كشفت جولة ل( السوداني) بصيدليات الخرطوم نُدرة كبيرة في عدد من الأصناف الدوائية، أهمها تلك التي لها صلة بالوقاية من مرض " كورونا" كالمعقمات والأغطية الواقية. حيث وصل سعر معقم الأيادي " ديتول" العبوة الصغيرة تراوح سعرها إلى ( 120) جنيهًا بعد ان كان لا يزيد عن ( 50 ) جنيهًا. ، أما العبوة الكبيرة فوصل سعرها ببعض الصيدليات إلى ( 300) جنيهًا، بعد أن كان يتراوح سعره بين ( 60 – 80) جنيهًا. في وقت وصف د. عبد الرحمن جعفر ازمة " الكمامات" بأنها واقع الدواء في السودان منذ عدة أشهر لجهة ان عدد كبير من الأصناف الدوائية تتحصل عليه الصيدليات من تجار الدواء بالسوق الأسود وتتحكم في أسعاره، في وقت وصف جعفر سلوك بعض لجان المقاومة في تعديها على الصيدليات وإجبارهم للبيع بأسعار محددة فيه عدم علم ودراية بأصول المشكلة، لأن تحديد الأسعار للأصناف الدوائية والمستلزمات لم يعد قاصرًا على وزارة الصحة لجهة أنها لا توفر هذه المستهلكات وإنما تتحصل عليها الصيدليات من تجار بسوق الدواء وهي التي تضع الأسعار وتتحكم في صعودها وهبوطها، ويلفت جعفر في حديثه ل( السوداني) إلى أن الصيدليات تضطر للسوق الأسود لسد حاجة المواطنيين. ونبّه إلى وجود شركات زادت سعر " باكت" الكمامات العادية الذي يحوي ( 50) قطعة من 500 جنيهًا إلى 2025 جنيهًا خلال 24 ساعة. ويشير جعفر إلى أن الكمامات العادية ذات الحجم الصغير ليست لها فاعلية في الوقاية من المرض وإنما الأكثر فاعلية أنواع أخرى منها n95 التي وصل سعرها بحسب جعفر إلى 600 جنيها خلال ساعات بعد أن كان لا يتجاوز 150 جنيهًا وتوقع أن تصل إلى 1000 جنيهًا وتنعدم تمامًا إذا إستمر الوضع على ما هو عليه، لافتًا إلى أن أسعار " الكمامات" باتت مثل الدولار ترتفع على مدار الساعة. من جانبه يقول الطبيب الصيدلي د. صالح المهدي بصيدلية " العافية" بشرق النيل إن أسباب إرتفاع أسعار مستلزمات الوقاية من " كورونا" بالصيدليات بصورة مفاجئة هو دليل على إنعدام الرقابة ورسالة واضحة للجهات المعنية بأن سوق الدواء يتحكم فيه التجار وليس وزارة الصحة.