الدويم: مدينة العلم والنور وكما يحلو لعشاقها ان يطلقوا عليها. فهي ترقد هانئة صامتة على الضفة الغربية لسليل الفراديس: النيل العظيم، ومتوسدة ذراعه الأيمن، بينما أناملها البضة تداعب وتعبث بحبات رماله الناعمة المتثائبة. أمضت المدينة نضارة وعنفوان شبابها في هذه البقعة المباركة وحيدة هائمة على نفسها، تبحث لاهثة عن رفيق وتوأم يشد من أزرها، ويقوي ويستقيم به عودها. وبينما هي حائرة تعاني هذا التيه الفكري، طرق بابها آنذاك شابان فارعا الطول هما: "المستر قريفس وعبد الرحمن علي طه "، وقد تأبطا نبأ مفرحا ارضى الطموح، جاءا بكنز معرفي أطلقا عليه بخت الرضا كمعهد لتأهيل وتدريب المعلمين، وليحط رحاله في مساحة شمال الدويم "ثلاثة كيلو مترات تقريبا". حدث أثلج صدور مواطني الدويم، تعانقوا و تبادلوا التهاني الحارة، والبسمات الندية، نحروا الذبائح ابتهاجا بالمولود، وقدموا له السند والعضد وانهالت التبرعات المادية والعينية. وبمرور السنين توطدت العلاقة بين التوأمين الحميمين وتشبعت منابر مرافق المدينة بغذاء ثقافي دسم، وثروة فكرية باذخة. كما دأب مفكرو، علماء ومثقفو الوافد الجديد عقد ندوة فكرية ثقافية أمام مكتبة غانم محمد أفندي الشهيرة، "طيب الله ثراه"، يؤمها عقد نضيد من مثقفي المدينة أمثال "حسين عبد العزيز، حسين عمران وفاروق سلمان وغيرهم.. ففاض معين المدينة: ثقافة فكرا وإبداعا. وتولد من هذا التلاحم الثقافي والمصاهرة الفكرية جيل من النوابغ والنجباء والمبدعين بالدويم لا حصر لهم. وتبدل الحال ومر التوأمان بثلاثة عقود من السنين عجاف،خفت صوت بخت الرضا وتضاءلت هيبتها ومجدها.، وانطفأت جذوة الود بين التوأمين بفعل فاعل. ثم لاح أمل بسام عندما انبثق نور ثورة ديسمبر المجيدة وهنا علا صوت ابناء الدويم يطالبون بإعادة بخت الرضا لسيرتها الاولى: ألقا، شموخا ووفاء لعطائها الثر والكل يطمح في تعليم أفضل زاهر جيد النوعية of good quality…. لماذا لا ننفض الغبار عن الإرث التربوي ونهتدي بفكر وفلسفة ونهج بخت الرضا لتحقيق الطموح،والأمل الأخضر؟. عقب تعيين الأخ الدكتور عمر القراي رئيسا للمركز القومي للمناهج والبحث التربوي انطلقت شائعة مضللة ترمي لنقل المركز للخرطوم. خبر أثار حفيظة وغبن مواطني الدويم، وعلى الفور عقدوا اجتماعا صاخبا مع الأخ القراي الذي دحض الشائعة المفتعلة وأكد بقاء المركز ليرضع من ثدي الأم الرؤوم، علما نافعا وخلقا قويما،كما أثلج القراي صدور أبناء الدويم بتحويل مركز. تأهيل وتدريب المعلمين الجديد لبخت الرضا . بهذا اللقاء الفريد انقشعت سحائب الغبن الجامح. وهكذا هدأت العاصفة الغاضبة. شكرا لثورة ديسمبر، وشكراً لك أخي القراي . عاجل: يا وزير التربية الاخ البروف العالم محمد الأمين التوم وزير التربية والتعليم… لك التحية.عشقي لمهنتي المقدسة محصن بقلم الخبرة وحبر التجربة يدفعني دفعا ان أقولها، ولا خير فينا ان لم نقلها:::اولاً: من المبكر تحديد تأريخ بعينه لبدء المرحلة المتوسطة مثل العام الدراسي 20/21 أرى: أولاً: لابد من عقد ورشة عمل Work shop. من الخبراء ومن يهمهم الأمر للتفاكر حول الإعداد ومصدر التمويل Finace… وتهيئة البيئة التعليمية، وتوفير متطلبات ومعينات التنفيذ المؤسسي،تجنبا للإخفاق وتحاشياً "للغرق في شبر مويه". ثانيا: لفك طلاسم الهموم وكبح جماح عثرات التعليم العام لا بد من الإنصات والاستئناس بآراء خبراء في هذا المجال وأعني معلمي الزمن الجميل بالتعليم العام "دق الحلبة" اذكر منهم: الأساتذة :مبارك يحيى، دكتورحمود،عبد العزيز محي الدين. وقدامى المعلمين بالمنتدى التربوي السوداني وغيرهم كثر. فهم سندك وهم عضدك، وهم بطانتك الناصحة الناضجة المرشدة شركاء المهنة كونوا معه. ثالثا: لعلك تعلم أن معظم من سبقوك في تحمل الهم التربوي لا علاقة لهم به فكان الفشل الذريع لأنهم لم يمارسوا المهنة ولم تخضب أكفهم بغبار الطباشيرة.وعينوا لتحقيق ثقافة التمكين والمحاصصة التي بدأت اليوم تنخر بعظام ثورتنا فهي عثرة الحكم، ومثيرة للجدل.علينا النأي عنها. رابعا: عين الشخص المناسب في المكان المناسب. والله أقول قولي هذا، وكما ذكرت مرارا أن جهد المقل هذا من اجل الإصلاح وبناء الوطن،بعيدا عن النفاق،الرياء والبريق الزائف. حفظ الله وطننا وأنعم عليه بالاستقرار والهناء والرفاه.