أصبحت كرة القدم كما هو معروف مهنة يتفرغ لها اللاعب ويعتمد عليها في حياته مثلها مثل أي وظيفة في الحياة العملية، وبالتالي تتطلب بذل الجهد والعمل يومياً ولساعات طوال، وانتهى بذلك عصر الهواية الذي كان يرتبط فيه اللاعب بمهنة أخرى تؤثر كثيراً على جهده ولياقته، وربما يحرم من ممارستها في بعض الوظائف. وبعد تطبيق الاحتراف في أغلب أنديتنا وعلى رأسها الدرجة الممتازة يفترض على اللاعب أن يكون متفرغاً للعبة يتمرن على مرتين كما هو الحال في الأندية التي تطبق الاحتراف الحقيقي حتى في الدول المجاورة لنا وليحافظ على لياقته البدنية التي تمكنه من أداء أكثر من ثلاث مباريات في الأسبوع مابين رسمية وإعدادية سواء مع ناديه أو منتخب بلاده. ولهذا استغرب لتصريحات مدربي الهلال والمريخ وكتابهما وهم ينتقدون برمجة الدوري الممتاز والاحتجاج على خوض الفريق لثلاث مباريات في الأسبوع بادعاء أنها تصيب اللاعبين بالإرهاق وهو حديث ساذج لأن كل لاعبي الفريقين متفرغون ولا وظائف لهم ومن المفترض أن يؤدوا تمارين يومية على فترتين بل نسأل أين هو الإرهاق إذا نظرنا لمستواهم ووضعنا قياساً للمسافة التي يجريها اللاعب في المباراة. اللعب الضاغط وأداء أكثر من مباراة في الأسبوع يمثل إعداداً للاعب في البطولات المجمعة وعلى رأسها بطولة سيكافا وأمم إفريقيا وكأس العرب والتي يجبر فيها اللاعب على أداء مباراة كل 48 ساعة وأحياناً تمتد المباراة إلى أكثر من ساعتين والتجارب كشفت ضعف اللاعب السوداني في مثل هذه الحالات. يجب أن نطبق الاحتراف بشكله الحقيقي الذي يفرض على اللاعب التفرغ للكرة مثل الموظف والعامل الذي لايشتكي من الإرهاق وهو يصحو صباحاً ويعود مساء مع وضع برنامج الدوري على أساس أداء أكثر من مباراة في الأسبوع إن كنا بالفعل نسعى للتطوير ومواكبة العالم. حروف خاصة المستوى الذي قدمه دوليو الهلال والمريخ في مباراتي الفريقين أمس الأول أمام النسور وهلال كادقلي أنصف المنتخب من اتهامات ريكاردو وغارزيتو اللذين ادعيا أن اللاعبين مرهقون. تفوق الدوليون على المحليين بما فيهم الأجانب.