إذا اختلط عليك أخي القراي ما استدليت به من قوله تعالى في الآية 62 من سورة البقرة (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا هم يحزنون). فظننت أن ما ذكر من اتباع للديانات الاخرى التي لا تقر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم بما في ذلك الصابئة متاح لهم فرصة دخول الجنة مع وضوح الآية التي اشترطت مع الإيمان بالله كذلك الإيمان باليوم الآخر فكيف يستقيم فهم إدخال البوذيين حتى ولو أدخلنا أهل الكتاب من النصارى الذين يؤمنون باليوم الآخر ؟ فالبوذيون لا يؤمنون باليوم الآخر مثل المؤمن المسلم، فكيف يدخل جنة المسلم ؟ مما يؤكد أن اتباع تلك الديانات التي ذكرتها يقصد بها حالهم بعد إيمانهم بالرسالة المحمدية وهؤلاء جميعا للأسف لا يعترفون بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم مما يبعد نهائيا أن يكونوا من المسلمين فضلا عن أن يكونوا من أهل الجنة. وإذا أشكل على القراي فهم هذه الآية فهما صحيحا فهناك آيات أخرى في نفس سورة البقرة توضح أن كل من أنكر نبيا من الأنبياء او فرق بينهما فهو كافر (حقاً) وليس كفرا بدرجة أخرى لا تخرج عن الملة فلذلك قال تعالى في شأنهم (هم الكافرون حقا). وهي الآيات 149 ، 150 بسورة النساء حيث يقول فيها المولى عز وجل : (إن الذين يكفرون بالله ورسله، ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون، نؤمن ببعض ونكفر ببعض، ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً، أولئك هم الكافرون حقاً، واعتدنا للكافرين عذاباً مهيناً) ومعلوم أن اليهود والنصارى والصابئين قد فرقوا بين الله ورسله وقالوا نؤمن ببعض ونكفر ببعض فمن آمن بعيسى من النصارى لم يؤمن بمحمد ومن آمن بموسى من اليهود لم يؤمن بمحمد ففرقوا جميعا بين الأنبياء. أما الصاپئة فشأنهم آخر لم يؤمنوا لا بإلهنا ولا بجميع الرسل جميعهم إذن هم الكافرون حقا كما حكمت الآية القرآنية. فلم يبق ان يفهم من سياق الآية غير ان الحديث عن حالهم بعد تركهم مللهم هذه وانخراطهم في ملة محمد صلى الله عليه وسلم وليس لهم الجنة وهم يفرقون بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض. وبالله التوفيق