من بين الأشخاص الذين تعرضوا للضرب والتعذيب اثنان كانا يصرخان (أبو بكر حول القروش)، أحدهما يسمى عبد المجيد إبراهيم إسحاق 22 عاماً وميرغني إبراهيم إسحاق 19 عاماً من ولاية سنار محافظة سنجة مجلس ريفي المزموم، ويقول شقيقهما أبو بكر إبراهيم إسحاق إن شقيقيه كانا يعملان في أجدابيا، إذ يعمل عبد المجيد في مطعم أما ميرغني فأعمال حرة، وأنهما قبل سفرهما إلى ليبيا كانا يعملان بالزراعة. وأضاف أبوبكر: في حديثه ل(السوداني) أمس، أن شقيقيه سافرا إلى ليبيا قبل شهر رمضان. وطبقاً لإفادة أبو بكر فإن شقيقيه قبل اختطافهما كانا في الطريق من مقر عملهما بأجدابيا إلى طرابلس، ليتم اختطافهما من قبل عصابة في الطريق إلى طرابلس، وتوجها بهما إلى جهة غير معلومة، لافتًا إلى أنهما تحركا من أجدابيا يوم السبت الثالث عشر من يناير ولا علم لهُ بيوم الاختطاف على وجه التحديد أو الجهة التي اختطفتهما، مشيرًا إلى أنهُ علم بالخبر من السودان يوم الأربعاء السادسة مساءً. وأوضح أبوبكر أنه عند الساعة التاسعة بتوقيت السودان تم الاتصال به من قبل الخاطفين، وكان يتم تعذيب شقيقاه، وأضاف: كنت اسمع صراخهما ولم أفهم من حديثهما شيئاً سوى"أبو بكر رسل القروش"، وتحدث معي شقيقاي في مدة لا تتجاوز الدقيقة ثم سحب أحد الخاطفين الهاتف منهما وطلب مني أن أرسل المال والمطلوب 300 ألف سوداني ويتم التسليم في السودان. وتابع: إتصلوا بي يوم الخميس وأخبرتهم اني سأحاول تجميع المال، وآخر اتصال كان أمس الأول السبت الرابعة مساءً وحاولت أن أصبرهم. وكشف أبو بكر بأن الاتصال القادم سيكون اليوم ليتأكدوا من مواعيد تسلمهم للمال، وأخبروني أنهُ بعد تجهيز المال سيتم الاتصال بي لإخباري عن طريقة تسليم المال في السودان عن طريق شخص أو وكالة، وقد هددوا بأنهُ إذا تم الاتصال مجددًا ولم يتم تجهيز المال فستتم مضاعفة المبلغ والتعذيب. الهجرة إلى أوروبا وبخلاف عبد المجيد وميرغني، يظهر في مقطع الفيديو سودانيان آخران هما الصادق أبكر آدم 21 عاماً، وطه سليمان حسين 20 عاماً وهما من الأقارب، وفيما بدا شقيق طه يس سليمان متحفظًا في حديثه ل(السوداني) أمس إلا أنهُ أشار إلى أنهما سافرا إلى ليبيا قبل عام أو تسعة أشهر. إسماعيل عبد الله وهو وابن عم الصادق وطه سرد تفاصيل ما حدث لقريبيه ل(السوداني)أمس، وأورد أن الصادق وطه ينحدران من منطقة كتم في شمال دارفور، وأنهما سافرا إلى ليبيا عن طريق سوق ليبيا لأجل العبور إلى أوروبا، وأضاف: وصلا إلى ليبيا قبل ثلاثة أشهر، وامتد طريق رحلتهما عن طريق الفاشر الكفرة وصولًا إلى ليبيا واستقرا في منطقة أجدابيا، واستدرك: لكن إغلاق خفر السواحل الليبية حال دون عبورهما البحر المتوسط. ويعود تاريخ احتجاز الصادق وطه إلى يوم الأربعاء الماضي، ويرجح إسماعيل بأن من اختطف قريبيه هم مجموعات إسلامية متفلتة، أما الفدية المطلوبة فتبلغ 240 ألف جنيه سوداني مع التهديد بتصفيتهما