تشير المتابعات إلى أن برنامج الرئيس التركي، يتضمن عقد جلسة مباحثات، بجانب عقد لقاء بين الرئيسين، وتوقيع عدد من الاتفاقيات، كما سيعقد البشير وأردوغان مؤتمرا صحفيا، وفي مساء نفس يوم الأحد يخاطب الرئيس التركي جلسة المجلس الوطني. ويتضمن البرنامج في اليوم الثاني زيارة إلى مدينة سواكن والمواقع الأثرية، بجانب التوقيع على مذكرات تفاهم مع ولاية البحر الأحمر، كما سيقدم الرئيس أردوغان محاضرة فكرية مساء نفس اليوم بقاعة الصداقة ويخاطب الملتقى الاقتصادي مساء الاثنين حيث يجري توقيع اتفاقيات تجارية بين البلدين. ويختتم الرئيس رجب طيب أردوغان زيارته للبلاد يوم الثلاثاء حيث يغادر عائدا لبلاده. وجهات نظر الخبير في العلاقات الدولية محمد الواثق قال ل(السوداني)، إن أهمية الزيارة تكمن في شخصية الرئيس أردوغان نفسه والذي يقود مشروع إصلاح داخل تركيا حيث أوصلها لهذه المرحلة من التطور، والأمر الثاني هو مكانة تركيا والتحولات التي حدثت فيها فأصبحت جزءا من الدول ال(20)، ورغم أنها لا تنتمي إلى أوروبا إلا أن اقتصادها يُصنف بأنه الخامس في الدول الأوروبية، كما أنها الدولة رقم (16) في العالم في الاقتصاد ولها تأثيرات في الإقليم في سوريا ودول أخرى. وقال الواثق إن العلاقات السياسية بين البلدين متقدمة ومرضية لهما، ويوجد اتفاق على معظم القضايا المشتركة، وإذا تم استغلال هذه العلاقة يمكن أن تتطور العلاقة الاقتصادية خاصة أن تركيا لديها رأس المال والسودان يمكن أن يستفيد منها في الجانب الزراعي والصناعي بصورة أكبر. زيارة تاريخية من جانبه رحب الاتحاد العام لأصحاب العمل بالزيارة التاريخية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السودان بمعية وفد كبير من رجال الأعمال وممثلي كبرى الشركات التركية والتي من شأنها إعطاء دفعة قوية لعلاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين. وقال الأمين العام للاتحاد بكري يوسف عمر في تصريحات صحفية، إن القطاع الخاص يستبشر خيرا بالزيارة والتي قال إنها تأتي في مرحلة يبحث فيها السودان عن شركاء وشراكات اقتصادية دولية، وأشار إلى أن الاتحاد تربطه علاقات تواصل وتعاون قوية مع كيانات وتنظيمات القطاع الخاص التركي حيث وقع الجانبان عددا من الاتفاقيات وتبادلا المشاركة في المعارض إلى جانب مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية. وأكد نجاح المشروعات الاستثمارية التركية بالسودان في إطار أن هذه المشروعات تأتي ضمن خطط الانفتاح على إفريقيا عبر السودان. رؤية بعيدة من جانبه يرى الباحث في علم الاجتماع وليد الطيب في حديثه ل(السوداني) أمس، أن الزيارة مهمة للبلدين باعتبار أن تركيا دولة صاعدة اقتصادياً، وضمن نادي مجموعة العشرين وهنا حتى تستكمل عناصر التحول لدولة كبرى على نطاق عالمي ينبغي عليها أن تكون دولة مركزية ومحورية في إقليمها الجغرافي / السياسي. وقال إن الإقليم الجغرافي لتركيا يتمثل في الشرق الأوسط وشمال وشرق إفريقيا بصورة أساسية، وهو الإقليم العثماني التاريخي، مشيراً إلى أن تقدمها ليس من منطلقات إمبريالية استعمارية ولكن من منطلق الأُخوَّة والتاريخ المشترك والمصالح. وأكد أن الأتراك صادقون في الدعوة لشراكات تنموية حقيقية ويملكون الأدوات لتنفيذها على الوجه الأكمل إذا قابلهم الجانب السوداني بذات الصدق في السياسات والإجراءات اللازمة لتنزيل الاتفاقات والشراكات لحيز التنفيذ. وأشار إلى أن العلاقات التركية السودانية تحتاج لأن تكون تحت رعاية مباشرة من رئيس الجمهورية وإلا ستغادر تركيا من السودان إلى دول أخرى أكثر استعداداً للتعامل الجاد في مثل هذه القضايا. الأتراك يتحدثون من جانبه يرى المحلل السياسي التركي يوسف كاتب أوغلو في حديث ل(السوداني) أمس، أن زيارة الرئيس التركي للسودان تعد أول زيارة رئاسية تركية إلى السودان منذ 62 عاماً أي منذ استقلال السودان، معتبراً أن ذلك يعني حرص أنقرة على تطوير علاقتها بالخرطوم إلى أعلى المستويات. ويذهب الرجل إلى أن الزيارة تأتي في إطار تعميق العلاقات التي تخوض حالياً طور النمو في سياق عوامل تواصل وروابط تاريخية اجتماعية وثقافية عميقة الجذور وتعزيز الشراكات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وأكد أوغلو أن تركيا تنظر إلى السودان باعتباره بوابة مهمة جدا لإفريقيا بحكم موقعه وإطلاله على البحر الأحمر وأنه أحد مصادر المياه العذبة، ومساحاتها الشاسعة، وأضاف: تركيا ترى أن السودان مفتاح إفريقيا وإنها تأخرت في تنمية التعاون بين البلدين، وإنها تحرص على استدراك ذلك، عبر تطوير الشراكات الاقتصادية والسياحية والصناعية. وأوضح أن الرسالة السياسية في هذه الزيارة تكمن في رؤية تركيا للسودان بأنه تضرر كثيراً من وقوفه وتصديه لقضايا المنطقة. ورفض يوسف كاتب إفراغ الزيارة من مضمونها واختزالها في محاولة إعادة إنتاج تحالفات إقليمية وأن الهدف الرئيسي يأتي في إطار اهتمام تركيا بإفريقيا وتنمية العلاقات معها اقتصاديا عموما، والسودان بشكل خاص، باعتباره البلد الأكبر. أما التحالفات السياسية فإن الرؤية التركية تتلخص حولها في أن السودان لديه مواقف مشرفة، ولكن تركيا ترى ضرورة تفعيل المواقف العربية والإسلامية عبر تفعيل منظمة التعاون الإسلامي، وتوقع أن ينعكس التعاون التركي السوداني في خدمة الكل العربي الإسلامي بالمنطقة، وأن يكون هناك اتحاد مع الدول المستهدفة.