جاءت تلك المبادرة من شخصي ومجموعة أخرى بعد المشاكل التي دارت في الريف الشمالي بين قبيلتي الجموعية والهواوير والتي فقدا فيها عدداً من الأرواح فكان لابد من حقن الدماء والسعي لاحتواء الموقف حتى لا يتمدد، وكان وجودي في المبادرات كطرف محايد فيها). لكن القضاء كان الفيصل بإصدار حكم الإعدام؟ بالفعل قال القضاء كلمته ونحن نثق في نزاهة القضاء، وهناك بعض الاستئنافات التي تتم وسوف ندع القانون يقوم بدوره كما هو، لكن كان لابد من الطرفين أن يجنحوا للسلم لمعالجة المشكلة من جذورها باعتبارهما أهل وجيران، وأن المشاجرات لا خير فيها غير أنها حصدت كثيراً من الأرواح وكانت سبباً في الخلافات بين الأسر والقبائل). إذاً ما هو دور العمد والمشائخ في القبيلتين؟ (لقد تم تكليف لجان من العمد والمشائخ بمتابعة الموضوع وإنزال خلاصة ما تم في تلك الاجتماعات للقواعد فيما يختص بقبيلتي الجموعية والهواوير اللتين وُجدت لديهما الحكمة والعقلانية، وبإذنه تعالى سيكونان أنموذجاً للمصالحة في المستقبل. هل أنت متفائل بنجاح المبادرة؟ متفائل خير من الطرفين بأن تنجح المبادرة ويتم العفو لأننا جميعنا سودانيين، والبلد الآن لا تحتمل خسائراً فنحن بحاجة لشبابنا في الإصلاح والتمنية بدلاً من إزهاق أرواحهم في خلافات. أنت موسيقي وأستاذ جامعي.. ما قمت به يؤكد أن للفن رسالة مجتمعية لا يعيها الكثيرون؟ الغناء والموسيقى ليسا صفقة ورقيص فقط كما يعتقد البعض، إن لم يكن الشخص منا فرداً مؤثراً في المجتمع ولديه مبادراته ومساهماته في كثير من القضايا ستكون هذه مشكلة حقيقية، وبحكم عملي أستاذاً في الجامعة تعلمنا أن الجامعة تعمل لتنمية الإنسان وتطويره ومن أهم عناصر التطور هو تنمية كوادر المجتمع والبحث عن الحلول والمشاكل التي يعاني منها وتعميم ثقافة السلام بين الناس.