الزوجة هي الجزء الأجمل في حياتنا، أدامها الله شيئاً جميلاً لا ينتهي، ولتقل لزوجتك، لو عادت الأيام، ما اخترت زوجةً غيرك، فالكلام العاطفي يثير المرأة، وهو السلاح الذي استطاع به اللصوص اقتحام الحصون والقلاع، وسرقة محتوياتها الثمينة، إن الكلمة الطيبة تنعش قلب المرأة، فقلها أنت قبل أن تسمعها من غيرك. المرأة تريد أن تحس بالأمان وحنان الزوج وحبه إليها بينما الرجل يريد احتراماً وتقديراً ومدحاً وتحفيزاً، وما نلاحظه عندما يغضب الرجل يريد أن يخرج من البيت أو يجلس لوحده وعندما تغضب المرأة غالباً ما تريد أحداً أن يجلس بقربها ويشاركها في همومها ويساعدها في الحل، وهنا الرجل ومن واقع طبعه يترك زوجته عندما يغضب، ولكن هل يجب علينا كأزواج ترك زوجاتنا عندما يغضبنَ؟ فهن يريدننا معهن لنساعدهنَ ونمسح دمعتهن، فالمرأة لا تستطيع أن تعيش في عزلة عن الدنيا إلا إذا كانت أمامها جميع أحلامها، أو خلفها جميع ذكرياتها، وهي حديقة مليئة بالأزهار والورود والفراشات وقد تتحول أحياناً إلى صحراء لا تصلح إلا لزراعة الشوك والصبار، ومع ذلك لا تستوي الحياة بدونها، لأنها أحلى هدية خص الله بها الرجل، حيث أنها أكبر مربية للرجل، فهي تعلمه الفضائل الجميلة وأدب السلوك ورقة الشعور . إذن لطالما البنت مدللة في بيت أبيها يجب علينا ألا نجعلها مستعبدة في بيتها بعد زواجها، بل إن لم تكن هي نفس بيئة أبيها علينا أن ننقلها إلى أرفع من ذلك، وأن نسمعها بقدر الإمكان أحلى الكلام وأنبل التعبير وجميل الردود على أسئلتها المطروحة، وأن نناديها بأسماء هي تريدها وتعشقها، كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل، فالزوجة تريد الاحترام والاهتمام فلنجعلها تشعر بذلك، وتحس بكيانها وهي تبقى كطفلة طول حياتها مهما كبرت، ومتى أحست المرأة بالاهتمام بها من قبل الزوج، والاستماع لما تقوله حتى لا تبحث عن أذنٍ أخرى تحدثها، أبدعت وفعل فيها هذا التعامل مفعول السحر، ومتى شكت لك المرأة، لتكن لها مستمعاً جيداً، ولا تكذب عليها، فأكثر ما يغيظ المرأة هو الكذب، لأنها إذا اكتشفت عنك كذبة واحدة، فقدت فيك الثقة طول حياتها. وهنا تحضرني قصة أن أحد الأزواج اتصل على زوجته لتجهز له شنطة السفر لأنه مسافر مع مديره، خصوصاً وهو مرشح على ترقية كما يقول الزوج لزوجته، فقال لها: لازم من طاعة للأوامر واحترام للمدير لأنه طلبني لأسافر معه لمدة أسبوع، لذلك أقنع زوجته بالسفر، فسألته إلى أين أنت مسافر معه؟ فقال لها (رحلة صيد) فقالت له بالسلامة وسوف تجد الشنطة جاهزة، ثم قال لها لا تنسي( البجامة الزرقاء لزوم البحر) ضعيها في الشنطة، فقالت له سمعاً وطاعة، والشاهد في الأمر أنها أعدت شنطة السفر بما في ذلك البجامة الزرقاء، وسافر زوجها وكانت سفرته ليست مع المدير ولكن مع امرأة أخرى قضى معها هذا الأسبوع، وجمع بعض الصور وهو على شاطئ البحر ومع السمك على ضفاف البحر والقوارب الشراعية، وعندما عاد راجعاً إلى منزله، كانت عليه علامات التعب والإرهاق، فسألته زوجته؟ كيف كانت الرحلة؟ قال لها: ممتعة جداً لكن أين البجامة الزرقاء؟ قالت له: وضعتها في شنطة الصيد، وهذا إن دلَ على شيء، إنما يدل على انه لم يفتح الشنطة أبداً. أما إذا غضبت المرأة فلنحاول مواساتها ولو كانت هي السبب، فكانت نساء الرسول صلى الله عليه وسلم إذا غضبنَ ضرب الرسول الكريم على كتف زوجته ودعا لها وقال: اللهم أغفر لها ذنبها واذهِب غيظ قلبها، يا سبحان الله هي تعمل على غضب الرسول ومع ذلك نجد رسولنا الكريم يدعو لهن، فأين نحن من هذه السلوكيات؟ أليس هذا يكسر قلب المرأة، بينما البعض إذا غضبت زوجته صفعها أو قفل عليها الباب. أخيراً المرأة هي العمل الوحيد غير الكامل الذي ترك الله أمر إتمامه للرجل و زهرة لا يفوح أريجها إلا في الظل فقط، تنثر عبيرها علينا عطراً فواحاً، فالعطر لا يستأذن حين يفوح، فعلينا كأزواج باللمسة اللفظية التي تفعل مفعول السحر، والكلمة الطيبة بخور الباطن، حتى إذا ما رحلنا عن زوجاتنا ، تظل ذكرياتنا خالدة في الوجدان، وهنا تحضرني قصة شهيرة لإحدى النساء وهي مطلقة من رجلٍ كان يعاملها معاملةً سيئة، ثم تزوجت من رجلٍ آخر بعده، وحدث أن بلغوها بوفاة طليقها، فكان ردها أن قالت: إنها لا تعرف هذا الشخص ولم تسمع به. خبير المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية