مقولة صادقة أطلقها لسان قلمي من هذا المنبر مرات ومرات، ونرددها اليوم، " الذكرى تنفع المؤمنين " لم ولن يحيد قلمي عن قول الحق، ونبذ الباطل دون وهن أو خوف من أجل عزة وكرامة الوطن، وقلبي على وطني. في الدول المتقدمة ذات الإرث التأريخي الحضاري"بريطانيا والولايات المتحدةالأمريكية، مثلاً" يتم التوافق والتناغم بين النقيضين : الحكومة والمعارضة في كل ما يصلح ويفيد وطن الجميع، رغم تنافر الأفكار وتباين الرؤى. ألا تذكر قارئي الهمام يوم أن رفع الزعيمان:الأزهري"رئيس الحكومة"،والمحجوب"زعيم المعارضة"علم استقلال بلادي سوياً عالياً خفاقاً ناسين ما يسود المسرح السياسي من تطاحن؟.وكانت ودموع الفرح تنساب من ماقي الزعيمين الوطنيين:الميرغني والمهدي.!… ألا تذكر يوم أن رفع"الأزهري والمحجوب" صوتهما عالياً مدوياً، معلنان استقلال السودان من داخل قبة البرلمان ؟، حقاً أنه لتوافق رائع واتفاق أصيل ومن أجل الوطن. ومنذ ذلك التاريخ"1956″ولأكثر من ستة عقود من السنين العجاف لم يذق وطننا طعماً للاستقرار السياسي…Political Stability . لم نحصد خلالها سوى السراب.واليوم أشرقت شمس الوطن بعد غروب دام ثلاثين عاماً.واليوم تحل بالوطن حكومة انتقالية قصيرة الأمد بمهام محددة لبناء صرح الديمقراطية عبر انتخابات حرة نزيهة. "الكرة الآن في ملعبنا".أليس من الأفضل للوطن والأجدى والأحسن أن نقتدي بعظمائنا من السلف الصالح ونسلك طريقهم السوي باعتناق ثقافة التوافق والتراضي والتناغم" حكومة ومعارضة " في هذه الفترة الاستثنائية المؤقتة الحرجة المحتشدة بالهموم وجراح وأزمات الاقتصاد، وتركة العهد البائد. فلماذا لا نشمر جميعنا السواعد لانقشاع نورها وضمد الجراح وكبح جماح التحديات التي تعترض الطريق؟ إذا كنا نريد خيراً بهذا الوطن المأزوم ونحن بالفعل من حماته وعشاقه، وقد وضعناه في حدقات العيون،علينا أن نكف عن الشقاق، إعصار التراشق اللفظي، التصريحات المرتجلة والشائعات المغرضة. وأقول صادقاً للمرة الثالثة إن سلكنا طريق الخلاف والاختلاف سنرمي بالوطن في أحضان الموت السريري."وعلى الدنيا السلام ."إن الشارع اليوم كأنه يتابط شؤماً ويتوجس خيفة من مستقبل قاتمGloomy يهدده الإخفاق والاختناق. واليوم الشارع يتابع ويراقب ويبدي الملاحظات الآتية: أولاً: لا بد من إسراع خطى الحكومة في الحسم والتنفيذ، حتى لا ننعت ثورتنا بالتواطؤ والتلكؤ والسلحفائية، فهي مؤشرات تنذر بهشاشة الحكم ولنبتعد عنها. ثانياً: نرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها، وتعمل للإجهاض والوأد.عليكم بالتحفظ عليها قبل أن ينقلب الماعون. ثالثاً: بح صوتي مطالباً بتكوين مجالس استشارية خبيرة ومؤهلة لتعين الوزراء في أداء مهامهم حتى لا تشوبها العشوائية والارتجال والتخبط. رابعاً: سؤالي الحائر الملح: هل هناك قانون يسير لجان المقاومة؟ لجان أثارت حفيظة الشارع. خامساً: هنالك ضعف في الرقابة الأمنية تؤرق مضاجعنا خاصة نحن مواطني كافوري مربع واحد، وانفلات أمني في عدد من الأحياء، فمتى يكبح جماحه يامدير عام الشرطة؟ سادساً: نامل النأي عن القرارات المتعجلة ، والتصريحات المرتجلة. سابعا: نتطلع أن يطل علينا كل شهر "حمدوك"رئيس الوزراء في لقاء مكاشفة تجديداً للثقة، والإلمام بما يدور بالساحة، وإسكات الأصوات الناقمة الحاقدة. ثامناً: أثلج صدري وصدور غيري ذلك التوافق والتناغم والوفاق بين ضلعي السلطة :السيادية والتنفيذية. تاسعاً: نقدر ونثمن التحرك الثوري الوطني لمجلسي الحكم لتنفيذ أهداف الثورة Objectives كونوا إخواني وأبنائي ولاة الأمر، حذرين، يقظين وعينا ساهرة، حتى لا تغرق السفينة…خلو بالكم من أولئك وهؤلاء والكنز الثمين.! حفظ الله الوطن.