قال الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي "الجهل يلتهم النفوس والقلوب وقال قولته المشهورة" جعل الله العلم شيئاً كهذا الهواء الذي يمتلئ به الجو وجعل الله العلم كهذا الماء الذي يفيض به النيل، أما الشاعر أحمد شوقي أمير الشعراء قال عن المعلمين أعلمت أشرف أو أجل من الذي ليبني وينشئ أنفساً وعقولاً. فهناك أساتذة أجلاء ظلوا يؤدون رسالتهم التعليمية التربوية في إخلاص وتفان في العمل ومن هؤلاء الأساتذة الأجلاء أستاذ الأجيال عصام أحمد محجوب بمدارس الميرغنية بالخرطوم فهو يعتبر من دهاقنة التعليم في بلادنا جعل من مهنة سيبويه مهنته فحمل قيثارة سيبويه وعزف بها على أوتارها أنشودة لغة عربية فصحى على طلابه فغرس في عقولهم قواعد اللغة العربية في زمن تراجعت كلمة سيبويه كثيراً فكثيراً لكن الأستاذ عصام أحمد محجوب ظل ولا يزال منارة اللغة العربية في مدارس الميرغنية فشكل لذلك نسيجاً من الود والمحبة والأصالة والوطنية بين زملائه المعلمين وأبنائه الطلبة فكانت قيثارة سيبويه تنطلق من حنجرته اللغوية فتستوعبها عقول وأذهان الطلاب بكل يسر وسهولة وهو الذي وهب حياته لتدريس اللغة العربية الفصحى ببلاغتها ونضارتها هذا المعلم أصابته وعكة صحية طارئة إضطرته للسفر للعلاج بالاردن وهو الذي كان ومازال لا يكتنز مالاً ولا ذهباً إنما يكتنز علماً ولغة عربية "عيار سيبويه" لا عيار ذهب، فجمع العلم واللغة العربية في خزينته المليئة بلغة الضاد بل الزاخرة بها يا جامع العلم نعم الذخر تجمعه. لا تعدل ما جمعته داراً ولا ذهباً نعم يا أستاذ الأجيال والوعكة الصحية أصابتك فوقف الأهل والعشيرة بجانبه ومن الجانب الآخر وقف الحزب الاتحادي الموحد بجانبه في محنته الإنسانية ومن الجانب الثالث وقف أبو الإنسانية الأخ عثمان عبدالعزيز حسن أحد المؤسسين الكبار لمدارس الميرغنية وهو الذي لعب دوراً كبيراً في نهضة وتطوير هذه المدارس وقف صاحب المروءة والشهامة بجانبه في وقت وزمن كادت المروءة والشهامة تطوي ملفاتها في بطون الزواحف السامة.. فقام بإرسال الأستاذ عصام إلى الاردن لتلقي العلاج على نفقته الخاصة وليس هذا بغريب أو جديد على الأخ عثمان عبدالعزيز الذي هو نجل الأستاذ الكبير عبدالعزيز حسن شيخ الصحفيين أمد الله في أيامه فهو صاحب امتياز جريدة "الزمان" في ذلك الزمان الرائع قبل أكثر من ربع قرن حينما كان للزمان طلاوته وكانت لصحيفة الزمان أناقتها في الكلمة وجمالها في الإسلوب وروعتها في التصميم حينما كان للكلمة الحرة صدى عميق عند القراء.. لقد ذهب الأستاذ عصام إلى الأردن وأجريت له عملية جراحية تكللت بالنجاح فحمداً لله على السلامة فقد ظل الأخ عثمان عبدالعزيز حسن يتابع من على البعد كل مراحل العلاج للأستاذ عصام فهو اتحادي أصيل وصوفي مخلص بل سياسي متصوف تحت كنف الطريقة العزمية بقيادة صاحب الريادة سماحة الشيخ سيف الدين أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية.. فشفاك الله يا صاحب روائع سيبويه فإن كان الأستاذ الشاعر الكبير بشير عبدالماجد ملك اللغة العربية وسيبويه زماننا هذا وأمير القوافي فالأستاذ عصام إمتداد له بمدارس الميرغنية بالخرطوم بحري والتي هي بقيادة المربي المخضرم الأستاذ رجب الحسن الخليفة مدير المدرسة مع زملائه المعلمين الأجلاء. عبدالمنعم عبدالقادر عبدالماجد