الأخ الأصغر سناً دكتور "حمدوك".رئيس الوزراء تحية لك……أربعة وستون عاماً والوطن الغالي يتجرع كأس المر، مترنحاً متأرجحاً حائراً هائماً حتى ارتمى في أحضان الفقر المدقع، المسغبة، الغيبوبة السياسية، الترهل الحزبي، التطاحن القبلي، العراك المسلح، الأنانية selfishness وحب الذات self centered… المخاصصة،"والحفر لبعض"،والحسد. أقولها صادقاً لن نخطو خطوة واحدة للأمام، إلا بانقشاع هذه السحب الكالحة، وإزالة تلك الغشاوة العالقة في نفوسنا جميعاً، وكلها عقبات كأداء كانت ومازالت تعيق طريق مسيرتنا. وعلينا أن نعي ونتدبر الأمر قبل فوات الأوان وبعد انبثاق فجر ثورتنا المجيدة. لنسعى جميعاً لتوحيد الصف والكلمة والتعاضد والتناغم والتوافق والكف عن الخصام الملتهب، ووضع الوطن دون غيره في حدقات العيون ، وإلا سيحدث الانزلاق و تغرق سفينة الوطن. وتتم هذه الثقافة الوطنية المنتقاة مع الحرص التام بالتوعية orientation والإعلام النقي والجاد و بشتى ضروبه."كلام رددناه مرات ومرات ، ولكنه لاذ بوادي الصمت". جلست ليلة البارحة أمام الشاشة البلورية، متابعاً متفائلاً فرحاً لحوار dialogue بثته القناة السودانية، وأدار دفته الإعلامي القامة" شوقي عبد العظيم"، حوار مع الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء، أو قل لقاء مكاشفة، نادى به قلمي مرات عديدة من هذا المنبر الحر ولكن،،، ليسمح القارئ الملهم لقلمي المترع بعشق الوطن أن تجود ذاكرته ببعض الملاحظات والرؤى حول ذلك الحوار القيم: أولاً::: طرح الأخ "شوقي"بحكمة وحنكة، وشجاعة، وصراحة وشفافية، وإنابة عن الشعب السوداني، عما يجيش بصدره من قضايا، هموم وهواجس تؤرق مضاجعنا جميعاً وتتطلب الحسم، نذكر منها:السلام peace, فض الاعتصام، لهيب الأسعار، العدالة الانتقالية، الفصل السادس، الاقتصاد المأزوم، قضايا الشباب، المجلس التشريعي وتعيين الولاة.كما أن هنالك أسئلة حائرة هائمة تدور بالأذهان، طرحها كلها أخي شوقي واستطاع"حمدوك" أن يفك طلاسم هذه الاسئلة و الهموم، بذهنية علمية مكتسبة، مستعيناً بما حباه الله به من المعية نادرة، نجابة سياسية، لسان صادق طلق، لباقة ودبلوماسية باذخة ، وهدوء متواضع، وتواضع هادئ. الأخ الأصغر سناً "حمدوك"::: لك سلامي. كل ما أطلقه لسانك الأمين العذب في "لقاء المكاشفة" هو من أشواقنا، أحلامنا وطموحنا المرتجى، ولكن أتوجس خيفة من أن يكون وعداً تعترضه ملمات ومخاطر مقصودة أو غير ذلك، فيفقد الوعد بوصلته ويضل طريقه، ويسكت صوته وينسى كما تعودنا دائماً !!! . أقولها لك بصوت داوٍ لا يخشى في قول الحق لومة لائم ،ناصحاً لك بلسان وطني صادق، لا يهوى النفاق، ولا يرتمي في أحضان الرياء والبسمات المصطنعة الباهتة، والبريق الزائف الزائل الذي كان من سمات البعض لثلاثة عقود من الزمان. ولتعلم أخي " حمدوك"، أن مصيبتي الأولى هي حبي للوطن. أقول لك ولا خير فينا إن لم نقلها :::مواطننا السوداني اليوم محبط، كئيب يائس، يبحث لاهثاً عن قوت يومه دون جدوى، ويكتوي بجمرة الأسعار الحارقة فمن يطفئوها؟ بالله خلونا من الكلام، والتنافروالخصام والمخاصصة ابنوا الوطن بالعمل وليس بالقول…. أخي "حمدوك":كنت قد أصدرت قراراً حاسماً وموفقاً قبل أكثر من أربعة شهور بتكوين جهاز لحماية المستهلك . قرار أثلج الصدور، وفرح المواطنون بالقرار لأنه سيصب الماء البارد لإطفاء جذوة لهيب الأسعار، وهو أمل المواطن الأخضر.ولكن… الجهاز اليوم يتوارى خجلاً، ويغط في نوم عميق متوسداً في حياء وخجل، الإهمال، الجمود، والانكسار والخمول.أخي"حمدوك":إن الجهاز هو ساعدك الأيمن، نثرت كنانتك وعجمت عيدانها عوداً عوداً فوجدتهم خيار الخيار فرميتهم به ويتقدمهم الوطني الغيور الدكتور نصر الدين شلقامي، والعقد النضيد. الجهاز هو الخلاص الأوحد، انفض الغبار عنه ، وبث الروح فيه، ووفر له معيناته ليشتد ساعده، ويقوى عوده حتى ينطلق ليرسم البسمة العذبة على الثغور العابسة.قلبي على وطني، وثورته المجيدة…وفقكم الله. عاشق للوطن جوال رقم 0918215002