بدأنا بجولة على بعض المخابز بولاية الخرطوم وكما يقول المثل الدارج (الشينة منكورة) لم يعترف أحد ممن التقيناهم باستخدام مخبزه لبروميد البوتاسيوم، رغم أن عضو اتحاد المخابز عبدالهادي دار قيل وهو أيضاً صاحب مخبز ببحري قال إن هنالك (80%) من المخابز تستخدم بروميد البوتاسيوم في العاصمة. لكن أصحاب مخابز ببري الخرطوم وبحري نفوا استخدامهم لمحسن الخبز بروميد البوتاسيوم المسرطن وقال شهاب الدين كباشي - صاحب مخبز - ببري ل(السوداني) إنهم لا يستخدمون بروميد البوتاسيوم لتحسين الخبز لأن استخدامه ممنوع بجميع المخابز، ولفت إلى أن المحسن يزيد من لمعان الرغيف لا أكثر، وقال إن نقص الوزن سببه انعدام الضمائر لدى البعض لافتاً لاستخدامهم خميرة ومحسن خاص من شركة سيقا التي يتعاملون بمنتجها، وزاد ان حصة الدقيق من سيقا (100) جوال أسبوعياًً. سوق أسود وأضاف بشير إبراهيم صاحب مخبز بالخرطوم أن إضافة بروميد البوتاسيوم يجمل شكل الرغيفة ولكن يمنع استخدامه رغم رداءة الدقيق المستورد، ولفت أنهم يستخدمون الخميرة والملح والمحسن العادي (مُحسِن الخبَاز) ، نافياً استخدام مادة بروميد البوتاسيوم في صناعة الخبز. وأشار إلى أن الدقيق المستورد في الأصل غير جيد وإذا تمت إضافة مادة بروميد البوتاسيوم للدقيق لا تحسن شكله ولا لونه، وأوضح أنهم في بعض الأحيان يشترون الدقيق من السوق الأسود بعد نفاد الكمية، والجوال ب(300)جنيه ، ولفت إلى أن حصتهم من سين (15)جوالاً يومياً أما سيقا (30)جوالاً على دفعتين أما سيجاف (1)جوال، وقال إن المحسن يزيد وزن الرغيف من غير (اللب ). شاهدٌ من أهلها لكن عضو اتحاد المخابز - وهو أيضاً - صاحب مخبز ببحري عبدالهادي دار قيل، لم يتفق البتة مع من سبقوه بالحديث وأجابوا بالنفي، حيث قال بكل شفافية إن هنالك (80%) من المخابز تستخدم بروميد البوتاسيوم في العاصمة، ولتأكيد حديثه قال: يجب على وزارة الصحة وجمعية حماية المستهلك أخذ عينات من المخابز بإقامة حملات تفتيشية سرية للمخابز، وأشار إلى أن مادة بروميد البوتاسيوم يتم المحاكمة عليها ومن فترة تمت محاكمة (30) مخبزاً. وأضاف أن مخابز العاصمة يمكن أن تستخدم بروميد البوتاسيوم على عكس المناطق الطرفية لزيادة الطلب العالي على الرغيف، منوِّهاً إلى أن المُحسِّن يزيد من كمية إنتاج الرغيف ولفت إلى أن الدقيق الجيد لا يحتاج إلى محسن وأن لكل شركة محسن، مؤكداً أن المخابز تستخدم محسن (الخباز). أما عن مخبزه هو شخصياً فقال دار قيل إنه لايستعمل محسناً على الإطلاق غير "الملح والخميرة" ، وأشار إلى أنه خلال هذه الفترة القليلة الماضية تمت معالجة إشكاليات نقص الدقيق. كلام الوزير غير صحيح!! من جانبه نفى رئيس اتحاد المخابز بدر الدين الجلال استخدام المخابز لبروميد البوتاسيم وقال في تصريح ل(السوداني) إن البروميد غير موجود واختفى منذ سنين عددا وأن المخابز لا تستخدمه، لأنه أصبح عادة قديمة وتم التخلص منها منذ فترة. وأضاف أن ما قاله الوزير غير صحيح والمعلومات التي استند عليها خاطئة والدليل على ذلك أن أغلبية المخابز مليئة بالخبز الجاف بسبب رداءة الدقيق المستورد. معلومات غير دقيقة ويقول مسؤول بأحد مطاحن الدقيق - فضل حجب اسمه- ل(السوداني): إن ما تم تداوله من استخدام لبروميد البوتاسيوم في صناعة الخبز، حديث لا يمثِّل أصحاب المطاحن مطلقاًً بل يعتبر تصريحاً منسوباً لوزارة الصناعة ممثلة في وزيرها، ثم عاد الرجل ليقول : لكن نسبة صحته ضئيلة ومعلوماته غير دقيقة ولا نعرف إلى أي شيء استند الوزير في حديثه. وقال إنَّ المواصفات والمقاييس هى الجهة المسؤولة عن الجودة وهي التي تحدد ما إذا كانت تستخدم تلك المادة أو لا ، وبحكم عملنا في هذا المجال نعرف جيداً أن حماية المستهلك تقوم بدوريات مكثفة على المخابز لكشف المخابز المخالفة، وأنه لا يمكن الجزم باستخدامها بأغلبية المخابز ويصعب حصرهم لأن المتسيبين كثر على الرغم من الغرامات والعقوبات القاسية إلا أن أصحاب المخابز يعودون لاستخدامه. مخزون استراتيجي أخيراً ذهبنا إلى هيئة المخزون الاستراتيجي فقال لنا أحد الموظفين مفضلاً حجب اسمه إن هيئتهم كانت مسؤولة عن الدقيق في السابق، أما الآن فتنحصر مهمتهم في استيراد القمح فقط من الخارج وتوزيعه للمطاحن. وعن كيفية طرق استيراد القمح قال إن الهيئة تقوم بتوزيع القمح المستورد للمطاحن وأصحاب المطاحن هم المسؤولون عن جودة الدقيق والإضافات التي تصاحبه إذا كان مخلوطاً بشيء من محصول الذرة أوغيره، وتساءل الرجل عن مادة البروميد هي في يوم من الايام كان مسموح بها بكميات قليلة جداً لا تتعدى الذرات، مضيفاً أن هذه الذرات لو وقعت في كتلة واحدة من الدقيق وأصبحت (قطعة خبز) فهي كفيلة بالإصابة بالسرطان، وأن البروميد دائماً يضاف للخبز الآلي ليساعد على الانتفاخ والزيادة في عدد الخبز. سؤال منطقي ومضى الرجل بقوله إن مادة البروميد اليوم أصبحت محرمة، وحلت مكانها مواد تسمى بالمحسنات تضاف للدقيق أثناء العجن فهل هذه المحسنات صالحة؟ ولا تحتوي على نسبة أضرار، وهل المحسنات مصرح بها ومن اين ترد للبلاد وماهي صناعتها ومن أين تجلب وما مدة صلاحيتها؟ تلك كلها أسئلة يجب أن نجد لها إجابات، وأخيراً إذا كانت مادة البروميد محرَّمة ولا يجوز استخدامها فالسؤال من الذي أدخلها إلى البلاد؟