عام مضى على مجزرة فض الاعتصام ومازالت الأسئلة تتناسل عن تلك الليلة المشؤومة التي راح ضحيتها العشرات ما بين شهيد وجريح ومفقود. (السوداني) تحاول أن تسرد بعض تفاصيل تلك الليلة، وأن تجيب على سؤال واحد أين كان القادة في تلك اللحظة. ومضة كمال ربما لم تتوقع رد الفعل العنيف لتلك الرسالة التي دونتها في حسابها في ذكرى 28 رمضان أي بعد مرور عام على المجزرة التي ارتقى فيها شهداء وخلفت الجرحى وماتزال أسماء معتصمين في دفاتر الغياب. أحمد ربيع الذي يتجنب الظهور الإعلامي خرج عن صمته وسارع بتوضيح حقيقة الاتصال الهاتفي بينه وومضة، وقال عندما اتصلت بها لتخرج من ميدان الاعتصام كنت أقصد أن تخرج من كولمبيا، مشيراً إلى أن اتصاله بومضة جاء بعد مقابلة مع كباشي وأكد عزمهم على فض كولومبيا. كلام فاضي : القيادي بالحرية والتغيير صديق يوسف يذهب في حديثه ل(السوداني) إلى أن مجزرة القيادة هزت العالم وهي جريمة مكتملة الأركان، وقال كنت في القيادة ومعي أمين سعد وعدد كبير من المعتصمين تناقشنا في كثير من القضايا، وعندما أشارت الساعة إلى الواحدة صباحاً نويت الذهاب إلى المنزل، وأضاف : الشباب أصروا ألا أذهب بالمواصلات وطلبوا من أمين سعد أن يوصلني إلى المنزل. صديق قال بعد وصلت إلى المنزل رن هاتفي لينقل لي أحد الأصدقاء الخبر الحزين وخرجت من المنزل ووجدت السودان كله بالشارع رافضاً المجزرة التي حدثت، مشيراً إلى أن الحديث عن علم السياسيين بفض الاعتصام (كلام فاضي) ، وقال إذا كان لهم معلومة سيستعدون على الأقل لمواجهة القضية، مشيراً إلى أن السياسيين جزء مهم في الثورة وواجهوا بطش النظام السابق ولم يخرجوا من المعتقلات إلا بعد 6 إبريل . منتقداً تأخر نتائج التحقيق رغم مرور عام على المجزرة وقال "كنا نتوقع أن تبدأ لجنة التحقيق المستقلة عملها بسؤال للمجلس العسكري عن من الذي أمر بفض الاعتصام، وأضاف : اللجنة لا تعمل بالشفافية المطلوبة" . شائعة ؟! الإمام الصادق المهدي اتهمه البعض بعلمه المسبق بقضية فض الاعتصام، ووجد نصيباً من النقد لأن قدميه لم تتطأ ميدان الاعتصام الذي استمر نحو شهرين، وقالوا إنه يواصل نشاطه الحزبي وسلسلة لقاءاته بمن يشاء، وتساءلوا لماذا لم يزر ميدان الاعتصام الذي يبعد عدة كيلومترات من منزله بأمدرمان ؟ مشيرين إلى أن عظمة المشهد جعلت السودانيين بالخارج يحضرون لمشاركة المعتصمين (نار ونور) الثورة. صفية الفضل مساعد الأمين العام لحزب الأمة أشارت في حديثها ل(السوداني) إلى أن عدم زيارة الإمام لميدان الاعتصام يرجع لتقديرات الكوادر، مثلاً هل المكان آمن لأن بعض الشباب يهتفون ضد قيادات لا يعرفون تاريخها النضالي، وبعضهم لديه معلومات مغلوطة استمدها من السوشيال ميديا، مشيرة إلى أن الإمام كان ينوي أن يؤم المصلين، لكن جاء الشيخ مهران. صفية اعتبرت أن الكلام عن أن حزبها غادر الميدان لعلمه أنه سيتم فض الاعتصام شائعة مصدرها حساب وهمي من خارج السودان، وقالت إن خيمة شؤون الأنصار سقطت بسبب الأمطار التي كانت في ذلك اليوم، مؤكدة أن حزبها لا علم له بالمجزرة وقالت إن الإمام الصادق المهدي كان بالمنزل وعندما علم بفض الاعتصام اتصل ليطمئن على الموجودين هناك، وتساءلت إذا كان الحزب يعلم بفض الاعتصام لماذا ترك الأحباب في الميدان يواجهون الموت ؟ لافتة إلى وجود 4 من أحفاده ليلة فض الاعتصام . وقوع المجزرة : القيادي بحزب البعث العربي محمد ضياء أكد ل(السوداني) أنه خرج من ميدان الاعتصام عند الثانية صباحاً، وقال لحظة فض الاعتصام كنت بالمنزل وتلقيت اتصالاً هاتفياً من أحد معارفي اخبرني بالمجزرة وخرجت مسرعاً لأعرف ماذا حدث بالضبط، مشيراً إلى أنه عقد مخاطبة في تلك الليلة بشارع الأربعين مطالباً المواطنين بالخروج للشارع. ضياء الدين أشار إلى أنه خرج من القيادة بعد أن عقد اجتماعاً حول الترتيبات لإقامة صلاة العيد في ميدان الاعتصام، والمحافظة على الحشود أيام العيد، لافتاً إلى أن أعداد المعتصمين في ذلك اليوم كان قليلاً نسبة لسقوط الأمطار وبعض الأسر خرجت من الميدان عقب الإفطار لأنها مشغولة بترتيبات العيد، وقال ليس بالضرورة أن يكون السياسي بالميدان لحظة وقوع المجزرة، وأضاف : أغلب الذين كانوا (يبيتون) بالقيادة من الشباب،أما كبار السن من سياسيين أو غيرهم يخرجون منها منتصف الليل، مشيراً إلى أن أحد أبنائه كان شاهداً على المجزرة التي حدثت ورجع بعد يومين إلى المنزل لأن الطرق كانت مغلقة. وزير الشؤون الدينية والأوقاف نصرالدين مفرح يذهب في حديثه ل(السوداني)، إلى أنه لم يكن موجوداً في تلك الليلة، نسبة لاتفاقه المسبق مع تجمع المهنيين بأن تقام صلاة العيد في القيادة، مما جعله يسافر إلى ولاية النيل الأبيض لإعداد الخطبة التي بدأت الدعوة لها في ميدان الاعتصام. وأوضح مفرح أنه كان قد أعد الخطبة وحسب الترتيب أن يصل ميدان الاعتصام يوم 29 رمضان إلا أنه لم يستطع الوصول نسبة لحدوث المجزرة وإغلاق الطرق. تبقي القليل : رئيس لجنة التحقيق المستقلة لفض الاعتصام نبيل أديب قال ل(السوداني) إن اللجنة قطعت أكثر من (75%) من عملها وتبقى القليل ،مستدركاً: التحقيق ليس من الأشياء التي يمكن تحديدها بنسبة معينة، لأن التحقيق نفسه يفتح مجالاً للعمل لم يكن معروفاً للمحقق، مشيراً إلى أن اللجنة استبعدت آلاف الفيديوهات واعتمدت تقديم (100) فيديو ضمن البيانات، وقال إن أولى الخطوات التي تشرع فيها اللجنة بعد رفع الحظر هي سماع شهادة الذين تعرفت عليهم اللجنة، مؤكداً عدم انحيازه لأي جهة عسكرية أو مدنية وما يهمه أن يصل التحقيق إلى نتائج مقبولة في المحكمة. أديب قال إن اللجنة استمعت إلى شهادة عسكريين وتنفيذيين، وأضاف " أي زول كان في موقع مهم لازم اللجنة تسمعوا " ، مشيراً إلى أن اللجنة تبحث في المسائل العامة وليس في الاتهامات الفردية، وقال إن أسر الشهداء دونت بلاغات جنائية ومن حقها الاستمرار فيها والاستمرار في القضية، وأضاف : تلك البلاغات لم تضمن في بلاغات لجنة التحقيق، لكن طلبنا صوراً منها للاستفادة منها في المسألة العامة التي تقود إلى من أمر بفض الاعتصام ومن نفذه.