* لطالما مثل البروفيسور إبراهيم غندور الرئيس المكلف لحزب المؤتمر الوطني (المحلول)صوت العقل والحس الدبلوماسي العالي وسط الإسلاميين في السودان وعندما كلف الرجل بملف رئاسة الحزب بعد سقوط النظام كان أول تصريح له إقراراً بثورة الشعب السودانى والأسباب التى أدت إليها والتى تسبب فيها النظام والحزب الذي ينتمي إليه وتعهد يومها بالعمل على عدم عرقلة الفترة الانتقالية بل مضى أكثر من ذلك بالقول أنهم سينتهجون ما وصفه بالمعارضة المساندة . * رغم حل السلطات لحزب المؤتمر الوطني ومصادرة دوره وممتلكاته والقبض على العديد من قياداته ووضعهم في السجون مدة طويلة دون محاكمات فقد اتسمت تصريحات البروف إبراهيم غندور بالعقلانية والمسؤولية ولم تجنح لإثارة الأوضاع وتهديد الاستقرار ولقد شكل بقيادته الحكيمة كابحاً للإسلاميين من التهور والاندفاع في إتجاه المصادمات او مقاومة السلطات * المفارقة أن نهج البروفيسور ابراهيم غندور والذي يتحفظ عليه بعض الإسلاميين الذين يرون وجوب مقاومة الواقع والتصدي له حماية للوجود وللحقوق لم ينل تقدير السلطات ولا خصوم الإسلاميين ولقد عمدت الأولى في أسلوب غريب وغير مفهوم إلى اعتقال الرجل دون أسباب واضحة واودعته الحبس لأسابيع دون اتهام او تقديمه لمحاكمة حتى اليوم * ان اعتقال البروفيسور ابراهيم غندور يعنى أبعاده عمليا عن رئاسة المؤتمر الوطنى والتحكم في عضويته بما عرف عنه من اتزان ومسؤولية وهذا يعنى واحد من افتراضين الأول ان يعهد برئاسة الحزب لشخص آخر قد لا يكون مثله والثانى ان تظل عضوية المؤتمر الوطنى بلا رئيس لوقت قد يطول وفي كل الحالتين هذا الوضع لا يطمئن اضافة إلى حقه الأكيد في محاكمة عادلة وعاجلة او إطلاق سراحه الفوري ان لم يكن للسلطات عليه شيء * مؤسف جدا ان يكون اعتقال البروفيسور ابراهيم غندور وغيره بهذه الطريقة بعد ثورة شعارها الحرية والسلام والعدالة وهذه الشعارات الإنسانية السامية حق للجميع بمن فيهم االخصوم السياسيين والا أصبحت شعارات بلا معنى ولا جدوى. * ان الناس قد خرجت لأجل التغيير للأفضل وبما يحفظ كرامة الجميع ومساواتهم أمام القانون وحفظ حقوقهم ولم تخرج لإهدار حق الآخر او انتقاص حقه القانونى وإلا ما كان الهتاف الأعلى لثورة ديسمبر المجيدة ينادي بالسلمية ويعبر بها فوق كل التوقعات. * المحاكمة العادلة والعاجلة للبروف ابراهيم غندور او إطلاق سراحه فورا لأنه الوحيد القادر على اعتقال اي موقف متطرف في حزبه والجامه بضوابط التنظيم هذا فوق حقه الشخصي في الحرية والعدالة . * ان أي حديث مثل ان النظام السابق كان يعتقل الناس بدون أسباب موضوعية او لا يقدم المعتقلين لمحاكمات عادلة حديث قاصر في ظل مطالب جامعة بتغيير الماضي كله لأجل الحاضر والمستقبل