف عن التلكؤ والتباطؤ وسلحفائية اتخاذ القرار وليستعينوا بالخبراء… بالله خلونا الآن من هوسة إزالة التمكين وسيل البلاغات الهائمة النائمة التي لم تجد طريقها للمحاكم حتى يومنا هذا.وفلول الإنقاذ بسجن كوبر طال مكوثهم بالمعتقل يا جماعة ، قدموهم للمحاكم فورا أو ليبقوا بمنازلهم تحت الحبس"لحين المحاكمة" فهم شغلوا أذهان الشارع. هذه كلها سلبيات تعيق طريق ثورتنا المجيدة. هذه نصائح يسندها قلم الخبرة ، وحبر التجربة قدمها قلمي الغيور على وطنه وثورته في طبق من ذهب لك يا "حمدوك" لأكثر من مرة. فوجدت مرقدا لها سهلا مريحا بوادي الصمت،وكما حطت رحالها بمخبأ النسيان والإهمال .ومضة تفاؤل خيمت على ذاكرتي تطلب منك "يا حمدوك" أن تعقد لقاء شهريا بشعبك الأبي. لقاء مكاشفة عبر وسائل الإعلام ، لقاء مناصحة ومصافحة وتبادل للأفكار، ولتمليك الحقائق . بهذا اللقاء تذوب ثلوج الشك والغموض، وتسكت الأصوات النشاز. وبلقاء المكاشفة توطد الثقة وتفتح النوافذ للمواطنين لإبداء الرأي فهم شركاء أصيلون في الحكم. .شكرا "حمدوك". المجلس السيادي أثلج صدري، وغمرت الغبطة جوانحي. وأنا أشاهد بأم عيني الأداء الوطني المتفرد unique لرئيس وأعضاء المجلس السيادي، والحراك الماراثوني اللاهث لهم "الخرطوم، جوبا" ، من اجل إسكات صوت البندقية، وحتى ننعم بسلام دائم بشمال وجنوب السودان بمشيئة الله. كما أرى الأخ " حميدتي" لم تفتر همته، ولم تلن له قناة، وهو يسعى جاهدا في رحلات مكوكية بين الخرطوموجوبا متوشحا بعباءة السلام…"wearing a cloak.of peace". باسطا ثقافة السلام.كما ألهبت مشاعري الوطنية شجاعة الأخ " البرهان" وهو يتخذ قراره التاريخي المفاجئ الذي ملأ الآفاق… سررت غاية السرور لسلامة وبلاغة وسلاسة الأسلوب الخطابي لكل أعضاء مجلس السيادة في لقاءاتهم الشعبية، المجتمعية والرسمية. شكرا لهم… إن العلاقة الراسخة التي تحفها حبائل الود الوطني بين مجلسي السيادة والتنفيذي أزالت طائر الشؤم الذي كان يحلق في سماء الوطن.علينا جميعا ان نتجمل بالصبر رغم الإحباط ونقف كلنا ثواراً وغيرهم نعضد الحكم الانتقالي رغم المرارة وحزمة من التشاؤم المباغت التي تحل بالصدور ، حتى نعبر الى بر الأمان الى مرفأ الحكم الديمقراطي…وفق الله الجميع.