حال عدم دفع المبلغ. أما الناشطة والحقوقية سعدية الشيخ التي لها معرفة وثيقة بإسماعيل فتشير في حديثها ل(السوداني) أمس إلى أن اتصال الخاطفين تم بأشقاء طه والصادق في الخرطوم، إذ طالبوهما بأرقام أسرهما بعد الضغط والتعذيب. أحد أقارب أسرة الصادق وطه - فضل حجب اسمه- أشار في حديثه ل(السوداني) أمس: تم الاتصال من قبل الخاطفين بشقيق الصادق وهو منصور أبكر آدم. وحول طريقة تسليم الأموال يقول المصدر الأسري : الخاطفون أخبرونا بأن لديهم أشخاصاً في كل ولاية وهم سودانيون سيسلم المال لهم. وأشار المصدر الأسري، إلى أن جزءاً سيذهب لهؤلاء السودانيين وجزءاً آخر سيذهب للمرتزقة في ليبيا، لافتًا إلى أنهم اتصلوا بهم أمس الأول وطلبوا منهم تخفيض المبلغ، إلا أنهم رفضوا وأن اليوم الساعة العاشرة صباحًا هو آخر مهلة لتحديد تسليم المبالغ المالية. حقيقة الفيديوهات لعل أبرز ما دار حول الفيديوهات ومدى صحتها القول بأنها فيديوهات قديمة إلا أن مفوضة الشؤون الاجتماعية بمفوضية الاتحاد الإفريقي أميرة الفاضل كشفت في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية أمس، عن أن الفيديوهات المتداولة لسودانيين يتم تعذيبهم في ليبيا حديثة وتم فتح تحقيق بشأنها، مشيرةً إلى أن زيارتها السابقة إلى ليبيا بعد انتشار فيديوهات بشأن بيع الأفارقة في ليبيا استطاعت أن تعيد أكثر من 8000 مهاجر إفريقي إلى بلدانهم بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية من بينهم 129 سودانياً، لافتةً إلى تكليف الاتحاد لمنظمة السيسا والانتربول الدولي باجراء التحقيقات اللازمة بشأن مقاطع الفيديو التي انتشرت مؤخراً لتعذيب سودانيين في ليبيا. عصابات مارقة من جانبه وصف القائم بأعمال السفارة الليبية بالخرطوم علي مفتاح المحروق، ما حدث بالتصرفات الخرقاء والفردية التي لا تمثل إلا أصحابها، مؤكدًا رفضهم لها وأوضح المحروق في حديثه ل(السوداني) أمس، بأن الاختطاف يتم حتى لأبناء الشعب الليبي، وأنهم يقعون أيضاً ضحية لعصابات مارقة تمارس الكسب المادي السريع ،لافتًا إلى أن الفيديوهات الأخيرة إن صح بأنها في ليبيا فيمكن أن يكون ضحيتها مواطن ليبي لأن ثلث الليبين من ذوي البشرة السمراء ، ولا يوجد ما يدل على أن الضحية سوداني أو من أيّ جنسية أخرى. وحول عدد المهاجرين الذين يتدفقون على ليبيا يقول المحروق إنهُ لا توجد إحصائية لعدد المهاجرين ولا يوجد من يوثقها إلا أنهم يأتون من كل الدول الإفريقية خاصة غرب إفريقيا ودوّل الجوار الليبي ومن ضمنهم السودانيون، وأشار المحروق إلى أنهُ تم إرجاع الآلاف الى بلدانهم ، إلا أنهُ ما يزال هناك الكثيرون. وينفي المحروق وجود معسكرات بيع في ليبيا، مؤكدًا أن الموجودة هي مراكز إيواء وهي كثيرة بسبب كثرة الوافدين، وأضاف: في ليبيا هناك قضية هجرة غير شرعية ولا يوجد اتجار بالبشر ولا تأثير لما حدث على العلاقات بين البلدين فالعلاقات أقوى من ذلك.