تساؤلات عديدة طرحناها لحكومة العهد السابق (الكيزان) منها هل التنفيذيين والدستوريين يعلمون ويحسون بمعاناة المواطن آنذاك أم يكتفون بالتقارير التي قد تكون مغلوطة في بعض الأحيان ؟! بالرغم من أن بعضهم كان يجوب الأسواق (نظام قشرة) ومنهم من يمر مرور الكرام عبر الفارهات. تساؤلات أخرى أيضاً طرحناها قبل سقوط السابق وبعده وفي هذه الفترة المسماه بالمدنية حيث تساءلنا ماذا بعد السقوط هل يوجد خطة واضحة لما بعده أم فقط عمل وكيد سياسي ؟ وسؤال آخر ماذا بعد المدنية بل ماهي المدنية،؟ في حد ذاتها ؟ تلك الأسئلة في العهد السابق أو الحالي لم نجد الإجابة عليها بل كنا نريدها مترجمة على أرض الواقع . في بداية استلام الحكومة الانتقالية صرح عدد منهم بل قريباً أنهم وضعوا أيديهم على مبالغ ضخمة تخص النظام البائد تقدر بمليارات الدولارات تغطي المديونية على الوطن وتكفي حاجته الحالية، ومنهم من أكد أنه لا حاجة لتقديم المساعدات من الخارج لأننا نزخر بموارد ضخمة جداً، والاعظم من ذلك اعتقدوا أنه بعد سقوط النظام ستنفتح إلينا أبواب الخارج وتمطر السماء دولاراً لأن الطاغية واعوانه الأرهابين سقطوا ؟ من هنا نتساءل عن تلك المساعدات وغيرها التي تساهم في حل الضائقة.. الوضع في تدنٍ يوماً تلو الآخر ….؟ طرح د. حمدوك مبادرة (القومة للسودان) من أجل الوطن ولكن لم يسمِ أهدافها؟ وبنود صرفها، مبادرة في ظاهرها خير للوطن ولكن هل هذا توقيتها وهل الشعب معني بها، ذلك المكلوم من أمره الذي التهمته نيران الأسواق وتهش في عظمه في كل فترة وحين. أين موارد البلاد الضخمة التى تغنينا عن الآخرين ؟ وأين الأصدقاء الذين وعدوا بالوقوف مع البلاد حال سقوط الإنقاذ. بل أين السياسات والخطط التي تباهى بها بعضهم قبل السقوط ؟ ظهرت مبادرة دولار الكرامة ثم مؤتمر الأصدقاء لدعم الميزانية لدولة ذات موارد ضخمة! . ليس معنى حديثنا أننا ضد دعم الوطن الحبيب أو ما يسمى بقومة السودان بل نريدها مقننة معروفة وجهتها إلى أين . وستصرف في أي بند ؟ القومة الحقيقية المطلوبة من أي سوداني موظفاً أو صاحب عمل حر وغيرهما، أن يجتهد كل في ما يليه دون تذمجر بل العمل بتفانٍ واخلاص من غير أن ننظر إلى أن هذا معنا أو ضدنا في مثل هذه المبادرات. * وعلى ذكر الإخلاص والتفاني في العمل تعاني مؤسسات الدولة منذ زمن ليس ببعيد وإلى هذه اللحظة من عدم إخلاص .. انظر إلى أي مؤسسة عامة قليلاً من تجد مخلصاً في عمله ومنضبطاً في مواعيده ومتفانياً في أدائه وإذا اعترض أحدهم يقول لك (بنعمل حسب قروشنا) . أما الوطنية وماشابهها نجدها عبر مواقع التواصل الاجتماعي فقط، الكل يظهر لك بأنه علي عبداللطيف والأزهري ومجرد أن تصوبه أو تختلف معه في الرأي يصرخ في وجهك وينعتك ب(كوز). يتمثل دعم الوطن أولاً بما ذكرنا سابقاً التفاني والإخلاص في العمل ثم كل من لديه وصفة للخروج لبر الأمان بالوطن يقدمها لأجهزة الدولة والأخيرة لا بد أن تتعاون في ذلك الأمر. رسالة للسيد حمدوك أن يطرح مبادرة لأهل الاختصاص من ذوي الخبرة بتقديم مقترحات سياسات اقتصادية شاملة ودراسات جدوى لمشاريع استثمارية يمكن أن تقدم لأجهزة التمويل الإقليمية والعالمية لدعمها مالياً يعود عائدها للسودان وأهله. إضافة لمبادرة تخصصية مثلا في الصحة، التعليم، التخطيط العمراني يشارك في تنفيذ هذه المبادرة كل سوداني غيور على وطنه دون أي ميول لطائفة بعينها أو حزب. وتكون نقطة البداية لتناسي خلافات الماضي من أجل هذا الوطن القارة والخروج به لبر الأمان. ونبني ذلك الوطن البنحلم بيه يوماتي. ويبقى السؤال المهم ماهو مفهوم الوطنية وبما تقاس هل لمن ينتمي لحزب بعينه أو تحالف وهل لمن يساهم بماله يسمى وطني أم من يشارك في تظاهرات ومواكب ومليونيات .؟