* مهما أراد حزب الأمة القومي بخطوته التي أعلن عنها مؤخرا فإن ذلك لا يعفيه من مسؤولية التجربة الجارية ونتائجها في الحاضر والمستقبل وحاله في ذلك حال الحزب الشيوعي السوداني الذي يتذاكى بلعب دور الحاكم في مجلسي السيادة والوزراء والمعارض في الشارع إضافة إلى بقية أحزاب الحرية والتغيير الأخرى والتي يخرج بعض قادتها بانتقادات علنية للحكومة في الوقت الذي فيه هي مسؤولة عما جرى ويجري وبإمكانها تغييره ان كان عندها قدرة وإرادة للتغيير! * لقد فوض الثوار أحزاب الحرية والتغيير وتجمع المهنيين بتشكيل حكومة الفترة الانتقالية بالاتفاق مع المجلس العسكري السابق وبالتالي فإن هذه الأحزاب وتجمع المهنيين مسؤولون عن سياسات حكومة الثورة وعن أداء أعضائها سواء ان كانوا في المجلس السيادي أو مجلس الوزراء عدا العسكريين طبعا والذين فرضتهم مؤسساتهم حسب ترتيباتها ونظمها الخاصة وهي بالتالي الجهة المسؤولة عن أدوار وأداء العسكريين في السلطة الحالية. * ان أعضاء مجلس الوزراء وأعضاء المكون المدني في مجلس السيادة جاءوا عبر اختيار أحزاب قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين لهم سواء ان كان بعضهم أعضاء أصلاء في تلك الأحزاب أو تم اختيارهم لحسن مظان هذه الأحزاب فيهم وبالتالي فإن المسؤول عن هذا الاختيار وعن نتائجه هي (قحت) و(تجم ). * ان خطوة حزب الأمة الأخيرة يمكن ان تكون مقبولة في حالة إعلانه المسؤولية عن التشكيل القائم وما قام به بالتشارك مع آخرين إضافة إلى تصحيحه هذه الخطوة سواء بالعمل على إعادة التشكيل الحكومي من جديد وبعناصر أكثر كفاءة من العناصر الحالية او بسحب هذه العناصر في حال عدم التوافق مع شركائه والاتجاه للمعارضة السياسية الراشدة وانتظار الانتخابات القادمة. * ان التاريخ لن يرحم أحزاب قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين والشعب لن يعفيها عن مسؤوليتها عن الحكومة الحالية والمواقف الرمادية ما عادت منجية فهذه الثورة ثورة وعي والأفضل لأحزاب (قحت) و(تجم) ان تتحمل مسؤوليتها التاريخية أو تعلن عن فشلها وترد الأمر للشارع وهو حر من بعد ذلك في اختيار الحكومة التي يريد وبالآلية التي يريد. * لا ينفع أبدا ان تكون حاكما ومعارضا ومجمدا وسائلا في هذه المرحلة التي تتطلب الوضوح(يا ضل يا شمس – ما تبقى رقراق) فالبلد تمر بمرحلة حرجة وخطرة يجب أن يعلو فيها الاستراتيجي على التكتيكي. * الأفضل -برأيي – ان تتقدم قوى الحرية والتغيير بإعلان فشلها وهذا موقف يحترم بدلا من المكابرة مثل أحزاب الحكومة السابقة وعلى رأسها المؤتمر الوطني والتي ظلت تماطل حتى أرسلها الشعب السوداني إلى سلة التاريخ!.